(الرسائل الاقتحامية) بين الاتصالات والمرئي والمسموع
'' الرسائل الاقتحامية '' ضيف ثقيل الدم يقتحم أجهزة الخلوي دون استئذان يقوم البعض من متلقيها بشطبها دون قراءتها بينما يدفع الفضول البعض الآخر للإطلاع عليها. هذه الرسائل الاقتحامية ذات الطابع الدعائي أو الترويجي أو ألاحتيالي في بعض الأحيان ترسل بالجملة للمشتركين دون موافقتهم المسبقة على استلامها، وتشكل إزعاجا للمتلقي وبخاصة أنها ازدادت في الآونة الأخيرة الأمر الذي أثار استياء العديد من مستخدمي الهواتف النقالة في الأردن .
ولم تعد تقتصر هذه الرسائل على الطابع الترويجي أو الدعائي فقط بل أنها بدأت تأخذ منحى النصب والاحتيال حيث يمكن أن تصلك رسالة تقول انك ربحت مبلغا كبيرا إذا ما اتصلت برقم معين يظهر في نهاية الرسالة وغالبا ما تكون هذه الرسائل من خارج الأردن .
''اختر شريك حياتك وبالمواصفات التي تريد أرسل لـ(...) ثمن الرسالة الواحدة 8 قروش'' ،هذه العبارة هي واحدة من مئات المسجات التي تصل إلى الهواتف فأصبحت الرسائل تحمل طابع التشويقً لإغراء المتلقي للاشتراك في خدمة معينة.
يعتبر محمد هاني (27 عاماً) ويعمل محاسبا في أحد البنوك أن هذه الرسائل هي اعتداء على خصوصية المشتركين وخاصة أن جزءا منها يتلقاه في وقت متأخر من الليل .
ويقول خالد جاسم ـ طالب جامعي ـ وهو يعرض بعض الرسائل التي وصلته مؤخراً إن الشركات يجب أن تأخذ في اعتبارها راحة المشترك وأن لا يكون هاجسها الوحيد هو الربح فقط.
وتفضل حنان طاهر (31 عاماً) أن تكون هنالك آلية للاتفاق بين الشركة وعملائها فيما إذا كان العميل يرغب في استقبال هذه الرسائل أم لا لأنه يحب أن يتلقى بعضا منها وبخاصة العروض التي تخص متاجر الألبسة والتي تعلن عن التنزيلات من خلال الرسائل من وقت لآخر. وقالت لنى كعوش مديرة خدمات البيانات في شركة ''زين'' : بدأت الشركة في وقت سابق من العام الحالي بتطبيق المرحلة التشغيلية من نظام متخصص في فلترة الرسائل الاقتحامية يسمى'' anti spam system '' ، وأكدت أن النظام الجديد ساهم في الحد من استقبال هذه الرسائل من خلال إيقاف المرسلة منها عن طريق الانترنت الذي يعد من المصادر الرئيسة لهذا النوع من الرسائل.
وأكدت كعوش أن النظام الجديد لن يستطيع الحد من الرسائل غير المرغوب فيها بشكل كامل إلا انه سيحد منها بشكل كبير بسبب التكنولوجيا المتطورة التي يعتمد عليها النظام . وذكرت أن إعطاء رقم الهاتف للمحال التجارية والشركات يوفر قاعدة لهذه الشركات لنشر إعلاناتهم في المستقبل بناءا على القواعد المتوفرة لهم من خلال الأرقام .
وتشير انه وبسبب الانتشار الكبير للهواتف المحمولة فإنها أصبحت وسيلة ترويج مرغوبة للشركات المعلنة لما توفره من سهولة الوصول المباشر للمتلقي وأكدت أن الشركات تتعامل مع الشكاوي التي تردها بشكل مباشر وتتقصى مصادرها وتوقفها .
وبحسب مصدر مسؤول في هيئة تنظيم قطاع الاتصالات ، تعكف الهيئة على إصدار قرار تنظيمي حول إجراءات مكافحة الرسائل الاقتحامية وسن نظم وتشريعات تهدف إلى تنظيمها ومعالجة الإزعاجات والمشاكل المترتبة عليها، ويسهم القرار في إيجاد حلول كفيلة للحد من انتشار هذه الظاهرة .
وتقسم الهيئة ـ بحسب المصدر ـ الرسائل الاقتحامية إلى نوعين: رسائل تحمل طابعا دعائيا أو ترويجيا لسلع وعروض الشركات والمسابقات .
والنوع الثاني رسائل خدمات القيمة المضافة والتي تحمل معلومات أو ترفيه أو أي خدمة إعلامية من خلال شبكات الاتصالات مثل (طقس، أبراج،رياضة...).
ويحتاج مزودو تلك الخدمات إلى ترخيص من هيئة الإعلام المرئي والمسموع وهذه الرخصة تسمى رخصة إجازة وتداول المصنفات ،بينما تخضع رسائل المسابقات والجوائز المعلنة لقانون وزارة الصناعة والتجارة .
ويؤكد المصدر، أن الرسائل الإحتيالية تعد مشكلة كبيرة بالنسبة للهيئة، وذلك لصعوبة السيطرة عليها . وتقول الهيئة أنها أصبحت مشكلة دولية ، وغالبا ما تأتي من أرقام دولية . إلا أنها ـ الهيئة ـ تقوم بتوعية المشتركين من مخاطرها عن طريق الصحف اليومية والموقع الالكتروني الخاص بها .
من جهته قال الناطق الإعلامي في هيئة المرئي والمسموع الدكتور جعفر النسور:'' ان الهيئة ليست مسئولة عن هذه الرسائل بتاتا والتي ترد بالملايين لأنها أصلا- أي هذه الرسائل- هي بمثابة مكالمات هاتفية مكتوبة فقط ''. وبانتظار أن ننعم بيوم من الراحة ،تبقى هذه الرسائل ضيفاً غير مرغوب به ،يقتحم علينا هواتفنا ليخبرنا بما لا نريد سماعه.
المفضلات