[align=center] في رثاء ابن اختي " احمد "
توفي ابن اختي احمد بين يدي في صباح يوم من اسوأ ايام حياتي ولم استطع فعل شي حاولت ان اجري له تنفساً اصطناعياً حيث كنت اعلم انه قد ولد وفي قلبه تشوهاً خلقيا وهو وجود فتحه بين الشريان القادم من الرئتين الى القلب والوريد المقابل له ، وكنت اعلم ان هذا يؤدي الى نقص الأوكسجين المغذي للقلب ، علما بانه ادخل المشفى وقيل لنا ان حالته ممتازة وسيلتأم الثقب مع تقدم السن ولكن ارادة الله كانت اكبر من كل شيء وحصل ما حصل وبين يدي ، كان جميلاً جدا ً وكانت بداية النطق عنده وكان يفرح عندما يراني كأنه يعرفني وكنت اداعبه باستمرار حتى انني عندما كنت اريد ان المسه في ايام البرد اعمد الى تدفئة يدي قبل ذلك خوفاً عليه ولكن هذا هو القدر الذي شاء صاحبه ان يموت حبيبي بين يدي ، وكنت انا من غسله عندما رحل ....... كانت دموعي تنهمر وتختلط حباتها بقطرات الماء التي تسيل فوق جسده ، ثم كفنته وابتل الكفن من دموعي ، ووضعته في قبره بيدي وما زالت دموعي تنهمر ، ولكني لم احتمل ان اهيل عليه التراب لم استطع ان اتحمل وما ان عدت الى بيت اختي وجدتها تبكي بحرقة فتوقفت عن البكاء كي اعزيها ....... ولكني ما لبثت برهة حتى نطق لساني باول بيت في قصيدة " الخنساء " ترثي اخاها صقر" ولم اشعر بنفسي الا وانا اردد ابياتا حزينة تنهال من وجداني وفكري وينطلق بها لساني ، لم اعرف كيف حدث هذا ولم اعلم ان اختي انتبهت الى ما قلت وحفظتها وطلبت مني ان اكتبها لها وفعلت ذلك تحت وطأة الألم والحزن ........ واخذت ما كتبت وقامت بوضعها في برواز وعلقتها في بيتها وسمحت لنفسي بان اسميها " معلقة الحزن " حيث بدأتها باول بيت من قصيدة الخنساء " اقتباس" واليكم القصيدة :
"رثاء رضيع "
أعيني جـودا ولا تجمدا ......
الا تبكيان الحبيب َ احمــدا ......
ويا قلب مهلاً لا تسـتفق ....
على واقع قد جناه الــردى ......
بني ، حبـيبي لمـاذا رحلت ...
وجف في صباحك قطر الندى ......
سئمتَ الحياة ؟؟ وإن لم تكن ....
فكيف تركت َ الحياة سدى .......
الا ليت موتي يحين غدا .....
لرفقة من مات يبكي الصدى ....
رحلت ودمع العيون اشتكى .....
وشق على النفس ان تصمدا ......
فجعت النفوس فكيف الصبر .....
وفي القلب يجثو الظلام سرمدا .....
حملتك ابكي لعل البكاء .....
يهيب لناري ان تبردا .......
أهالو عليك التراب ولم ......
امد لحزني له من يدا ......
فكيف المنام وقد اورثت ....
ببيتك حزنا يبكي العدا ......
وليل ٌطويل ٌغصه الدمع .....
وجاء اليوم ما له افسدا ......
وجاء الموت ليرسم فيه ....
ظلاما فوق طريق الهدى .....
ظلامٌ غطى الضياء ضحىً .....
وحزن الفراق له جسدا .....
أيا موت مهلاً ألا تنتظر ....
ودعنا نودع من عوًدا .....
ودعنا نعانق قبل الفراق .....
وأخبر اذا حان الموعدا .....
الشاعر الساحر [/align]
المفضلات