************
***دفنّاه في الشتاء
حزني يزداد ليلا ..وحتى النهار
لا ضوء ولا وقت فيه
ما أسرع أن يأتي الليل
وتدخل إلى غرفة حزنك وألمِك
شاهدت اليوم مع أناس كثيرين
شخصا يدفنونه في التراب
والدنيا تمطر عليه
وعلينا ........
لكنّ المطر عليه أكثر حزنا
كيف موتُ وحزن ومطر أيضا ...!!
ونحن نشاهد كيف أدلوه في بئر عميقة
ثم هالوا عليه التراب
وطمروه إلى الأبد
كان هنا مثلنا ...يشرب الشاي
ويجلس جنب الطريق يشاهد المارّة
وكان مثلنا يشيّع الموتى
وكان له أهل وجيران
واليوم لا شيء له
قد غمر البحر مدينته
وهو وحده أمام الله ….لا شيء يحتمي به
وعيناه تخرجان من وجهه وهو يرقب
محكمة الله
تمشي في الهواء سعيدا وإذا بالموت يمسك بك …
.
...ويهرب أحدهم بسبب المطر
لم يرَ بقيّة الدفن
أو هرب من هاذين اللذين أدليا ذلك الميت
لايصدّق ما يحصل لنا
في ذاك الطين
.
ومشيتُ كئيبا كالعادة
لكنّي وأنا أنظرُ للخلف إلى ذاك الموت
...يذهب حزني... لأنّي حيٌّ ..ما أزال
ومشيت ُ....و أنا ألعبُ
مع الماء النازل من السماء
أقول: كلّ ما في الحياة جميل
إلّا الموت …
.
.
عبدالحليم الطيطي
المفضلات