من هو ابن أبي الدنيا , في اي شيء برع ابن أبي الدنيا , صور ابن أبي الدنيا
معلومات عن ابن أبي الدنيا, تقرير عن ابن أبي الدنيا , السيرة الذاتية لابن أبي الدنيا
مع بداية الإسلام قبل ما يزيد عن 1400 عاما، ظهرت شخصيات كثيرة أثرت في التقدم العلمي والحضاري للأمم الإنسانية في جميع المجالات، فكان منهم من أثر في الطب وازدهر به، ومنهم من قدم الكثير في الفيزياء والكيمياء وأسسوا علوم جديدة، ولم يختلف الأمر أيضاً على الجانب الروحي والقيمي فانتشرت مؤلفات الأخلاق والعلوم الروحية التي تعلقت بالنفس الإنسانية وعلاقتها بالدين والله. ممن اشتهروا في هذه الحقبة هو ابن أبي الدين الذي كان اسمه عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي، ولقبه طغى على اسمه فاشتهر به في زمانه وحتى اليوم (ابن أبي الدنيا) وهو من مواليد مدينة بغداد في أوائل القرن الثالث الهجري في عام 208 للهجرة. كان بارعاً رحمه الله في علم الحديث حيث تلقى ذلك العلم عن كثيرين من الرواة وألقاه على كثير من التلاميذ، وكان اسمه البديل له الملقب به هو أبو بكر القرشي، ونسبه قرشي، أموي، بغدادي، ووصلت عدد مروياته التي نقلت إلينا 1888 رواية، وممن حكى في عدالته من رجال الجرح والتعديل في الحديث ابن الجوزي حيث قال عنه ثقة صدوق، وأبو حاتم الرازي الذي قال بغدادي صدوق، واسماعيل بن اسحاق القاضي حيث قال رحم الله أبا بكر مات معه علم كثير، وابن أبي حاتم الرازي صدوق كتبت عنه مع أبي، وابن حجر العسقلاني في التقريب: صدوق حافظ صاحب تصانيف، وقال الذهبي: المحدث الصدوق، وقال عنه المزي: الحافظ صاحب التصانيف المشهورة المفيدة، وصالح بن محمد جزرة: صدوق وكان يختلف معنا إلا أنه كان يسمع من رجل يسمى محمد بن اسحاق بلخي كان يضع للكلام اسنادا وكان كذابا يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير، فهذا أبرز ما قال عنه الرجال المختصون في الجرح والتعديل كلهم. بلغ عدد شيوخه الذي روى عنهم 550 شيخا أو راوياً، أشهرهم:بن أبي النضر، وبن محمد الباهلي، وبن الفضيل التميمي، وبلغ عدد تلاميذه الذين قاموا بالرواية عنه 94 تلميذا أشهرهم أبو الحسن البصري، وأبو بكر النيسابوري، وأبو الحسين الجوزي، وله تصانيف عديدة أشهرها: كتاب الإخلاص والنية، وكتاب المطر والرعد والبرق، وكتاب صفة الجنة، وكتاب صفة النار، وكتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكتاب التوكل على الله، وكتاب التوبه، وكتاب الرقة والبكاء، وأفضل كتبه كتاب العقل وفضله. توفي رحمه الله في جمادي الأولى سنة 281، وقد نعاه الكثيرون، و مما يجدر ذكره في المقام أن لرواة الحديث أجرا عظيما في الإسلام فقد رووا لنا تاريخ نبينا محمد وسيرته بأعلى درجة من الأمانة واتباع السند السليم للتحقق من صحة الرواية من عدمها، والتثبت دوما من الرجال الذين ينقلون عنهم الحديث، فهم رجال وضعوا الكثير من وقتهم وجهدهم لنقل هذا العلم لنا، فحقا يستحقون منا كل دعاء لهم بالرحمة والمغفرة دائما على ذلك الجهد الذي بذلوه لنا.
المفضلات