اصلاح امتحان الثانوية العامه وقبول الجامعات
بقلم الدكتور سمير الجمال
من المؤسف ما يجري هذه الأيام من استخفاف بعقول الناس والتعليم في الاردن والذي للاسف تمثل اليوم في المؤتمر الصحفي الذي تم عقده بين وزارتين تمثلان مستقبل الاردن وابناءه واللتان ان لم يصلحا فان المستقبل الذي ينتظره الاردنيين مستقبل مرير سيكون في محصلته دمار لاجيال قادمه .
وسابدأ بمناقشة الهدف الاستراتيجي الذي تم وضعه ليلبي متطلبات المرحلة القادمة في التعليم في الاردن والذي ينص على " توفير فرص عادله مبنية على اسس عادله تتمتع بالمساواة للطلبة المؤهلين كافه بناءا على الجدارة والقدرات "
والسؤال المطروح من يضع لنا أهدافنا الاستراتيجية اولا ؟ ومن تخدم هذه الاهداف هل تخدم مستقبل اجيال قادمه او حالية وهل لهذه الاهداف ابعاد زمنية تكفل لنا كاردنيين مستقبل زاهر بالعلم والمعرفه وان نكون في مصاف الدول المتقدمه في العالم وما يهمني في هذه الاهداف هو الاهداف الاستراتيجية المتعلقه بالتعليم في الاردن والتي يعول عليها كل الاهداف الاخرى والتي ان صلحت صلح كل شيء في. هذا البلد . لذلك كان من الحري قبل التنظير في صياغة هذه الاهداف الوقوف مليا على الاوضاع الراهنه في التعليم الحالي في الاردن والذي وبحمد الله قد وصل إلى قمة الحضيض وذلك بفضل الكثير من المغرضين والفاسدين الذين لا هم لهم الا خدمة مصالحهم ومصالح اطراف اخرى لا تريد لهذا البلد الا الدمار له ولابنائه . فكثير من البلدان المتقدمة في التعليم انتهجت سياسية تعليمية ممنهجه وذات اطر تخدم الأجيال القادمة ولا تتأثر بتغيير الوزراء او المسؤولين عن هذا القطاع وعلى العكس مما لدينا فكل وزير يستلم حقيبة التربية والتعليم يضع قراراته منفردا او منصاعا لتيارات ضاغطه غير ابه بسياسة مرسومة لتحسين التعليم ومخرجاته وتكون المحصلة في النهاية طلاب علم فارغين ومحبطين وغير منتمين وفي النهاية فاسدين .
ولله دره من هدف عندما يقول توفير فرص عادلة .اي عدل هذا تريدون توفيره بين طلاب هذا الوطن ؟ العدل يكون بتهيئة بنية تحتية تربوية ملائمة وسابقة بين طلاب هذا الوطن قبل ان نحجم قبولهم في الجامعات . كان الاولى ان يصاغ الهدف بتوفير بيئة تعليمية ممتازة في كل معاييرها تسبق توفير الفرص العادلة فما ذنب طالب لم تهئ له بيئة تعليمية ملائمة من مرافق ومعلمين اكفياء وتعليم مهارات اساسيه في كل العلوم من ان يحرم من حق التنافس على الفرص العادله التي سيوفرها له التعليم العالي والتي تصرون على ان من يستحق هذه الفرص من لديه القدرة والجدارة ولكن من اين ستأتي الجدارة وهو فعليا لم يحصل عليها سابقا في تعليمه المدرسي السابق والقائم على التلقين والحشو ناهيكم ان الوضع الاقتصادي المتدهور منعه من ان يكون مثل اقرانه الذين توفرت لهم سبل الحياة الرغيدة والذين استطاعوا اكتساب قدرات مدفوعة الثمن سابقا .
والامر المؤسف المساواة بين الطلبة في قدراتهم والذي اعتمد على تحصيله العلمي وجمع اكبر قدر من العلامات لتجعله مؤهلا لينافس على هذه الفرص متناسين ان معيار العلامات وتحصيلها لا يجب ان يكون الحكم على قدرات الطلبة بل كان الاولى ان يكون هناك اختبارات لقدرات الطلبة متتابعه من صفوف سابقة توجه الطالب للمسار الانسب له حسب قدراته ولا ان تترك هذه الاختبارات فقط للمرحلة الثانوية والتي قد يكون الطالب محظوظا بها بالحصول على افضل الوسائل التي يمكن ان تؤدي به للحصول على مجموع يؤهله لدخول الجامعة في تخصص سيظهر فشل قدراته لاحقا .
اما عن اصلاح منظومة امتحان الثانوية العامة لتخدم الهدف الاستراتيجي الموضوع فالقول الفصل في ذلك ان هذه المنظومة لا تحتاج اصلاح بل الحاجة اكبر الى اصلاح كل النظام التربوي الذي اثبت فشله في مخرجات التعليم والذي يجب أن يبدأ من المعلم وتغيير وضعه الى افضل ما يمكن ليلعب دوره في اصلاح ما يتبقى من هذا النظام فوضع القوانين لحماية المعلم ليست هي الهدف المنشود للنهوض بالتعليم في الاردن بل الحاجة ملحة لصنع معلم لديه القدرات والجدارة ليصنع جيلا ذو قدرات وحدارة فالمعلم وللاسف مهمش في كل القرارات المتعلقة بالتعليم وما عليه الا التنفيذ او....يجب التوقف عن هذه التفاهات في عدم احترام المعلم ويجب ان يصاغ هدف استراتيجي مفاده " توفير معلم منتمي ومخلص يخدم اهداف الامه" لذلك اتمنى اعادة صياغة اهدافنا الاستراتيجية في التعليم وليس استيرادها لتخدمنا منطلقة من قيمنا وعقيدتنا الاسلامية الوسطية ولا تهدف لتدمير أبنائنا في المستقبل والذين فقدوا العدل والمساواة في ابسط حقوقهم.
من الجميل ان توضع الاهداف ولكن الاجمل من يضعها وكم ستستغرق من الزمن لتنفيذها وكم مسؤول امين على تنفيذها .
لقد اصابنا الملل من كثرة التنظير والقرارات والأهداف العشوائية والفوضوية في بلد ينتظر أبناءه الكثير من وطن حمل له حبا متجذرا في عروقه ويحلم في كل يوم ان يكون الاول في العالم في كل مناحي الحياة .
ماذا قدمنا لهذا الجيل والاجيال القادمة حتى الآن ؟
لقد قدمنا لهم الاحباط والبطالة وعدم الانتماء والمجاهرة بالمعاصي وحب الذات والبعد عن دينهم وبعد ذلك نريدهم ان يخلصوا لوطنهم وان نستمر في طرح شعارات كاذبة ومستوردة تجعلهم ينتظرون ساعة الفرج ...لنكن عادلين في احتضان كل ابناء هذا الوطن سواء كان لديه قدرات او لم يكن لان الام تحتضن كل أبنائها ولو كانوا فاشلين ..ولنواجه ونحاسب انفسنا قبل ان يحاسبنا الله على تقصيرنا في ما زرعته ايدينا .
واخر دعوانا : اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا وارزق اهله من الثمرات .اللهم امين يارب العالمين
د.سمير الجمال عمان في. 23/10/2017
المفضلات