- هي الجمعة اليتيمة و ليلة القدر ، احيتها المساجد امس ، وهي الليلة الوحيدة في السنة التي يجتمع على إحياء عبادتها أكثر من ثلث سكان الأرض حيث تتجافى جنوبهم عن المضاجع على امتداد المعمورة يدعون ربهم خوفا وطمعا ورجاء .
ليلة القدر يجتمع فيها المسلمون في بيوت الله ويبسط الإسلام فيها ثوب الإجماع على عظم قدرها فتسمو الروح إلى الأفق الأعلى .
لقد اعتدت على إحيائها بالصلاة والذكر والتلاوة منذ أكثر من 50 عاما يقول الثمانيني الشيخ عبدا لحميد وزاد '' إنني أجد حلاوة الإيماني في هذه الليلة ''. هي أفضل ليالي السنة على الإطلاق بشهادة أعظم كتاب عرفته البشرية ، لقوله تعالي: إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر.
وتجمع مصادر التشريع وعلماء الأمة على أن العمل فيها ، من صلاة وتلاوة ، وذكر ، خير من العمل في ألف شهر و يستحب طلبها في الوتر من العشر الأواخر،قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) و كان النبي يجتهد في طلبها في العشرة الأواخر من رمضان. وسميت بليلة القدر كما يقول مدير أوقاف العقبة الشيخ سليمان بلبل لعظم قدرها وشرفها فهي ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، و يُقدر فيها ما يكون في العام من الأجل والرزق .
يميل جمهور الأمة إلى أنها أكثر وقوعا في السابع والعشرين من رمضان بدليل أن كلمة ''هي '' الواردة في سورة القدر تحمل الرقم 27 بين كلمات السورة.
وابتدأ الله عز وجل بإنزال القرآن في رمضان في ليلة القدر ، ورحم الله بها العباد رحمة عامة ، هي ليلة سالمة من كل آفة وشر ، وذلك لكثرة خيرها تبدأ من غروب الشمس ، وتنتهي بطلوع الفجر . ووفقا لمفتي العقبة الشيخ عبدالله الشهبان فقد عزا العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ، ليحصل الاجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لأقتصر جهد العبادة عليها .
امس ودعنا الجمعة اليتيمة، في شهر الخير ،راجين من المولى عز وجل ان يغفر لنا، وننال ثواب شهر رمضان ،ولم تجتمع مناسبتان معا في يوم واحد كما في اجتماع ليلة القدر والجمعة اليتيمة ''وهي اخر جمعة في رمضان '' ووسط اجواء روحانية ، ودع المسلمون امس ليلة القدر ، وهي ليلة سلام كان النبي يكثر فيها من الدعاء بقوله ''اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
المفضلات