اصلاح التعليم لا يكون بشكل جزئي والمناهج بحاجة الى خطة شاملة لبناء هوية اردنية
اصلاح التعليم لا يكون بشكل جزئي والمناهج بحاجة الى خطة شاملة لبناء هوية اردنية
21-06-2016
أكد خبراء تربويون أهمية وجود مناهج مدرسية تبني هوية أردنية وشخصية وطنية، وتفكيرا ناقدا وفلسفة ومنطقا، وفنا وثقافة وموسيقى، الأمر الذي يتطلب إدارة تربوية حديثة.
ولفتوا الى عدم إمكانية إصلاح التعليم جزئيا، بل عن طريق خطة وطنية، تشمل كافة مفرداته المختلفة، أكانت مناهج أو كتبا مدرسية، أو تأهيل وتدريب المعلمين، أو البيئة المدرسية أو الامتحانات، أو مشاركة المجتمع المحلي.
واضافوا ان 'الخطة الوطنية، يجب أن تتبناها الدولة، لتصبح خطة دولة، لا خطة حكومة، بحيث لو تغيرت الحكومة يستمر العمل بها'.
وشددوا على عدم الفصل بين تطوير المناهج وتدريب المعلمين، لان المعلم اصبح عنصرا اساسا من المنهاج، وليس عنصرا اساسا من البيئة التعليمية فقط.
واوضحوا ان المنهاج المطلوب، ينمي القدرات العقلية للطلبة، وفقا لخبراتهم وموجودات بيئاتهم، لافتين الى ان الكتب والمناهج الجديدة تحتاج لفلسفة جديدة، واشخاص جدد ومجالس وطرائق عمل حديثة. وقال وزير التربية والتعليم الاسبق ابراهيم بدران ان موضوع التعليم، لا يصلح جزئيا، وانما يجب ان يكون هناك خطة وطنية تشمل مفرداته كافة.
واضاف ان هذه الخطة يجب ان يضعها خبراء في الاقتصاد والاجتماع والفكر والثقافة والتربية، موضحا انهم قادرون على الالمام باطراف العملية التربوية بكاملها، بما فيها التعليم المهني والتدريب، وحينما تستكمل الخطة يجب تبنيها لتصبح خطة دولة.
واشار الى أن تنفيذ هذه الخطة، يحتاج الى 10 أعوام، ولا يوجد خطة اصلاح تعليم في فترة قصيرة، او لمجرد تغيير كتاب أو منهاج، فهل اتجاه الحكومة في هذا الاطار، ام سيكون تغيير منهاج.
من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم الاسبق فايز السعودي أهمية أن يطور المناهج مختصون، مع كادر من مهن لها علاقة بالتطوير، اي ان ينطلق تطوير المناهج من الغرف الصفية من الطالب والمعلم.
وأشار الى أن المنهاج الخاص والمرتبط بالقدرات، هو من خصوصيات المعلم، بحيث يدرب لوضع محتوى مناسب في بيئة المعلم، بشكل يكون هناك ما يؤلفه مختصون ويشارك به المعلم والطالب واولياء الامور، انطلاقا من البيئات التعليمية والمجتمعية.
وبين السعودي انه فيما يتعلق بالمفاهيم الموجودة في المنهاج العام وتلك التي يضعها المعلم، فيجب ان ترتبط بالمفاهيم التوليدية، بحيث يكون فيها دور الطالب فاعل، لانه حين يستوعب المفهوم التوليدي، فيستطيع استيعاب مفاهيم اخرى موجودة.
وشدد على التركيز على مفاهيم التوليد، اكان في الفيزياء أو الرياضيات أو الكيمياء أو والاحياء أو العلوم الاسلامية أو اللغات، ويترك المجال للطالب، باستيعاب المفاهيم الاخرى المرتبطة بهذه المفاهيم التوليدية، مبينا أنه لم يعد مطلوبا من الطالب حفظ المعلومات، بل استخدام المعرفة بتوليد معرفة اخرى.
وأضاف السعودي ان ذلك يتطلب أن يكون هناك منهاج، يتضمن الكثير من النتاجات التعليمية والانشطة والامثلة التي تساعد الطالب على تنمية قدراته العقلية، لمواكبة مهارات اقتصاد المعرفة وبناء قيمه واتجاهاته الشخصية عبر التفاعل بين المعلم والطلبة.
ولفت الى ان هناك مناهج اجنبية تدرس لدينا، معدة بشكل دقيق، يستطيع الطالب ان يستوعب منها الكثير من المفاهيم، وبناء مهارته وقدراته الخاصة.
واشار السعودي الى أن أغلب مناهجنا، عبارة عن معلومات عادية ومفاهيم فرعية، تجمع في كتاب عبر مجموعة مؤلفي مناهج من لون واحد، وليس معهم مختصون في مجال تصميم التدريس وعلم النفس والاجتماع، مشيرا الى ان المنهاج، يجب ان يعكس حاجات المجتمع ومتطلباته الاساسية، وينطلق من المجتمع.
من جانبه، قال الخبير التربوي حسني عايش ان المطلوب تأسيس المناهج على اسس علمية في مجال العلوم، وفنية في مجال الفنون، وادبية في مجال الادب، وانسانية في مجال الثقافة العامة المتعلقة بالديموقراطية وحقوق الانسان، بحيث لا تكون اقصائيا دينيا او طائفيا اوغير ذلك.
واضاف انه 'منذ انشاء قسم المناهج بالوزارة، وبعدما تحولت الى مديرية، وصياغة المناهج فيهما تتم على وتيرة واحدة، وحسب نظرية سكنر للاهداف السلوكية، توضع عناوين لكل مادة تشكل المنهاج، ثم يقال في نهايتها: يتوقع من الطالب ان يكون قادرا على..'.
وبين عايش ان المناهج اليوم اصبحت تصاغ بطريقة جديدة، تسهل عملية التعليم والتعلم، بحيث تقسم المنهاج الواحد الى 3 انماط من المعرفة والمهارات والقيم.
بدوره، قال الخبير التربوي ذوقان عبيدات ان 'جلالة الملك زار دار الرئاسة في آب (اغسطس) 2015، واجتمع برئيس الوزارء ووزير التربية، وطلب اعادة النظر في المناهج الدراسية، وتعميق التفكير الناقد فيها'.
ولفت عبيدات الى انه ومنذ ذلك الوقت، 'اصدرت الوزارة كتبا جديدة للصفوف الخامس والسادس والتاسع، ولم تحدث هذه الكتب اية فروق ايجابية، بل يمكن القول ان ما تشكو منه الكتب القديمة من تطرف وعنف وكراهية للآخر، قد زدات في الكتب الجديدة'.
واضاف ان الوزارة 'غيرت الكتب المدرسية دون تغير المناهج ولذلك بقيت الفلسفة القديمة ولم يتغير الكتاب دون تغير المنهج'، موضحاً 'ان الكتب الجديدة تغيرت ولكنها اعدت بنفس الاليات القديمة'.
واشار عبيدات الى ان 'المؤلفين والمشرفين على تأليف الكتب، هم انفسهم من اعدوا واشرفوا على الكتب القديمة والجديدة'، متسائلاً 'ماذا يمكن ان يتغير؟'.
وقال ان 'مجلس التربية الذي انتج الكتب القديمة والجديدة، هو من سينتج المناهج الجديدة، فماذا نتوقع منه؟'.
المفضلات