هاشم الخالدي يكتب : شارع الداوود يدخل موسوعة "غينيس" في الحفريات
هاشم الخالدي يكتب : شارع الداوود يدخل موسوعة "غينيس" في الحفريات
17-03-2016
بقلم : هاشم الخالدي
منذ خمسة اعوام وانا اسكن منطقة الكوم في شفا بدران التي تعد من المناطق الجميلة التي لوثتها مشاريع الاسكان .
على مدى هذه الاعوام ثمة شارع في تلك المنطقه اسمه (شارع عبد الرزاق الدوواد)
لم يهدأ هذا الشارع من الدمار والخراب والحفريات على مدى الاعوام الخمسة التي راقبته فيها، اذ من المستحيل ان يمر اسبوع او شهر الا وعملت حفارات الامانة واصحاب الاسكانات وحفريات الكهرباء والمواصلات نخراً في جوانبه او وسطه .
ذات يوم وجدت هذا الشارع مغلقاً نتيجة الحفريات وحين سألت المارة اجابني احدهم بأن شركة الكهرباء تقوم بمد كيبلات في ذات الشارع .
استمر الاغلاق لأيام ثم تم تعبيد الشارع من قبل الشركه التي تركت وراءها حفرا تكفي لتدمير اي سياره تمر من الشارع ..، وبعدها بإسبوع واحد تم حفر ذات المكان والمكان المقابل له وحينما استفسرت قيل لي ان احد متعهدي شركة اسكان قام بحفر الشارع من اجل ان يقوم بشبك مساكن العمارة على الخط الرئيسي للمناهل العامة .
قام المتعهد اخيراً بردم الحفرة الطولية التي احدثها عرض الشارع العام وقام بتعبيد الحفرة وترك بعضها دون تعبيد من اجل تعذيب السيارات المارة كما اسلفت .
المهم انتهت هذه المأساة لافاجئ بعدها باقل من شهر بوجود حفرية جديدة تبين بعدها بانها لشركة الكهرباء .
طبعا استمر الحفر لشهر كامل وحزنت على هذا الشارع الذي لم يهدأ منذ اعوام من اغتصاب المقاولين والشركات الحكوميه لحرمته .
امانة عمان هي الاخرى اخذت نصيبها من الحفر، فاكثر من ورشة خلال العام الماضي والذي سبقه ساهمت في تشويه الشارع ولكن الاكثر حزناً ان الامانة اخيراً قررت تجميل هذا الشارع من خلال تعبيده بعد ان انتهت عشرة ورشات حفر دمرت البنية التحتية للشارع .
فرح اهل الحي و علمت بذلك من الجيران بسبب ان سكني يبعد عن الشارع ، لكن المحزن انه وبعد شهر واحد على تعبيد ذات الشارع بدأت الحفارات تعمل على جنب الشارع لبناء عمارة سكنية دمرت الاخضر و اليابس في الشارع الانيق مؤقتاً وقام صاحب الاسكان بحفر الشارع وتدمير جوانبه بتكديس الطمم والعدسيه والطوب وغيره وغيره .
بعدها بأقل من اسبوع بدأت ورشة جديدة بالقرب من المسجد الذي يقع على ذات الشارع لنكتشف ان هذه الورشة تخص شركة الاتصالات او الكهرباء مرة اخرى .. تخيلوا؟؟؟؟
الحكاية هنا ليست حكاية شارع .. انها حكاية مؤلمة من عدم التنسيق بين مختلف الجهات وهدر للمال العام عندما يتم تعبيد الشارع ثم تعمل الحفريات على هدم ما تم انجازه بعد اسبوع او اسبوعين .
بالمناسبة .. قبل ايام دلفت من ذات الشارع لافاجئ بوجود حفرية جديدة على طرف الشارع بعد ان انتهت قبلها بأيام حفرية للكهرباء.
حكاية هذا الشارع اصبحت كالجسد المثخن بالجراح من كل جانب ولذلك اجزم بانه يستحق ان يدخل موسوعة جينيس لانه ببساطه يدلل على مدى الاستهتار والاستخفاف بأموال الدولة ويدلل على ضعف رقابة امانة عمان على العمارات السكنية التي بات اصحابها يغتصبون الشوارع جهاراً نهاراً دون رقيب او حسيب.
قلت لكم ان الحكاية ليست حكاية شارع ، انه مجرد صورة مصغرة لفلسفة الدولة التي يرفض فيها رئيس وزراء استكمال ما بدأه سلفه ، لا بل ويتعمد ان يهدم انجاز سلفه والبدء من جديد كي لا يقال بأن ذلك الانجاز يعود للرئيس الفلاني .
هذه هي الحكاية.
المفضلات