سهير بشناق - الايمان بالقدر وما هو مكتوب للانسان، من حياة وموت حقيقية تتجسد في الانسان منذ لحظة تشكل وعيه الادراكي؛ اما العبث بحياة الاخرين والاستهتار بها فهما سلوكيات مؤذية للأخرين،وتقود الى تعرضهم لالام كبيرة ، بالرغم من شيوع الايمان بالقضاء والقدر .
ان المراقب لحوادث «الدهس» التي يروح ضحيتها عديد الشباب والاطفال ، مع استشراء حوادث السير عموما تعود اسبابها لاستهتار حقيقي بالاخرين وعدم القدرة على التعامل مع الانسان بعيدا عن منظور الانانية والجهل بحقوق الاخر.
حالات
..وسط صراخ وبكاء طفلها ، انتابت سيدة حالة من الخوف والهلع ..والقصة بدات من : على احدى الاشارات الضوئية تقف سيارة تقودها ام ، معها في السيارة طفلها البالغ من العمر عامين، تنتظر تحول الاشارة الى اللون الاخضر لتسير بطريقها.. وما هي الا لحظات رات الام تحول لون الاشارة الضوئية، همت بتحريك سيارتها لتفاجا بسيارة تاكسي، تقطع الاشارة الاخرى حمراء فتسرع بدوران سيارتها لحافة الشارع وتصطدم به لتصاب بحالة من الصدمة والخوف .
والملفت والمثير للدهشة ان سائق التاكسي اكمل طريقه وكان شيئا لم يكن بالرغم من ان السيارات الاخرى التي كانت تقف وراء سيارة الام توقفت لمساعدتها و الاطمئنان عليها وعلى طفلها فالمشهد كما وصفته الام «مشهد من مشاهد الرعب في السينما الاميركية ؟
الام التي غابت عن الوعي لدقائق افاقت وهي لا تصدق ما حدث فرؤيتها لسيارة التاكسي وهي تقترب من سيارتها في وسط الشارع افقدتها القدرة على الوقوف على قدميها من الخوف والرعب كل ما فعلته انها اجهشت بالبكاء واحتضنت طفلها
هو سلوك يتكرر بشكل ملفت لأنتباه من قبل السائقين فقطع الاشارة وهي حمراء خاصة في ساعات المساء يتحول من استثناءات لسلوك عند البعض ليعرض الاخرين الى كارثة حقيقية ليس لهم بها اي ذنب سوى حظهم بان يواجهوا سائقين غير مبالين بالاخرين ولا يستطيعون الانتظار للحظات قبل ان يكملوا طريقهم
حوادث السير باختلاف مسمياتهم باتت تشكل قضية مجتمعية في غاية الخطورة تهدر حياة الاخرين اطفالا ونساء وشبابا وكبار السن لا يقف خلفها سوى الاستهتار بحياة الاخرين والسرعة الزائدة غير المبررة
سيدة تبلغ من العمر 63 عاما تسير على الرصيف باحد الشوارع المزدحمة بالسيارات بعد ان خرجت من احد البنوك لتفاجا بسيارة تسير على الرصيف كادت ان تصدمها والسبب وراء هذا السلوك هو عدم رغبة السائق بانتظار السيارات التي كانت تقف امامه فاراد ان يختصر الوقت فحاد بطريقه من الشارع للرصيف غير مبال بالمواطنين الذين يسيرون على الرصيف فهمه الاول والاخير اختصار الوقت اما حياة الاخرين فهي ليست مدرجة على نمط وتفكير وسلوك عبثي
ويؤكد اخصائيون اجتماعيون ان السلوك السائد حاليا عند كثير من المواطنين الذين يستخدمون سياراتهم سلوك سلبي يقود الى حوادث كثيرة تحدث يوميا
واشاروا الى ان السرعة الزائدة وسط ازدحام كبير للسيارات ليست مبررة وتعكس سلوك المواطن في حياته اليومية ومدى اهتمامه بقضايا اخرى تدل على اتنمائه لمجتمعه وحرصه على وطنه منها رمي المهملات في الشوارع وفي الحدائق والامكان العامة وهي جمعيها تشكل منظومة تفكير وسلوكيات تبدا من الاسرة وتنتهي بالحياة اليومية
واضافوا ان احترام الانسان لقواعد المرور ولبيئته التي يعيش بها تحول بينه وبين الاستهتار بالاخرين وتدعوه للمحافظة على نفسه وعلى كل ما يحيط به مشيرين ان الاطفال الذين يكونون برفقة اسرهم ويشاهدون سلوكياتهم بقيادة السيارات سوف يكبرون وهم يعتبرون هذه التجاوزات سلوكيات طبيعية وهم ايضا يتعلمون كيف لا يحترمون نظافة بلدهم فيلقون بالمهملات من نوافذ السيارات وفي ساحات مدارسهم واماكن لعبهم
واكدوا على اهمية احترام قواعد المرور ليست لانها تشكل الداعم الاساسي لامنهم وسلامتهم بل لان الانسان الذي يحاول ان يتجاوزها قد يسبب الما كبيرا لاسرة يتعرض احد افرادها لحادث سير بسبب هذه السلوكيات.
كيف سيتمكن من العيش بقية حياته بامن وسلام و قد تسبب بزرع الحزن في نفوس الاخرين ؟
ما نراه اليوم في شوارعنا من عبث بالاخرين واستهتار بحياتهم وسلوكيات سلبية من قبل عدد من السائقين ليس سوى اصرار على استمرار مسلسل حوادث السير.
فقطع الاشارات الضوئية وهي حمراء والسرعة الزائدة في شوارع تكتظ بالسيارات والانتقال بالقيادة من الشارع للرصيف اختصارا للوقت امور لم تعد مقبولة لنرى بعدها اصوات احتجاج من قبل البعض على تشديد العقوبات لمن يخالف قواعد السير
بين الدموع والالام ، نحتاج لضمير حي يحترم حياة الاخرين كي يحترموا الاخرين حياته وحياة اطفاله .
عن الراي
المفضلات