يحظى طب الأعشاب في الاردن بإقبال واضح من قبل الجمهور الأردني مثله كمثل باقي الشعوب في العالم الذين فقدوا الأمل والعلاج الشافي في العديد من الادوية الحديثة خاصة فيما يتعلق بعلاج الأمراض المزمنة مثل الصدفية والبهاق
والربو والروماتزم والسرطان .. الخ.
وقد انبرى لهذا النوع من الطب عشابون وأطباء بخبرات علمية مختلفة، بالاضافة الى العديد من المشعوذين والدجالين كما هو الحال في كل مهنة لا تكون فيها تقوى الله واضحة امام من يتعامل بها، ولا تكون نيته تفريج الكربات وفتح ابواب خير لمن فقدوا الامل .
وحيث ان مدى الامان في الاعشاب واسع جدا والمضاعفات المتولدة منه قليلة جدا مقارنة بمضاعفات الادوية الكيماوية ، يؤيد هذا القول الدراسة التي نشرت في مجلة JAMA 2000;284:483-485 الامريكية التي ذكرت ان عدد الوفيات من الادوية الموصوفة من قبل الاطباء في الولايات المتحدة الامريكية يزيد عن 100 الف وفاة كل عام مقارنة بمئة وفاة فقط من أعشاب استخدمت بطريق الخطأ من قبل الجمهور، ولم تكن موصوفة من قبل أطباء أو عشابين خبراء؛ يعطينا
فكرة واضحة عن مدى الأمان في طب الأعشاب وفي الفعالية الواسعة لمفعوله الآمن، ولكن حيث ان طب الأعشاب ليست له جهة رسمية تحميه من اتهامات المغرضين وسهام الحاقدين، فقد بقي عرضة للإفتراء من قبل الجهات الصحية الرسمية والعديد من الأطباء في معظم البلاد العربية ومنها الأردن والتي لم تؤسس وزارة الصحة فيها اية اقسام تتعامل مع وسائل الطب البديل بصورة موضوعية حتى الآن بالرغم من الحضور القوي لطب الاعشاب في بلادنا كما ذكرنا آنفا.
إن التقدم والتطوير الذي ننشده في بلدنا الأردن برعاية قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني يقتضي من الجهات المعنية ان تولي هذا الجانب أهمية خاصة بالتعاون مع القطاع الخاص والذي تمثله عدة جهات منها الجمعية الأردنية للنباتات الطبية وبعض الجامعات و نقابة الأطباء والصيادلة حتى نخرج بتصور محايد وموضوعي يضع طب الأعشاب في مكانته التي تليق به دون ملاحقات واتهامات هو من براء.
إن اعتماد طب الأعشاب ودعمه من قبل المسؤولين سيكون له دلالة إيجابية في الأردن وسيكون رافدا لا يستهان به من روافد السياحة العلاجية بإذن الله بشرط وضع اللوائح والقوانين الضابطة المناسبة لممارسي المهنة للتقيد بها ومخالفة من يتجاوزها بحيث نأمن استغلال الدجالين والنصابين للمرضى الذين هم أحوج ما يكونوا لِلقلب الرحيم واليد الحانية التي تخفف من معاناتهم وتشد أزرهم في محنتهم.
والاقتراح الذي نراه مناسبا من الناحية المبدأية هو:
تشكيل لجنة مكونة من بعض الأطباء ذوي المعرفة والخبرة في مجال الطب البديل تحت اشراف وزارة الصحة بالتعاون مع الجمعية الأردنية للنباتات الطبية بحيث تقوم هذا اللجنة بعمل امتحان نظري و شفوي للمتقدم الذي يرغب بالحصول على شهادة ممارسة مهنة طب الأعشاب، وفي حال نجاحه يعطى شهادة تسمى شهادة " حكيم" او " خبير أعشاب" او غيرها من المسميات المناسبة لهذا الغرض. كما يعطى لائحة بالقوانين التي يجب عليه التقيد بها والحرص عليها بحيث تكون له حماية من الاتهامات المغرضة وبنفس الوقت يحاسب على اي تجاوز يحصل من جانبه في حال حدوثه.وقد تشترط اللجنة على كل متقدم أن يحصل على دورة في الاستخدام الأمثل للنباتات الطبية من قبل الجمعية الأردنية للنباتات الطبية تؤهله لدخول الامتحان المطلوب.
منقول .. د . سمير الحلو
المفضلات