الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج
الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج
الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج
الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج الاختيار الذكي في العلاج

عندما نزور الطبيب ، تكون لدينا توقعات ايجابية أنه سيقوم بمعالجتنا، وسيختار أفضل الطرق وأكثرها منفعة لنا وبتكاليف ممكنة ومعقولة ، لكن الحقيقة تختلف ، فالطب المعاصر وضع أمام الأطباء إمكانيات تشخيصية وعلاجية غير محدودة ، فتحت المجال لتطور العلاج والاستغلال في نفس الوقت.
إن أهم ما يميز الطب الحديث هو المبالغة في إجراء الفحوصات والعلاجات ، والازدياد المستمر في تكاليف هذه الخدمات الطبية، فعلى الرغم من أن ارتفاع الأعمار يلعب دوراً مهماً في زيادة المصاريف ، لكن المبالغة في إجراء الفحوصات والعلاجات يتسبب في رفع فاتورة العلاج إلى أكثر من 30% من مجمل المصاريف الطبية.
لوحظ في ألمانيا مثلاً بأن أمراض أوجاع الظهر تقود إلى إجراء 50 ألف صورة طبقية سنوياً لا داعي لها، و أن 50% من علاج المضادات الحيوية غير ضروري، واجراء الفحوصات السرطانية بعد اكتشاف السرطان غير ضروري، وتعود أسباب ذلك إلى عوامل متعددة منها هروب الأطباء من الخوض في صراعات قضائية مع المريض وذويه، و شعور المريض وذويه بالذنب اذا قصروا في العلاج، وكذلك تلعب الاهتمامات الاقتصادية للأطباء والمستشفيات دوراً هاماً هنا.
لقد قامت أمريكا في عام 2011 بإجراء حملة تسمى الاختيار الذكي Choosing Wisely لتحديد ما هو ضروري وما هو غير ضروري في التشخيص والعلاج ، حيث تم تخفيض المصاريف العلاجية إلى 29% ، ولم يكن الهدف من هذه الحملة تخفيض المصاريف فحسب ، بل تحسين النتائج الطبية والتي يتم قياسها حسب برنامج خاص إذ تبين من خلاله بأن نتائج العلاج أصبحت بعد هذه الحملة أفضل بكثير وأن هناك زيادة واضحة وتحسن ملحوظ في مجال علاج أمراض السرطانات ، كما تم وضع قوائم علمية تحدد طرق التشخيص والعلاج اللازم لكل مرض وفي أي وقت ، وتتجه بعض الدول لتطبيق هذه الحملة ، إذ تتوقع ألمانيا توفير 750مليون يورو سنوياً من مصاريف الخدمات الطبية دون التأثير في جودتها .
أما في الأردن فإن النظام الصحي الشامل الذي نطمح في تطبيقه في الأردن ، يتطلب من الآن وضع النقاط على الحروف في تحديد الإجراءات التشخيصية والعلاجية، ومراقبتها بشكل علمي، واجراء تحديث دائم على ذلك، كما أن مسؤولية أطبائنا هنا عالية جداً ، وعلينا الابتعاد عن أي تأثير اقتصادي وعن منافسات السوق المعروفة في اتخاذ القرارات ذات الأبعاد المادية التي تؤدي إلى الإساءة لسمعة البلد في مجال الخدمات الطبية وربما يؤثر سلباً في مجال السياحة العلاجية.
المفضلات