صحة حديث اذا رفع العبد العاصي يدية الى السماء فستحجب الملائكة صوتة
إخواني الأعزاء ما تخريج هذا الحديث وإذا كان صحيحا أم موضوعا وبارك الله فيكم: يقول الله تعالى: إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع يديه ويقول يا رب يا رب فأردهما، فتقول الملائكة: إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول: ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أني قد غفرت لعبدي. جاء في الحديث: أنه إذا رفع العبد يديه للسماء وهو عاص فيقول يا رب فتحجب الملائكة صوته فيكررها يا رب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها في الرابعة فيقول الله عز وجل: إلى متى تحجبون صوت عبدي عني لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي
ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلي تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلي وأنا الغفور الرحيم عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل، عبدي أسترك ولا تخشاني أذكرك وأنت تنساني أستحي منك وأنت لا تستحي مني من أعظم مني جوداً ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له من ذا الذي يسألني ولم أعطه أبخيل أنا فيبخل علي عبدي. جاء في الحديث: أنه عند معصية آدم في الجنة ناداه الله يا آدم لا تجزع من قولي لك اخرج منها فلك خلقتها ولكن انزل إلى الأرض وذل نفسك من أجلي وأن**ر في حبي حتى إذا زاد شوقك إلي وإليها تعال لأدخلك إليها مرة أخرى، يا آدم كنت تتمنى أن أعصمك؟ فقال: آدم نعم، فقال: يا آدم إن عصمتك وعصمت بنيك فعلى من أجود برحمتي وعلى من أتفضل بكرمي وعلى من أتودد وعلى من أغفر يا آدم ذنب تذل به إلينا أحب إلينا من طاعة ترائي بها علينا، يا آدم آنين المذنبين أحب إلينا من تسبيح المرائين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث الأول أخرج بعضه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، كما أخرج بعضه أو جملا منه الديلمي في الفردوس، وكلاهما عن أنس رضي الله عنه، ويوجد بعضه أو قريباً منه في الإحياء للغزالي، ولم نقف على من تكلم على سنده بتصحيح أو تضعيف، ولكن هذه الكتب مظنة للحديث الضعيف، كما قال علماء الحديث.
قال الشيخ سيدي عبد الله الشنقيطي في طلعة الأنوار اختصار ألفية الحافظ العراقي في علوم الحديث:
وما نمي بعق وعد وخط وكرْ **** ومسند الفردوس ضعفه شُهِرْ
كذا نوادر الأصول وزد **** للحاكم التاريخ ولتجتهد
وقد رمز بعق: للعقيلي، وبعد: لابن عدي، وبخط: للخطيب البغدادي، وبكر: لابن عساكر
وأما الحديث عن معصية آدم في الجنة فلم نقف على من أخرجه، وقد ذكره ابن القيم - بألفاظ قريبة مما ذكر- في مدارج السالكين ولم ينسبه لأحد, بل نسبه للسان الحال فأبهم القائل وركب الفعل للمجهول فقال: ... كما قيل بلسان الحال في قصة آدم... وقال قبل ذلك: ربما يكون الذنب بمنزلة شرب الدواء ليستخرج به الداء العضال كما قيل بلسان الحال.... فلو كان حديثاً لنسبه ابن القيم إلى الحديث.
والله أعلم.
المفضلات