بالفيديو.. مذيع بالتلفزيون الاردني يقدم استقالته على الهواء مباشرة
بالفيديو.. مذيع بالتلفزيون الاردني يقدم استقالته على الهواء مباشرة
22-03-2015
[YOUTUBE]l1sC9A8AMz0[/YOUTUBE]
سرايا - قال الإعلامي المستقيل من التلفزيون الأردني نجم الدين الطوالبة، إنه لن يعود إلى شاشة التلفزيون إلا إذا أمره الملك بذلك.
وأضاف في مقالة وصلت 'السبيل' اليوم السبت: 'أعدكم بأنني لن أعود لشاشة التلفزيون الأردني إطلاقاً؛ إلا انصياعا لرغبة جلالة الملك (إذا) أمر بذلك، فقط من أجل أن أضمن بأن هناك مسؤولين في الحكومة أو الديوان يملكون حرية القرار لمعالجة أية مشكلة قد اطرحها على الشاشة'.
وكان الطوالبة قد أعلن مساء الجمعة مغادرته التلفزيون الأردني نهائياً ووقف حلقات برنامجه 'زوايا وخفايا' بعد عرضه مأساة إنسانية لعائلة مكونة من أم وسبعة أفراد، يقطنون منزلاً متواضعاً للغاية في منطقة الرقة بمحافظة إربد.
وتتمثل المأساة في كون أبناء هذه الأسرة مصابين بالشلل الرعاشي، وهو مرض أقعدهم وأصابهم بعجز عن الحركة والنطق.
وقال الطوالبة في مقالته: 'لم يخطر على بال أي مسؤول - مديرا أو وزيرا أو رئيسا - منذ خمسين عاما رفع الظلم عن كاهل هذه الأسرة التي جرحها الزمن لوجود سبعة مشلولين شللا كاملا ممددين على أرضية غرفة واحدة ولم يشاهدوا الشمس إلا مرة واحدة طيلة خمسين عاماً'.
وتساءل: 'أين كان رؤساء الحكومات (الثلاثين) الذين تناوبوا على رئاسة الحكومة منذ خمسين عاما من معرفة حالة هذه الاسرة؟ وأين كان رؤساء الديوان الملكي العامر (العشرين) الذين تناوبوا على رئاسة الديوان الملكي منذ خمسين عاما؟ ثم أين كان يختبئ وزراء ووزيرات التنمية الاجتماعية خلال كل تلك الفترة؟'.
وأضاف: 'أجريت العديد من الاتصالات لإرسال نسخة من الحلقة لتحظى بمشاهدة جلالته، وإذا واجهتني (كالعادة) عراقيل من عدم ايصالها فسأكون مضطرا لإعادة بثها من خلال قناة 'إم بي سي'، لكي يشاهد جلالة الملك أخبار أسرته من خارج مملكته'.
وتالياً نص مقالة الطوالبة كما وردت 'السبيل':
أخفوا الحقيقة عن جلالة الملك... فكانت استقالتي على الهواء مباشرة
بقلم : نجم الدين الطوالبة
حين تزداد المسافة بين الإثم والعقوبة... تزداد المسافة بين الحاكم والمحكوم، وعندها لا يعرف المرء بأي من يديه يمسح دمعة القهر، ولا ماذا يفعل بأصابعه العشر...
وللأسف؛ ففي الأردن الذي نلتصق بترابه الطهور من الشريان إلى الشريان، ونتمسك بقيادته الشريفة من الوريد إلى الوريد، ما زال البعض فيه من المسؤولين يمنحون ضمائرهم إجازة مفتوحة منذ خمسين عاماً، فالموظف يخفي الحقيقة عن المدير والمدير يخفي الحقيقة عن الوزير والوزير يخفي الحقيقة عن الرئيس والرئيس يخفي الحقيقة عن جلالة الملك (لكي لا ينزعج الملك) ونحن نعرف جميعا أن أكثر ما يزعج جلالة الملك هو عندما يخفي هؤلاء الحقائق عنه...
ومثال ذلك حالة الأسرة المكلومة بجرحها منذ خمسين عاما، بحيث لم يخطر على بال أي مسؤول مديرا أو وزيرا او رئيسا منذ خمسين عاما رفع الظلم عن كاهل هذه الاسرة التي جرحها الزمن لوجود سبعة مشلولين شللا كاملا ممددين على أرضية غرفة واحدة ولم يشاهدوا الشمس الا مرة واحدة طيلة خمسين عاما...
ترى أين كان رؤساء الحكومات (الثلاثين) الذين تناوبوا على رئاسة الحكومة منذ خمسين عاما من معرفة حالة هذه الاسرة؟ وأين كان رؤساء الديوان الملكي العامر (العشرين) الذين تناوبوا على رئاسة الديوان الملكي منذ خمسين عاما؟... ثم أين كان يختبئ وزراء ووزيرات التنمية الاجتماعية خلال كل تلك الفترة؟؟.
شيء مؤسف فعلا أن تجد مسؤولين على أعلى المستويات ما زالوا يختبئون خلف عباءة الخوف لكي لا يعلم جلالة الملك أحوال أسرته الأردنية الواحدة، ولكي لا يسبقهم جلالة الملك الى بلدة الطرة للاطلاع على حالة هذه الأسرة المنكوبة، والتي لا أعتقد أن هناك مثيلا لمعاناتها على مستوى العالم... خوفاً من أن يسألهم جلالته: أين كنتم منذ خمسين عاما عن هؤلاء...؟
فمنذ بث الحلقة قبل أربع وعشرين ساعة على شاشة التلفزيون الاردني، والله لم أذق طعم النوم وذلك خدمة لهذه الاسرة المحرومة من خلال استقبال المكالمات الهاتفية بخصوصهم، والجميع يناشدون بأن لا أترك شاشة التلفزيون بعد ان قدمت استقالتي أمس على الهواء مباشرة، ولكنني وعدتهم وأعدكم بأنني لن أعود لشاشة التلفزيون الأردني إطلاقا إلا انصياعا لرغبة جلالة الملك (إذا) أمر بذلك، فقط من أجل ان اضمن بأن هناك مسؤولين في الحكومة أو الديوان يملكون حرية القرار لمعالجة أية مشكلة قد اطرحها على الشاشة...
علما بأنني قد أجريت العديد من الاتصالات لإرسال نسخة من الحلقة لتحظى بمشاهدة جلالته، وإذا واجهتني (كالعادة) عراقيل من عدم ايصالها فسأكون مضطرا لإعادة بثها من خلال قناة 'إم بي سي'، لكي يشاهد جلالة الملك أخبار أسرته من خارج مملكته...
صحيح أنه كلام خطير، ولكن الأخطر من ذلك هو أن تبقى ضمائر البعض من المسؤولين مدفونة تحت أكوام الثلج لألف سنة قادمة.
المفضلات