قد يرى البعض في انتشار الحجاب أمرا محمودا ومؤشرا على استمرار الصحوة الاسلامية.
وقد كانت الصحوة في مهدها حقيقية ولم يزل حب النساء لدينهن حقيقي،
ورغبتهن في ارتداء الحجاب قوية وأصيلة.
وكنا نرى الإقبال على الحجاب في الجامعة، وكل معاهد التعليم المختلفة قويا في السبعينيات والثمانينيات،
وكانت صفات الحجاب مرعية بأن يكون ساترا سابغا،
وأن يكون صفيقا ثخينا لا يشف، وأن يكون فضفاضا واسعا،
ولا يكون فى نفسه زينة، أو يشبه ملابس الرجال، ولا يقصد به الشهرة امتثالا
لقول الله سبحانه:
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ
الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) (36) سورة الأحزاب
وقال عز وجل : (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) (31) سورة النور
وقال سبحانه: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) (33) سورة الأحزاب
وقال تبارك وتعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)
(53) سورة الأحزاب
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ)
(59) سورة الأحزاب.
لكنني كلما مررت بأول محل تقريبا دشن أو استفاد من ذيوع الحجاب منذ السبعينيات أو الثمانينيات
أتصعب على ما جرى من ابتذال للحجاب على يد من أراد ذيوعه بشكل مودرن كما يقولون،
وتحول الحجاب على يد «شوبنج سنترSC» ... Shopping Center
إلى مسخ لا معنى له ولا قيمة،
حتى أصبحت شهرة الحجاب المبتذل بأنه حجاب شوبنج سنتر!
وتحول الخمار إلى إيشارب يحيط بالشعر فقط من دون الرقبة، أو النهد.
واختصر الفستان ليحوط الجسم ويجسمه ويبرز مفاتنه.
وتطور الحجاب في الأسواق تجاريا، لأنه سلعة رائجة توفر للمتاجر فيها أرباحا طائلة،
ومن هذا الباب دخل الرابحون والمستغربون أصحاب عقيدة العلمنة
والتغريب ليمسخوا الحجاب أكثر فأكثر،
حتى صرنا لا نرى في الأسواق ومحال الحجاب على كثرتها وانتشارها «العباءة»،
وهو الفستان الواسع الذي لا يجسد جسم المرأة، وانتشرت الملابس ذات القطع،
أو ما يمكن تسميته بالتييرات، أو الجيب، والبلوزات،
وحتى هذه صارت ممسوخة ضيقة وتطورت أكثر لنرى «البديهات»
لست أدري بالدال أو الضاد وهي بديل للجاكت أو البلوزة ولا تكاد الفتاة ترفع يدها حتى يظهر خصرها!!
فلم تعد المحجبة تجد في أماكن بيع الحجاب حجابا شرعيا تلبسه.
ولأن الأهم هو السلوك والاخلاق والتربية في البيوت،
صرنا نرى الابتذال من التي تبالغ في تبرجها فترتدي ما لا يتوافق مع قيمنا وسلوكنا
وديننا وكما صرنا نرى التي ترتدي الحجاب، وهي لا تحافظ على مقتضياته..
وفي هذه قد تكون لنا عودة.
المفضلات