النصر للأنبياء والمرسلين والدعاة إلى الله
لو استعرضنا قصص الأنبياء والمرسلين في القرآن الكريم نجد إن نصر الله لهم له ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : نصر النبي نفسه على قومه ومعارضيه ومعانديه وذلك كما حدث مع أنبياءالله نوح وهود وصالح وشعيب ولوط , فإن الله سبحانه وتعالى قد نصرهم على أقوامهم بأن أهلك اقوامهم ودمرهم
الوجه الثاني : نصر الدعوة أو الفكرة التي حملها النبي والرسول وذلك كما حدث مع نبي الله موسى ونبي الله يونس فقد نصر الله فكرتهما ودعوتهما فآمن قوم يونس وآمن بنو إسرائيل
الوجه الثالث : نصر النبي والدعوة معاً وذلك كما حدث مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقد نصره الله سبحانه وتعالى على أعدائه من قريشين ويهود وسائر العرب في الجزيرة العربية ومن حولهم , ونصر الله سبحانه وتعالى فكرته ودعوته ودينه فآمن العرب وغير العرب بدين الإسلام .
والنصر قد ينسب إلى رب العالمين كقوله تعالى في سورة الأنبياء((وَنُوحاً إِذْ نَادَىَ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الّذِينَ كَذّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنّهُمْ كَانُواْ قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) الأنبياء76\77
وقد ينسب النصر إلى فئة من الناس ينصرون هؤلاء الأنبياء والمرسلين كقوله تعالى في سورة الأعراف((وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النّبِيّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مّصَدّقٌ لّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنّ بِهِ وَلَتَنصُرُنّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىَ ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوَاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مّنَ الشّاهِدِينَ** ال عمران \8\
وكما ينصر الله الأنبياء والمرسلين فإنه كذلك ينصر المؤمنين بهؤلاء الأنبياء والرسل الذين يطيعون الله سبحانه وتعالى وينصرونه , ومن هؤلاء الدعاة إلى الله الآمرين بالمعرون والناهون عن المنكر والمجاهدين في سبيل الله لأعلاء كلمة الله لقوله تعالى في سورة محمد ((يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تَنصُرُواْ اللّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ)) محمد\7
ولكن الله سبحانه وتعالى رتب نصره للمؤمنين على نصرتهم إياه , أي على التزامهم أحكام الدين كما يفعل الدعاة إلى الله لأنهم يجب أن يكونوا بالقمة من حيث الالتزام والطاعة , والنصر لا يأتي إلا من عند الله وبيده سبحانه وتعالى لقوله عز وجل ((وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاّ بُشْرَىَ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النّصْرُ إِلاّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )) ال عمران \126
وكذلك فإن النصر لا يأتي إلا بأمر الله جل جلاله لقوله تعالى في سورة الملك ((أَمّنْ هَـَذَا الّذِي هُوَ جُندٌ لّكُمْ يَنصُرُكُمْ مّن دُونِ الرّحْمَـَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلاّ فِي غُرُورٍ)) الملك\20
من هنا فإن المسلمون لا يملكون تقدير وقت نزول النصر ولا كيفية هذا النزول مهما فعلوا ومهما حاولوا وإنما يملكون فقط تحقيق الشروط الواجبة واللازمة عليهم حتى يكرمهم الله سبحانه وتعالى بنصره في الوقت والكيفية اللذين يقدرهما هو سبحانه
والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الموفق للصواب، وإليه المرجع والمآب
المفضلات