ما هي القسطنطينية؟
هي مدينة عظيمة تصل بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود....وتصل بين قارتي آسيا وأوروبا...هي من أعظم المراكز التجارية في العصور الوسطى..
قال عنها نابليون إنها تصلح لتكون عاصمة للعالم أجمع لموقعها الفريد...
ومن يستطيع السيطرة عليها يملك العالم..
ولهذا كان الصراع بين المسلمين والرومان عليها على أشده...واستمرت محاولات المسلمين منذ عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وحتى عصر محمد الفاتح...حوالي 800 سنة...
ولكن المدينة كانت محصنة بطريقة يستحيل على أي جيش أن يقتحمها بالوسائل التقليدية....
وسائل حماية القسطنطينية:
• فالمدينة عبارة عن مثلث...تحيط به مياه البحر من ناحيتين ومن الناحية الثالثة سورين وخندق مائي...
• كانت المدينة محاطة بسورين وخارج السورين يوجد خندق مائي عرضه 60 قدماً وعمقه 10 أمتار...
• ثم يأتي السور الأول وارتفاعه 25 قدماً وسمكه 10 أمتار...
• ثم يأتي السور الثاني وارتفاعه 40 قدماً ويحتوي السور على عدد من أبراج الحراسة ارتفاع كل منها 60 قدماً...وسمك جدار السور 15 متراً..
• يحمي المدينة من ناحية البحر 400 سفينة...
ولكن لماذا كان إصرار المسلمين على فتح القسطنطينية؟
1. لأهميتها العسكرية الهامة..
2. لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"أول جيش يغزو مدينة قيصر مغفور له" الحديث الثاني:"لتفتحن القسطنطينية على يد رجل...فلنعم الجيش جيشها ولنعم الأمير أميرها"
لهذا كان عدد محاولات المسلمين لفتح القسطنطينية 10 محاولات في 800 سنة...
محاولات فتح القسطنطينية:
1. في عهد عثمان بن عفان..
2. في عهد معاوية بن أبي سفيان..
3. في عهد معاوية بن أبي سفيان..
4. في عهد سليمان بن عبدالملك..
5. في عهد هارون الرشيد..
بالإضافة إلى محاولات أخرى...
واتسمت أولى المحاولات بمشاركة عدد كبير من الصحابة أمثال عبدالله بن عمر..عبدالله بن عباس..وأبو أيوب الأنصاري..واستمر حصارها 7 سنوات..وتوفي هناك أبو أيوب الأنصاري..وطلب أن يدفن إلى أقرب نقطة ممكنة من سور القسطنطينية...رغبة في أن يجعله الله من ضمن الجيش المغفور له...
ظهور محمد الفاتح:
كان محمد الفاتح في صغره غير محب للعلم...ولهذا أحضر له والده المعلمين ليؤدبوه ويعلموه....
وقام معلمه بغرس حب الاستقامة...والدين ونصرة الإسلام فيه من الصغر...
وأخذ يزرع فيه فكرة أن يكون هو قاهر الرومان وفاتح القسطنطينية...
وبدأ يعد نفسه لهذه المهمة الشاقة...
فحفظ القرآت الكريم....ثم أتقن 5 لغات...العربية والتركية والفارسية واللاتينية والإغريقية القديمة..
ثم تعلم الفلك والجغرافيا والتاريخ...وتعلم فنون الإدارة...والفنون الحربية..حتى صار فارساً مغواراً لا يشق له غبار...
ثم أتى معلمه..فروى له حديث الرسول...وزرع فيه أن يكون هو هذا الرجل الذي يفتح القسطنطينية....
فبدأ يحصل على العلم
والخبرة....والهدف..والإرادة...والصبر والمثابرة على النجاح...
وكان يتحدث عن نفسه فيقول: إن لي قلباً كالصخر لا يهدأ ولا يلين حتى أحقق ما أريد...
وتولى حكم المسملين عقب وفاة والده وهو في الثالثة والعشرين من عمره...
وبدأ في تنفيذ حلمه بفتح القسطنطينية.....
وأخذ يستعين بأهل الخبرة والعلم وسألهم لم لا نستطيع أن نفتح القسطنطينية؟
فردوا عليه بأنه توجد 3 أسباب...
أسباب صعوبة فتح القسطنطينية:
1. عدم وحود حصون للمسلمين عند بداية الحصار..فيصبح المسلمين في العراء في الشتاء القارص...ويستغرق بناء الحصن سنة كاملة..
2. عدم وجود مدفع يستطيع أن يخترق سمك الأسوار ولا ارتفاعها..
3. امتداد سلسلة بعرض الخليج..تمنع سفن المسلمين من دخول الخليج وتهديد الأسوار الضعيفة.... يا لها من مهمة صعبة....تكاد تكون مستحيلة...ولكن القلب العامر بالحماسة..والإرادة لا يستسلم أمام العقبات....
بل ثابر على تحقيق حلمه....
فتخيل يوم القيامة..ومحمد الفاتح يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم...أنا يا رسول الله من تحدثت عنه...أنا فاتح القسطنطينية...
خطة فتح القسطنطينية:
لقد وضع محمد الفاتح خطة عبقرية...تحدث عنها المستشرقين وقالوا إن هذا الرجل سبق الإسكندر الأكبر ونابليون....
قام محمد الفاتح بعد تحديد أسباب الفشل في الفتح...بحلها واحداً تلو الآخر...
1. عدم وجود حصن للمسلمين أمام سور القسطنطينية:
فقرر بناء الحصن في مدة زمنية لا تتعدى الثلاثة أشهر...فجمع العمال واختارهم من العمال المتقنين المهرة وحفزهم بقوله أتحبون أن تكونوا من أتباع رسول الله يوم القيامة....وتكونوا من الذين قال فيهم" ولتعم الجيش جيشها"....وتم بناء قلعة عظيمة يستغرق بناؤها سنة كاملة في 3 شهور فقط....
2. عدم وجود مدفع قوي لدك الأسوار:
فقرر أن يتم اختراع مدفع جديد....وكانت فكرة الاختراع موجودة عند عالم مجري...قام الرومان بسجنه في سجن داخل القسطنطينية...فقرر محمد الفاتح أن يقوم بفك أسره...وذلك عن طريق حفر نفق يمر أسفل الخليج وأسوار المدينة....يصل لغرفة الأسير.....وقام بحفر نفقين بدلاً من نفق واحد...حتى يتخلص من تراب الحفر في مياه البحر حتى لا يعرف الرومان بمايجري...واعتمد على تحديد موقع الأسير على الجواسيس...وبالفعل نفذت الخطة وتم تحريره...وقام بتنفيذ المدفع في 3 شهور أخرى...وصار المدفع جاهزاً للاستخدام...وكان وزنه 700 رطل يقوم بجره 100 ثور ومعهم 100 رجل من الأشداء...أثناء تجربةالمدفع...سمع دويه من على بعد 13 ميل..وسقطت القذيفة على بعد ميل كامل...وحفرت في الأرض حفرة عمقها 6 أقدام...
السطان محمد الفاتح في طريقه لحصار قسطنطينية ويظهر بجواره المدفع "صورة تخيلية"
(للاسف هذا المدفع يوجد حاليا فى متحف عسكرى فى انجلترا والسبب أن أحد سلاطين الدولة العثمانية المتأخرين وهو السلطان عبد العزيز أهدى هذا المدفع الى ملكة بريطانيا فيكتوريا عام 1866كهدية ودليل على إظهار حسن النية للأنكليز)
3. السلسلة الموجودة بعرض الخليج:
الوصف :
قد تبدو الصورة للوهلة الأولى مجرد سلسلة من الحديد ملقاة على الأرض !!
ولكنّ هذه السلسلة ورائها قصة من قصص عبقرية المسلمين العسكرية , لا سيما فى عهد الدولة العثمانية !!
هذه صورة سلسلة القرن الذهبى .. !!
كانت هذه السلسلة تعوق دخول أسطول المسلمين إلى داخل الخليج حتى تصل إلى الأسوار...
ولهذا قرر أن يقوم بعمل فريد من نوعه....فقام بعمل ممر تسير فيه السفن خلال الجبل حتى تصل مباشرة إلى داخل الخليج بدون المرور عبر السلسلة وهذه المسافة تقدر ب3 أميال..واستعمل في ذلك قضبان خشبية دهنها بالزيت لتسهل من حركة السفن وكان عددها 70 سفينة..واستعمل في جرها مئات الثيران ومئات الرجال....واستغرق نقل السفن من بعد غروب الشمس حتى ما قبل الفجر
...حتى يفاجيء الرومان.... واستغرق الحصار 53 يوماً....و في الليلة السابقة لبدء الهجوم..قام باستعمال الموسيقى الحماسية والأناشيد الإسلامية....وإكثار الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام....
وعقب فتح القسطنطينية صلى الجيش كله ركعتين...
وجاء معلمه...الذي كان هو السبب في تغيير مجرى حياة محمد الفاتح....وكرمه أما الجيش كله...
وصار محمد بن مراد محمد الفاتح....لفتحه المدينة العظيمة....وصار بحق جديراً بلقبه هذا....
المفضلات