البارت { الثالث }
لم تعد الدنيا تنتر وروداً حمراء
كما كنت احلم في صغري
كنت أرى أن السماء تمطر أزهاراً
و وروداً بكل الألوان
وأن القلوب صافية
وجميع الناس سعداء
وأن السعادة لا تفنى
لكن عندما مر بي الزمان
استيقظت من حلم الطفولة
بضربة سكين في قلب طفله بريئة
لا تعرف معنى الحياة
بقلب ينزف
اشلائه بكل مكان
لم استطع أن اجمعه
لكن هذا القلب مع تفرقه وجروحه
استطاع أن يعطي الحب والحنان
وان لا يُشعر الذين حوله بأية ألم
لكنه يشعر بالوحدة
وأنه غريب في هذا الزمن
ظل اسبوع و هو يلاحقني لم أدري ماذا يريد مني ..
و في يوم نادتني صديقتي نور ..
وقتها تلفت ناحيتي و قال و أخيرا عرفت اسمك و مشي ..
كان هذا الشاب محط أنظار الفتيات لأنه كان وسيما جدا ..
كان أكبر مني بسنة ..
لم نكن ندرس معا فأنا في قسم اللغة الإنجليزية
و هو في قسم اللغة العربية ..
كنت دائما أقول في نفسي لماذا اختارني أنا من بين الفتيات ؟؟ ..
هل لأن لدي شيء مميز أو لأني غريبة عنهم ؟؟ ..
كانت الفتيات يطلقن عليا لقب ( الغامضة ) ..
كنت قوية كفاية لأتحمل صدمات الحياة ..
الحياة الجميلة لم أعرف معني لهذه الكلمة ..
كثيرا ما ينتقدونني في كل شيء ..
لم أعرهم أي اهتمام لأني واثقة من نفسي ..
من بين الناس اختاروني ..
من بين مئة فتاة أنا التي تتوجه إليها الأعين ..
يا تري لماذا ؟؟ ,,
هل لأنني جميلة ؟؟ ..
هل لأنني مميزة ؟؟ ,,
هل لأن لدي شيء لا يوجد عند باقي الفتيات ؟؟ ..
الجواب هو طبعا لا ..
اختاروني لأني غريبة ..
نعم غريبة جدا ..
يوجهون لي نظرات لم أعد أحتمل مشاهدتها ..
لم يعد قلبي يحتمل كل هذه الأوجاع ,,
يقولون أني مختلفة و مميزة عن الأخرين ,,
و لكني أعرف الإجابة من قبل ..
لست مميزة أو النفاق الذي يدعونه لكي لا أحزن ..
فأنا أعرف بأني غريبة ,,
أعرف ذلك من صميم قلبي ..
بدأ الشاب يأتي لمحادثتي لم أفكر يوما أن أهتم له
لأن ليس من طبعي محادثة الشباب ..
هو يتحدث و أنا أظل صامتة و أنظر للفراغ ..
ربما هذا ما جذبه لي ..
كل صباح ينتظرني عند الباب لكي يقول لي صباح الخير
و أنا أستمر في تجاهله ..
بدت حركاته و تصرفاته تتضح للفتيات ..
كان كلما يلمحني يبتسم ابتسامة ساحرة ..
بدأت حركاته تثير شكوك الفتيات فبدأن بمراقبتي ..
لم أكن أستطيع التحدث بحرية
لأن جميع الأنظار موجهة علي ..
بتت مراقبة من جميع الاتجاهات
و هذا الأمر أصبح يضايقني ..
و لكن الشاب تطورت حركاته
و هذا ما زاد الطين بلة ..
أصبح يعبر لي عن مشاعره أمام العلن ..
و هنا بدت المشاكل تقع علي رأسي ..
مــؤلم من أن تشعر إنك تحولت إلى مجرد قلم ..
يكتب يعبر ..عن مشاعره أحياناً ..
وكثيرا عن مشاعر الأخرين ..
وتشعر إنك ستظل طوال عمرك وحياتك مجرد قلم
.. سيكتب ويكتب حتى تنتهى أحباره ..
ويتوقف نبضه .. أحاسيسه .. فيرحل
وحيدا من هذا العالم .. ولا يعرف هل سيتذكره أحد ؟
هل سيبكى عليه أحد ؟ وحتى
إذا حدث ذلك فبلحظات .. بشهور ..
الكل سينسى هذا القلم !!
أصبحت منبوذة من طالبات صفي ..
ينتقدن كل شيء يتعلق بي ..
حمدت الله لأن لدي صديقة مخلصة وقفت بجانبي ..
كانت تدافع عني دائما ..
و مع الأيام عرفت كل المدرسة أن الشاب يحبني ..
أصبحت خائفة من الذهاب للمدرسة
لأن كل يوم تأتي فتاة و تهددني ..
ما ذنبي إذا أحبني شاب ؟؟ ليس بيدي شيء أفعله ..
وصل الخبر إلي إدارة المدرسة
فقامت الإدارة بفصل الشاب ل3 أيام
و معاقبته بالضرب أما أنا فنلت نصيبي من التهديد
و الإشاعات الغير أخلاقية رغم أني لم أفعل شيء
و لم أقترب منه أبدا ..
في امتحانات الفصل الأول خشيت أن أرسب
لأن المشاكل تكاثرت علي ..
لا يوجد شخص في المدرسة لا يعرفني ..
أصبحت لي شعبية خاصة ..
في يوم دخلت الصف لآخذ حقيبتي و إذا بي أجد رسالة ..
استغربت في بادئ الأمر قلت من عساه يراسلني ..
فتحت الرسالة اشتعلت غضبا و مزقتها علي الفور ..
نص الرسالة :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أمــــا بعـــــد ...
من فاعلة خير ...
أريد إخبارك بأن تصرفاتك تثير الجدل
و علاقتك بالشاب أصبحت علي كل لسان ..
إبتعدي عنه و إلا دمرت حياتك ..
الشاب لي وحدي ..
لا أدري ما لذي أعجبه في فتاة مثلك ..
لم أعرف من صاحبة الرسالة ..
سألت طالبات صفي إذا دخلت فتاة غريبة الصف ..
قلن لي لم يدخل أحد ..
أعرف أنهن اشتركن في الجريمة ..
مزقت الرسالة و رميتها في سلة المهملات
و إذا بهن يأخذن السلة و يهربن ..
يلملمن أشلاء الرسالة ليرين المكتوب ..
بدأت أكره المدرسة من تهديداتهن الواهية ..
المفضلات