* لماذا الحفاظ على الأشجار ؟؟؟
عندما نشاهد قنوات الطبيعة أو عندما نسافر في الطائرات نرى الغابات التي تمتد على مساحات شاسعة، لدرجة أن يأتي على بالنا بأن هنالك مخزون من الأشجار يكفي حاجة الإنسان إلى اللانهاية... هذا التفكير صحيح لولا وجود الإنسان...
هل تعلم بأن طباعة عدد واحد من جريدة معروفة قد تستلزم 75000 شجرة وذلك لطباعة العدد ليوم واحد... لذلك
يمكنك تخيل عدد الأشجار المستخدمة على مدى الأسبوع ومن باقي الجرائد الأخرى أيضاً...
إن كل ما نستخدمه من أوراق يأتي من الأشجار... وساد الاعتقاد بين الناس بأن كل الأشجار التي تستخدم في صناعة الأوراق هي أشجار مزروعة لغاية الصناعة ويعاد زرع بدلاً منها فور قطعها ... لكن الحقيقة غير ذلك ...
كندا التي تؤمن أغلب أوراق طباعة الجرائد حول العالم تقطع 100000 هكتار من الغابات أكثر مما تعيد زراعتها
وفي بلد مثل الولايات المتحدة الأمريكية تتم خسارة 4000 متر مربع من الغابات في كل ثانية... فإذا كان ذلك الحال
في تلك البلدان فمها هي الحال في بلداننا العربية ؟؟؟
ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا بأنه حتى ولو أعيد تشجير الغابات المقطوعة فإنه من المستحيل أن نستعيد الغابات الأصلية التي كانت ... لأنه عن طريق تقطيع الغابات فإننا ندمّر النظام الحياتي الذي كان قائماً فيها، من أعشاش الطيور وملاجئ الحيوانات وبيئة النباتات القصيرة ... كل ذلك لا يمكن أن نستعيده مع زراعة أشجار جديدة مكان الأشجار المقطوعة
كما أن ظاهرة الاحتباس الحراري التي تزداد عاماً بعد عام والتي يشكل قطع الغابات العالم الأهم في زيادتها، لن تسمح للأشجار الصغيرة بالنمو والتحوّل إلى غابات عملاقة .
لا يمكننا أن نلوم حاجتنا للأوراق لكي نسمح لأنفسنا بالمساهمة في قطع كل تلك الأشجار ... كما لا يمكننا أن نلوم الصناعات وحدها في استهلاكها ... لأن السبب الرئيسي لتدهور الحال هو الهدر في استخدام الأوراق في المنزل والعمل الأمر الذي يجعلنا كأفراد مسؤولين أمام كل شجرة تقطع ... لأن أكثر من 50% من المواد التي نستهلكها ونرميها تكون مصنوعة من الأوراق ... فكر قليلاً وتذكر، من أوراق الطباعة إلى الكتب، الدفاتر، المغلفات، أوراق الهدايا، فواتير المدفوعات، الرسائل
هل تعلم بأنه يلزمنا 17 شجرة ضخمة لصنع طن واحد من الأوراق، وكل شخص يقرأ الجرائد يستخدم على الأقل شجرة في كل 10 أسابيع , وأيضاً فإن الخطر الأكبر من عمليّة تصنيع الأوراق
(غير أنها المسبب الرئيسي في فقدان الغطاء الأخضر حول أمنا الأرض) هو في المواد الكيماوية المستخدمة في عملية تصنيع الأوراق أو تكريرها ... حيث أن نصف المواد السامة الموجودة في الماء تأتي من هذه الصناعة، لأنها عملية تستلزم العديد من المواد حتى نحصل على اللون الأبيض للأوراق التي نستخدمها...
بعد كل ذلك سنبدأ بالتفكير بما هي قدرة إنسان واحد أمام ما يحدث حول العالَم ... ولكن الحقيقة أنه لو أخذ كل إنسان
على هذه الأرض المسألة بجديّة وبدأ باتباع بعض التغييرات البسيطة التي لها أثر كبير على كامل الأرض فإننا سنوفر
كثيراً من التلوث وأيضاً عدداً كبيراً من الأشجار التي ستبقى المكان الأم لكثير من العصافير والحيوانات الأخرى...
* هناك بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن أن نتبعها في حياتنا اليوميةّ:
أولاً- وقبل كل شيء عليك أن تزرع أربعة أشجار في كل شهر حتّى تعوّض ما تستهلكه من أوراق:
يمكنك القيام بذلك وحدك أو تقوم برحلات جماعيّة في أي بلد تكون فيه، والذهاب إلى أماكن الغابات المحروقة أو الأماكن الجرداء الخالية من الأشجار والمساعدة في زراعة أشجار إضافية ذلك في مواسم الربيع أو الخريف... هذه الرحلات
تكون عادة رائعة الجمال، ولدينا تجربة خاصة في ذلك حيث يقيم بيت الإنسان منذ انطلاقة سوق الضيعة بتنظيم رحلات تشجير لكل الناس المهتمين بأمنا الأرض ونقوم بزراعة الأشجار في عدّة أماكن... ومن آراء الناس الذين شاركوا معنا في هذه الحملات يمكن معرفة روعة أن يساعد الإنسان أمنا الأرض في استعادة رئتيها... وقد تكون الصور أكثر فصاحة من أي كلام...
ثانياً- إذا أردت ترك أوراق لتسجيل الملاحظات بالقرب من الهاتف أو لكتابة ما تحتاجه من السوق قبل الذهاب إليه لا تقم باستخدام أوراق جديدة:
معظمنا لديه الكثير من أوراق الإعلانات أو أوراق مكتوب عليها من وجه واحد ولم يعد بحاجة إليها، يمكنك ببساطة أن تقص هذه الأوراق بالشكل الذي تريده واستخدامها لكتابة الملاحظات التي تحتاج إليها... بهذه الطريقة تكون وفرت على نفسك ثمن الأوراق الجديدة، وعلى أمنا الأرض الكثير من الأشجار...
ثالثاً- ضع صندوق بالقرب من آلة الطباعة لديك:
لا داعي لأن ترمي كل ورقة طباعة حدث فيها بعض الأخطاء أو لم تعد بحاجة إليها... بل ضعها في الصندوق المخصص للأوراق التي يمكنك إعادة استخدامها والطباعة عليها على الوجه الثاني... أو حتّى يمكنك قص تلك الأوراق بالشكل الذي تريده واستخدامها كأوراق للملاحظات أو وضع مجموعة منها مع بعضها لاستخدامها كدفتر صغير... المهم تكون قد استخدمت الأوراق بشكل كامل...
وإن كنت من محبي القراءة وأردت طباعة بعض المقالات على أوراق، فلا تنسى أن تقوم بالطباعة على كلا وجهي الصفحة... بهذه الطريقة ستوفّر على نفسك ضعف عدد الأوراق التي تستخدمها وأيضاً لن تكون مضطراً إلى حمل كميات كبيرة من الأوراق معك...
رابعاً- استخدم الحل الالكتروني البديل عن الأوراق إن أمكن:
أصبحت الإنترنت في كل منزل في هذه الأيام، لذلك فإذا أردت أن ترسل رسالة أو بطاقة معايدة إلى شخص ما فالأفضل أن ترسلها له على شكل بطاقة الكترونية عن طريق الانترنت، فهي تكون أسرع وأجمل والأهم توّفر الكثير من الأشجار على أمنا الأرض ... وإن كنت مضطراً لاستخدام بطاقات المعايدات الورقية , حاول استخدام بعض البطاقات التي وصلتك إن
أمكن ذلك ...
خامساً- أعد استخدام صندوق وأوراق الهدايا:
عندما تصلك أي هدية لا داعي للتخلّص من الصندوق أو الأوراق المحيطة بها، ببساطة يمكنك حفظها إلى وقت تحتاج فيه إلى مثل هذه الأشياء وإعادة استخدمها... بهذه الطريقة ستريح الأرض من الكثير من المواد الكيميائية المستخدمة لتكرير الأوراق... أي تكون هديتك أثنتين في نفس الوقت : واحدة إلى من تحب والثانية إلى أمك الأرض التي تحبّك ...
سادساً- لا تستخدم المحارم في المطبخ:
جرت العادة بأن يكون لدينا لفافة من المحارم في كل مطبخ لإزالة بقع الماء أو لتجفيف أيدينا ... ولكن الأفضل هو استخدام قطعة من القماش التي يمكنك صنعها بشكل يدوي من بعض الملابس البالية... بهذه الطريقة ستوفّر الكثير من المصروف على نفسك وستقدّم الكثير من المعروف لهذا الكون...
سابعاً- إذا كان لديك أطفال استخدم الحفاضات القماشية:
إن استخدام الحفاضات البلاستيكية أو الورقية المصممة للاستخدام لمرّة واحدة تسبب الكثير من الأضرار للطفل ولأمنا الأرض... وذلك بسبب وجود الكثير من المواد السامة التي توضع في الحفاض لمنع خروج الروائح منه أو لامتصاص السوائل بشكل أكبر، ولكن لأن تلك المواد تكون ملامسة لبشرة الطفل بشكل مباشر فهي تسبب له الكثير من الأمراض الجلدية، وبنفس الوقت فإن طفل واحد ينتج من الحفاضات ما يقارب 1350 كغ منذ ولادته وحتّى عمر السنتين ونصف، وكل تلك الكيلوغرامات ستشكل عبء كبير جداً على هذا الكوكب... وكذلك يتم قطع ما يقارب البليون شجرة كل عام لصنع الحفاضات المخصصة للاستعمال مرّة واحدة...
أما عند استخدام الحفاضات القماشية القطنية فستضمن أولا عدم وجود مواد كيميائية ملامسة لجسد طفلك، وأيضاً ستوفر على الأرض كل تلك الأشجار والكثير من المواد الصناعية التي ستدخل لتكرير الحفاضات المستخدمة وكذلك لا تنسى المصروف الذي ستوفره من عدم شراء حفاضات بعد الآن .
منقول
المفضلات