أيها المسلمون: هذا ميدان السباق، هذا ميدان الفلاح، ثلاثون يومًا بلياليها، ماذا أنتم صانعون فيها؟ هل ستجلسون أمام التلفاز وتحصون المسلسلات، وتخرجون من رمضان كما دخلتم إليه أم أنكم ستقبلون على ربكم إقبال العبد على مولاه، الراجي لرحمته، والمحتاج إليه، الذي يقف ببابه ويطرقه، ويديم الطرق، ويبكي ويطيل البكاء فهو ساجد قائم، وهو خائف من ربه، وجِلٌ بين يديه، دموع الندم على ما مضى من الذنوب؟.. لقد قال ربنا العلي القدير: (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95)) (مريم).
دع اللاهين والغافلين والضائعين في غيِّهم سائرين، واغتنم أنت هذه الفرصة التي أتاحها الحق تبارك وتعالى لك، ماذا يملك لك الناس في الدنيا والآخرة؟، وماذا يقدمون ويؤخرون؟ لا يملكون شيئًا!
أُذكر دائمًا أن الله مطلعٌ عليك، وناظرٌ إليك، وهو يعلم السر وأخفى، وأنه فتح لك الباب لتؤوب إليه، وتعود إليه، فأنت في الليل عابد ساجد قائم، وفي النهار صائم صامت إلا من ذكر الله ومن تلاوة قرآنه. ربما لا يعود رمضان بالنسبة لك أبدًا، وقد تفارق الدنيا وتصبح من أهل الآخرة، وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا جاء رمضان استيقظ وشد المئزر، واجتهد في العبادة، وأيقظ أهله
المفضلات