" كل ماحرم بيانه وجب التعريض به وكل ما وجب بيانه حرم التعريض به "
نشرح المصطلحات ثم نتكلم عن القاعدة :
اولا البيان معناه واضح وهو ان تظهر الحق وتقول الحق مهما كان
اما التعريض فهو أنك تقول حقا ولكنك توهم السامع شيئا اخر .. يعني سألك احد عن شيء فاجبته بجواب هو حق في معناه ولكن كلامك أوحى له شيئا اخر .... ( يعني التلميح )..
القاعدة واضحة ومعروفة ومعتبرة عند الاصوليين وهي انه في حالات يجب فيها أن نبين الحق ويجب ان نقوله ولكن تأتينا حالات اخرى لا نستطيع ان نبين الحق ولكننا لا نستطيع الكذب أيضا فلذلك نعرض تعريضا اي نجيب حقا ولكننا نوحي للسامع شيئا اخر .. حسب الظرورة وحسب الظروف .... ولكن :
إن كان الامر واجب التبيين فيه فلابد ان نبين ويحرم علينا التعريض
وتأتينا حالات يكون البيان فيه صعبا فيجب علينا اي واجب ان نعرض فيه ...
اعتقد هكذا المسألة واضحة ؟؟؟
وبالمثال يتضح المقال :
المثال الاول : المرأة في عدتها انظروا ماذا قال الله تعالى ( لا جناح عليكم فيما عرضتم من خطبة النسساء ..... ) فلا يجوز شرعا ان نخطب المرأة وهي في عدتها .. ولكن يجوز التعريض او التلميح لها بان نقول مثلا : أنت امرأة صالحة ... مثلك ننكحها .. انت سيدة بيت .. أنت امراة تستطيعين تحمل المشاق ... وهكذا .......... فهنا لا يجوز ان نطلب خطبتها مباشرة حتى تنقضي عدتها ....... ولكن يجوز لنا ان نعرض أو ان نلمح تلميحا ..............
المثال الثاني : قصة ابراهيم عليه السلام عندما سأله الملك الظالم عن زوجته سارة .. قال هي أختي ... فلو انه قال زوجتي لقتله .. فوجب عليه التعريض هنا فقال هي أختي .. هو يقصد اخته في الله ففهم الملك انها اخته من ابيه وامه ... فهنا بتعريضه حمى نفسه سيدنا ابراهيم ........
المثال الثالث : في غزوة بدر عندما لقي الرسول عليه الصلاة والسلام اعرابيا وأخذ يسأله عن القوم فبعد ان اجابه سأله الاعرابي من أين أنت فقال عليه الصلاة والسلام (من الماء ) فعرض الرسول واوحى للاعرابي انه من ماء اي قبيلة عند ماء وكان العرب هكذا ينتسبون احيانا ولكن الرسول يقصد شيئا اخر ...........
وأيضا نفس الأعرابي سأل أبو بكر الصديق رضي الله عنه من هذا منك ؟؟؟ يعني الرسول عليه الصلاة والسلام فقال ابو بكر الصديق ( هذا الذي يهديني الطريق ) وهذا تعريض من ابي بكر الصديق هو يقصد الطريق الى الجنة مثلا او الطريق الى الله ... ولكن الاعرابي فهم انه يدله على الطريق حتى يصل اهله ...................
المثال الرابع : مثلا رجل يخشع لسماع القرآن ويبكي كثيرا وهو لا يريد الرياء فيسأله البعض لما تبكي ؟؟؟ فيقول من الزكام مثلا .. هو عرض لا يريد الرياء وهكذا .......
الامثلة كثيرة وكثيرة جدا واعتقد ان القاعدة هكذا تكون واضحة واتمنى ان اكون قد ازلت بعض الاشكالات عند البعض من اخواننا ........
تنبيه اخير :
لا يفهم احدا من القاعدة أن يشهد مثلا زورا أو ان يسأله القاضي عن شيء فيجيب شيئا اخر ...
هذا تنبيه مهم فاليحذر الجميع من هذه المسألة .........
وبالمقابل اذا وقع اسيرا عند العدو لا يجيب العدو اين مواقع اخوانه لا لا بل يكذب ويعرض هنا كيف شاء
هذا والله اعلم
المفضلات