أخي في الله - لا إدري إن كنت تدري أم فاتك ذلك ؟ - إن زيارة مدينة رسول ا لله صلى الله عليه وسلم للحاج أو المعتمر الآفاقي - أي من غير أهل المدينة - ليس الغرض منها زيارة شخص النبي صلى الله عليه وسلم ! لأن ذلك المطب تعثر فيه جمع عظيم من المسلمين في أقاصي الأرض بظنهم أن المقصود من الزيارة هو شخصه عليه الصلاة والسلام .. ولكن الصحيح من تقريرات أئمة المسلمين هو أن المقصود بالزيارة هو مسجده صلى الله عليه وسلم لأنه قال صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه - في حديث له سابق ولكن نأخذ الشاهد - : " ولا تشد الرحال إلا ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي " ولم يقل بشد الرحال إليه ولا إلى قبره بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم بل حتى ولم يأذن لأحد أن يزار قبره دون مسجده لاجتماع الأحاديث على هذا المعنى ، فمنها ما رواه إمام دار الهجرة عن عطاء بن يسار - مرسلا - بأنه صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد " ومنه ما رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا تجعلوا بيتوكم قبورا ، وحيثما كنتم فصلوا فإن صلاتكم تبلغني " صححه الأرنؤوط . ولا خلاف بين أئمة المسلمين بأن المقصود بالزيارة ليس إلا المسجد من باب شد الرحل إليه كما نص الحديث .. أما ما يتناقله الناس من التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم والحضرة ا لمحمدية وما إلى هنالك فكل ذلك من شوائب الزندقة الرافضية أو ا لصوفية .. والله أعلم .
المفضلات