الريحان أو الحبق هو السرور والفرح .. لأنه نبات عطري مميز .. فالريحانة هي سيدة النباتات العطرية عند الرجال والنساء على حد سواء فغالباً ما كان يُزين عمائم الرجال وطرِحات النساء.
قال الشاعر :
يا روض حدِّثْ عن الريحان والزهر - وانشر أريجك بين الفجر والسحر.
وعَلِّم الطير لحنا من عواطفك - فالطير أصدق تغريدا على الشجر .
أسوار مزينة
وقديماً في عمان كان معظم الناس يزرعون هذا النبات العطري الاخضر جميل الرائحة والمنظر في تنكات وأصص قواوير الزريعة والورود .. يعرضونها بمباهاةٍ قُرب عيون وأنفاس المارة من الجيران والزوار على أسوار البيوت وعند الشبابيك وساحات المنازل في عمان .. ومع ذلك ما زال البعض محافظاً على عادة زراعة الريحان والعناية بها حتى اللآن .
و من يقترب جداً ليلامس وريقات نبات الريحان ... لا بد ان يُصاب بفتنة شذاها الفواح وروعة زينتها البهية في البيوت وأحواض التراب المنزلية .. لينشرح صدره مُردداً " الله الله الله " ما ألطف تلك الرائحة الطيبة .
والريحان عرفه الإنسان منذ القديم، وجاء ذكره في القرآن الكريم في أكثر من آية، فقد قال الله تعالى: "والحبُّ ذو العصف والريحان" . و قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من عُرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الرائحة .
وأصل هذا النبات من الهند و لكنه يزرع فى مناطق الشرق الأوسط و اوروبا منذ زمن بعيد, له إستخدامات طبية فى الطهى .
بذوره صغيرة، لونها بنى غامق و شكلها بيضاوي يضاف الحبق للصلصات مع الطماطم و الثوم، كما يضاف لأكلات أخرى كثيرة. ويستخدم الحبق كعلاج لإنفلونزا و الزكام و بعض آلام الجهاز الهضمى بعد غليه بالماء .
الشعراء والرياحين
وتهتم العرب بالريحان وبالأخص شبه الجزيرة العربية فقد عرفوه منذ القدم وورد ذكره في الشعر ومما قيل في وصفه :
تحبباً وشوقاً . بشار بن برد يقول :
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُفَّاحاً مُفَلَّجَةً
أوْ كُنْتُ من قُضُبِ الرَّيحان رَيْحَانا
ابو نواس يقول :
أوَما ترَى أيْدي السحائب رقّشتْ
حُلَلَ الثّرَى ببدائع الرِيحانِ
من سوْسنٍ غَضّ القِطافِ وخُزّمٍ
وبنفْسَجٍ وشقائقِ النُّعمانِ
عبد الصمد المعذل يقول:
وريحان النبات يعيش يوما
وليس يموت ريحان المقالِ
ولم تَكُ مؤثرا ريحان شمٍّ
على ريحان أسماع الرجالِ وأبو الفضل الميكالي يصف حديقة ريحان :
روض يَرُوضُ هُمُومَ قلبي
فيه ليوم اللَّهو أيُّ مَسَاغِ
وإذا انثنت قُضبانُ رِيحانٍ
حيّتْ به سلاسلِ الأصداغِ المعتمد بن عباد يقول :
دُرّا بَعثتَ مُفصّلاً بِجُمان
أم رَوضَةً مِسكيَّةَ الريحان
لسان الدين ابن الخطيب يقول :
فِدىً لِعِذارٍ فوْقَ خدِّكَ رائِقٍ
كَما نَبَتَ الرّيْحانُ فوْقَ الشّقائِقِ
وقال السري الرفاء :
وبساط ريحانٍ كماء زبرجدٍ
عبثت به ايدي النسيم فأرعد
ومن شعر المحدثين : قال ابراهيم ناجي :
اهبطْ على الأزهار وامسح جفنَها
واسكبْ نداكَ لظامىءٍ صديانِ
في كل أيكٍ نفحةٌ وبكلِّ روضٍ
طاقةٌ من عاطر الريحانِ وقال علي محمود طه :
يا ملهميَّ الشعرَ هذا موقفٌ
الشعرُ فيه فوق كلِّ بيانِ
لوددتُ لو أنِّي عرضتُ بناتُه
في المهرجانِ نواثرَ الريحان
ِوعقدتُ من شعري ومن ريحانها
إكليلَ غارٍ أو نظيمَ جُمانِ
يتبع باذن الله
المفضلات