بداية. عندما اقول العشائر لا اعني العشائر في البادية والريف والقرية وحدهم وانما معظم مكونات المجتمع الاردني من اخوتنا في المخيمات والمسيحيين والشركس والشيشان والدروز وغيرهم من ابناء الوطن هم من اصول عشائرية نجلها ونحترمها لتاريخها العريق وحاضرها المجيد ودورها الفاعل في بناء الوطن وصون منجزاته. والعشيرة منظومة وطنية اسرية اجتماعية، ثقافية وسياسية تعنى بجميع مناحي الحياة وجدت منذ بداية الكون ولا يمكن تغيير او استبدال اسمها ومسماها او الغاؤها فهي قائمة الى يوم القيامة, وابناء العشائر متميزون على غيرهم في جميع التخصصات والخبرات والكفاءات العالية والنادرة في جميع المجالات وتربى ابناء العشائر على منظومة القيم الإجتماعية والثوابت الإيجابية التي لايمكن تجاوزها او تجاهلها من ابرزها احترام واطاعة الكبير وعطف وحنو الكبير على الصغير ومساعدة كل محتاج وحماية كل ملهوف وهذا من صميم التكافل الإجتماعي الإنساني، وابراز وتفعيل دور الشيوخ والوجهاء والحكماء من رموز العشائر للمحافظة على اواصر المحبة والروابط الاسرية والاجتماعية والوطنية لا بل وحتى القومية وفض المنازعات والخلافات وخاصة التي تعصى او يطول امد البت فيها من قبل الادارة العامة او القضاء وذلك من خلال التقاء رموز وحكماء العشائر على عنوان الكرم والجود والصفح والتسامح « فنجان القهوة العربية « والعشائر الضامن الحقيقي وصمام الامن والامان للوطن كما ان العشائر تحارب الرذيلة بكافة اشكالها وطرق ممارستها وتكافح الفساد والفاسدين , كل هذه الثوابت والمواقف الايجابية جعلت «زمرة» اللاهثين الى المواقع الاجتماعية والمناصب السياسية يحاولون استبعاد دور العشائر اجتماعيا وسياسيا لينفردوا بمقدرات الوطن. فما كان من حكيم الامة آنذاك جلالة المغفور له الحسين ابن طلال طيب الله ثراه الا ان بادر بالقول « العشائر رمز عزتنا وقوتنا, وعنوان منعتنا وكرامتنا وصمام أمن وأمان الوطن وصون منجزاته ومحمد صلوات الله وسلامه عليه ينتسب لأشرف نسب عشائري « آل قريش « التي يشرفني بالإنتماء إليها وأمر بانشاء ديوان للعشائر واستحداث المستشارية العشائرية لتعنى بشؤونهم. وخلال السنوات الاخيرة ظهرت « زمرة « جديدة بمسميات وثوب واسلوب جديد ليسوا من أبناء العشائر محاولين ليس استبعاد دورها اجتماعيا وسياسيا وانما انهاء دورها كليا وطمس معالم وتاريخ رجالاتها الذين شيدوا صروح الوطن الشامخة واستطاعت هذه « الزمرة « فرض اجندة خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا واعرافنا الحميدة ظاهرها حرية وديموقراطية وما يسمى بحقوق المرأة والطفل والانسان وباطنها فتنة وفلتان وتسيب واهمال ودمار وتمرد الابناء على الاباء والمربين وسلخ الجسم التربوي عن التربية حتى وصل الأمر الى انهاء واستبعاد دور الشيوخ والوجهاء والحكماء والاباء وانهاء مكانة المعلم اجتماعيا ودوره تربويا واصبحت المدارس ترفد معاهدنا وجامعاتنا بطلبة حجارة وعصي وقناوي وخناجر حتى وصل الامر الى استخدام المسدسات والرشاشات بدلا من طلبة علم ومعرفة واصبح دور مستشارية العشائر مجمدا ووصل الأمر بهم إلى محاولة الغاء وطمس اسم العشيرة من قيود الاحوال المدنية كل ذلك وصولا منهم بالوطن الى بداية ما يسمى بالفوضى الخلاقة وإثارة الفتن والنعرات مابين ابنائه لينفردوا بنهب وسلب ثرواته متجاهلين تاريخ العشائر الأردنية عندما قدمت جحافل المجاهدين وقوافل الشهداء وعندما اختلطت دماؤهم الزكية مع دماء أشقائهم من أبناء القضية على ثرى فلسطين المحتلة وتقاسموا ولا زالوا لقمة العيش وضنك الحياة. ومتجاهلين أن أبناء العشائر هم من استبدلوا اسم وزارة المعارف سابقاً باسمها الحالي وأعدوا أجيالاً تربوا على عشق الوطن مزودين بعلم نافع ومعرفة مجدية وعملوا بكل أمانة ونزاهة وإخلاص وأن أبناء العشائر هم من حوّلوا الصحراء القاحلة إلى جنات غنّاء واستبدلوا الصخور والقلاع بصروح شامخة والشوك والبلان بالأشجار المثمرة والزراعات المجدية وهم من أوصلوا الوطن إلى بر الأمان عبر البراكين العاتية والامواج المتلاطمة رغم شح الموارد والإمكانيات آنذاك، لكن سلاحهم كان العمل بكل جد وأمانة ونزاهة وإخلاص بعيداً عن النهب والسلب والإنحناء أمام الأجندة الأجنبية التي لا يمكن أن تريد لشعوبنا النمو والتقدم والإزدهار ولا لأوطاننا الأمن والأمان وأبناء العشائر هم من وقفوا ولا زالوا مع وطنهم ومليكهم في أحلك الظروف وأصعبها وقفة عز ورجولة وشرف وكبرياء وأصرّوا على عدم النيل من صلاحيات الملك وطالبوا بتعديل سلوك البعض قبل تعديل الدستور والقوانين والعودة إلى المخزون الهائل لا بل الكنوز الثمينة من منظومة القيم الإجتماعية التي تربى عليها الآباء والأجداد دون النظر إلى المناصب والمكاسب والهدايا والعطايا التي يتلهف لها ويحصل عليها الآخرون وتجاهل بعض الحاقدين أن بواسل الجيش العربي والأجهزة الأمنية عنوان عزّنا وفخرنا الرابضون على الثغور والحدود الساهرون على أمن الوطن هم أبناء العشائر. هذه هي العشائر الأردنية كانت وستبقى على العهد والوعد والإخلاص للوطن والأسرة الهاشمية ولاءً مطلقاً لا لغيرها كائن من كان وأن أبناء العشائر لا يعرفون إزدواجية الإنتماء والولاء ولا إزدواجية الهوية وتعدد مصادر التمويل المشبوه. وعلى بعض المتشدقين والمتسلقين والمؤلفة جيوبهم والمستأجرة أقلامهم من أصحاب الأجندة الخارجية أن يكفوا عن المسّ أو محاولة النيل من العشائر الأردنية، وأن يحذروا من ثورة الحليم إذا غضب.
حفظ الله أردن العز والمجد والكرامة آمناً مستقراً عصياً على كل المؤامرات وحقد الحاقدين الطامعين بأمنه وثرواته، وحفظ الله قيادته الحكيمة من آل هاشم الأطهار.
عن الرأي
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اردنيه اربداويه
المفضلات