,, أمي الحنونة ,,,
يمسكون اقلامهم والوانهم ويحدوقون بالاوراق البيضاء ويفكرون ماذا سيرسمون لامهاتهم
في عيد الام ...
ينتظرون ذاك اليوم ليقدموا لامهاتهم رسوماتهم فهم لا يملكون غيرها كاسلوب للتعبير عن حبهم وتقديرهم لها وهي الاجمل بعيون الامهات اللواتي لا ينتظرن من اطفالهن شيئا لانهم الاجمل والانقى في حياتهن يعشن لاجلهم ويفرحن لفرحهم ويتعبن لراحتهم فيغدو العمر مرتبطا باسمائهم ووجودهم
ليس للأم يوما واحدا في السنة لنحتفل بوجودها وعطائها فهي تختصر الحياة بكافة معانيها ووجودها يعني العطاء غير المشروط ولكن يبقى عيد الام مناسبة لمحاولة التعبير عن مشاعرنا اتجاه امهاتنا التي تكبر فينا كل يوم وكل عام ولا يمكنها ان تقارن او تختصر بيوم واحد فقط
والاطفال هم ايضا قادروين على التعبير عن مشاعرهم باختلاف الوسائل عن الكبار ولعل ما يعبرون به وما يمتلكونه من ادوات تعبيرية تبقى، هي الاجمل لانها الاصدق والاكثر براءة
فتخط ايديهم رسومات تعبيرية عن حبهم لامهاتهم فواحدة من هذه الرسومات ام تمسك بيد طفلها وتحضتنه
واخرى اطفال بجانب امهاتهم يقدمون لها الهدايا ،في عيدها ويكتبون لها بانها الاغلى في حياتهم
ورسمة اخرى لفتيات من جنسيات مختلفة يعايدون امهاتهم كل بطريقته ولغته الخاصة بهن
جمعيها رسومات ومحاولات لاطفال لا يملكون غيرها للتعبير عن حبهم لامهاتهم
فتختلف الطرق وتبقى الام هي الاجمل ويبقى قلبها مفعما بالحب مهما امتدت سنوات العمر وعصفت بنا الحياة .
مشهد الاطفال وهم يجلسون على طاولة واحدة الصغير يقلد الاكبر منه عمرا يجتمعون على فكرة واحدة وهي ما يمكنه ان يقدموه لامهم في عيدها مشهد يعني الكثير لهم ويترك اثرا نفسيا اكبر في نفس الامهات اللواتي لا ينتظرن من اطفالهم شيئا لان الرابطة التي تربط الام باطفالها لا يمكنها ان تقاس بقيمة العطاء او تكون محكومة بما يقدمونها لها فهي النفس التي تحتويهم منذ اللحظة التي تشعر بهم قبل ان تراهم وينبض قلبها بهم في كل مراحل حياتهم فتعيش مهما كبرت مساحة اهتماماتها بالحياة تعيش لاجلهم لانهم النفس الذي تستنشقه في كل يوم.
يخبىء الطفل كريم وشقيقه علي رسوماتهم عن والدتهم ليفجئوها بها في عيد الام لكن الطفلة ياسمين بدات بالاعداد لعيد الام مبكرا في كل ليلة تجلس في غرفتها ترسم على اوراقها ثم تعيد رسوماتها مرات ومرات لانها تريد ان تنقل مشاعرها وحبها لوالدتها ولا تجد ما ترسمه كافيا
ويعبر عن مدى فرحها بوالدتها لكنها بنهاية الامر تغفو في سريرها وهي تخبىء رسمتها التي قررت اخيرا باهدائها لامها تضعها تحت وسادتها.
هم الحياة باختلاف مسمياتها فعندما تصبح المرأة اما تختلف نظرتها للحياة وتدرك للمرة الاولى وهي تحتضن وليدها بان الحياة لم تعد كما كانت وان هناك جزءا من روحها وجسدها اصبح يشاركها الحياة لتغدو اجمل وانقى فيمتلى ء قلبها بحبهم ويزداد يوما بعد يوم ليصبح بحجم هذا العمر .
يصبح فرحهم فرحها والمهم المها واهتماماتهم وطموحاتهم اهتماماتها وطموحاتها لتختفي الانا التي تعيش في نفس كل انسان ويحل مكانها هم الابناء والبنات.
في عيد الام تصبح رسومات الاطفال ومحاولاتهم الطفولية لاسعاد امهاتهم هي الاجمل لانها اللحظات التي يجتمعون بها ينثرون اوراقهم ويمزجون بالوانهم، ما يجول بخواطرهم يتفقون تارة ويختلفون تارة اخرى يتسارعون فيما بينهم لابداء مشاعرهم وحبهم لامهاتهم قبل ان يكبروا وتاخذهم الحياة الى امكان مختفلة قد لا يمتلكون حينها ذات الاحساس بامهاتهم وقد لا يتذكرون عيد الام لان حياتهم تغيرت وكبرت مساحة اهتماماتهم .
لكن تبقى رسوماتهم محفورة بقلوب امهاتهم مسكونة بنفوسهن يحتفظن بها سنوات وسنوات لانها تعني لهم الكثير.
يكبرون هم لكنهم في عيون امهاتهم لا يزالون صغارا .
في عيد الام عندما تغفو عيونهم تلملم امهاتهم رسوماتهم وتقترب منهم تقبلهم وتحتضن ما خطته ايديهم الصغيرة فهي الاقدر على فهم وترجمة رسوماتهم لانها الاقرب لهم.
في عيد الام .... لا شيء اجمل من وجوههم في الحياة ومن رسوماتهم التي تخبئها الامهات وهن يدعون لهم بالصحة والخير يلازمهم طيلة حياتها ويشكرن الله عز وجل ان انعم عليهن بنعمة الامومة .
عن الراي الاردنية
المفضلات