حيفا
أرتلُ فوقَ درب العشق روحي
وأنهلُ من نسائِمها شفائي
وأعْلنها كحورِ الله نبضاً
فيخفق في الفؤادِ دمُ السماء
لحيفا قد جعلتُ الشعر يحبو
يقبّل من ثراها كستنائي
هنا رقدت على موج التلاقي
جفون السحر يخشاها التنائي
شوارعها كآلهةٍ وأوحت
لتاريخ الجمال رؤى البهاء
كقديسٍ ترى حرفي ودمعي
تصوفَ راقصاً وتر البكاء
رأيتُ الله في خلقٍ بهيٍّ
وهل بعد الجمال يرى شقائي
تلاطم موْجُها والعشق لقيا
كأني والندى سقيا النداء
تلاشينا بقيدٍ في لجوءٍ
يبدد غيظه فيض البكاء
سألثم تربها والشوق شوقي
وأغمض في الرؤى وحيَ الضياء
أحَيْفَا لست بعدك استجيرُ
فطيف الحسن منك له الثناء
مضينا والدروب بنا تولّت
ليشرق نورُ وجهك في المساء
رمقت العمر لم أخْشَ رحيلا
وفي أنفاسك الحرّى دوائي
سأسكن في رباك العمر عشقاً
وأحفظ عنك شعراً كربلائي
أنا لم أرْتَوِ يا بحر منها
فخُذْ قلبي وأوْدِعها وفائي.
• إيمان مصاروة * شاعرة من فلسطين ... منقول عن الرأي
المفضلات