قال عضو الفدرالية الدولية للإعلاميين البيئيين احمد الشريدة إن حالة الجفاف وانقطاع الأمطار المتواصل منذ العاصفة الثلجية (اليكسا ) كانون أول الماضي ،وحتى الآن أدت إلى زيادة خطر الانقراض والجفاف لعدد من الأزهار البرية الأردنية خاصة مع توالي مواسم الجفاف المتعاقبة وتذبذب هطول الأمطار في الأعوام السابقة .
واضاف أن 63 نوعا من الازهار البرية مهدده بشكل مباشر بالانقراض وخاصة التي تتكاثر بالبذور، في حين ان الازهار التي تتكاثر بالأبصال والريزومات تتعرض بدرجة اقل خطورة .
واكد ان الدلائل والشواهد المسحية على عدد من مواقع الأزهار البرية في الوية الكورة وبنى كنانة والمزار الشمالي تشير الى نمو ( مقزم ) لعدد منها وبشكل خاصة الترمس البري و بخور مريم بنوعيه والاروكيد بأنواعه الأربعة، إضافة إلى تعفن بعضها ، كما أن عملية( التزهير) ضعيفة حيث تعاني من العطش الشديد وخاصة في الأراضي العميقة ، أما في الأراضي المفتلحة وبين الصخور فان الوضع يبدوا أفضل بقليل .
واشار الى مشاهدة فردية ناحجة تمثلت في اقامته لمحمية طبيعية للأزهار الأردن البرية في حديقة منزله في بلدة دير ابي سعيد وسط لواء الكورة وان نسبة النمو الخضري لمختلف الأنواع هو جيد جدا وذلك بفضل العناية الفائقة مشيرا إلى تعويض مياه الأمطار عن خلال برنامج للري المنزلي والسقاية الدورية وإضافة الأسمدة العضوية حيث لم تتأثر النباتات بحالة الجفاف التي تمر بها المنطقة ، حيث بدأت أزهار السوسن الأسود والنرجس والأوركيد والجلاديوس وبخور مريم والتوليب والاقحوان تعطي إزهارها المعتادة .
وعلى ضوء دراسته الميدانية أكد أن تأثير التغير المناخي على الأحياء البرية بدأت واضحة للعيان والتي بدأت تغير من سلوكها وحياتها في محاولة جاهدة للتكيف مع ما يحدث حولها مبينا أن التغير المناخي يعطل عملية تلقيح الأزهار والتي أصبحت تتفتح قبل انتهاء فترة سبات النحل الناقل لحبوب اللقاح الأمر الذي يودي إلى انخفاض أعداد النحل والملحقات الأخرى إضافة إلى انخفاض هائل في عدد الملقحات من الحشرات في الحياة البرية وخاصة في مواسم الجفاف ،
وأشار الى أن التغير المناخي سبب خللا في عدم تطابق موسم التفتح وانتهاء السبات وهو السبب الأكثر أهمية في ما يحدث النباتات وخاصة عملية التزهير مبينا أن بعض أنواع النباتات أخذت تتكيف مع الوضع الراهن .
وحذر من أن الاحتباس الحراري أصبح يهدد يوميا حياة نحو 150 نوعا من النباتات والحيوانات وهو يؤثر بشكل مباشر على 33 % من الأنواع المهددة بالانقراض ، ما يهدد باختفاء قاعدة التنوع البيولوجي بسرعة هائلة وهو ما يشكل تهديدا خطيرا على البيئة .
وطالب الباحث الشريدة العمل على إعادة إحياء الازهار البرية وإكثارها والعناية بها وحماية سلالاتها المحلية ذات الأهمية العالمية داخل منطقة جغرافية واحدة تتوفر فيها الشروط الطبيعية المثالية للإنبات وحماية التنوع الحيوي والاستخدام المستدام الذي يواجه ضغوط بشرية ومناخية متزايدة .
ودعا إلى مواكبة التطورات التنموية وديمومة موروثنا الحضاري من النباتات البرية بحيث تكون أداة مهمة لإعادة التوازن وحماية الموارد الحيوية من خلال العمل على إقامة بنك للبذور والجينات ومعشب زراعي وبرامج للدراسات والأبحاث وأخر تدريبي يرافقهما حملة توعية إعلامية وإيجاد محمية نموذجية لتصبح مركزا تعليميا وتثقيفيا وسياحيا في إطار تنمية السياحة البيئية في المناطق الريفية وإنتاج خريطة رقمية شامله لتوثيق الموائل النباتية وذلك باستخدام نظام المعلومات الجغرافي ونظام تحديد الموقع الجغرافي خاصة أن65% من نباتات الأردن البرية المزهرة غير موجودة في قارة أوروبا وينفرد الأردن ب 111 نوعا ولا توجد في بلد غيره .
عن جريدة الرأي
المفضلات