اعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج امتحان الثانوية العامة بنسبة نجاح تختلف عن كل نسب النجاح التي كانت تعلن سابقا وبالرغم من ذلك فاني اعتقد ان المعطيات كانت تشير الى ان هذه النسبة اقل مما اعلن.
تقول الاخبار المتواترة ان ثلاث قرى لم ينجح في مدارسها احد وفي حينا مدرسة لم ينجح منها الا ستة طلاب بينما حارتنا رسب كل من فيها من طلبة التوجيهي ولم ينجح منهم الا فتاتان بمعدلات مرتفعة. كل هذه الامور تشير لشيء واحد فقط ان الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم قد نجحت بنسبة كبيرة بضبط امتحان الثانوية العامة لهذا الموسم من ناحية منع الغش الامر الذي كشف عن حالات كبيرة وعدد كبير من الطلاب الذين لم يكملوا متطلبات النجاح. ولا شك ان نجاح الحكومة قد لحقه نجاح اخر بالحد من سلوكيات كانت ترافق نتائج التوجيهي مثل اطلاق العيارات النارية ومواكب السيارات اضافة الى هتك ستر الليل بالحفلات الصاخبة.
يسجل للوزارة هذا النجاح ويعاب على بعض طلبتنا انهم كانوا يجتهدون بخلق حالات من الغش واساليب فريدة لينجحوا ويسرقوا بالتالي تعب غيرهم فيدخلون الجامعات وهي ليست مكانهم بدلاً من طلاب كانوا هم الاحق بذلك لياتي الزمان الذي قالت فيه الحكومة لن يدخل الجامعة غشاش.
ما قامت به الحكومة لم يكن معجزة ولم يكن من اعاجيب الدنيا السبع ولا يسجل في سجل الانتصارات المدوية لانها بكل بساطة فرضت النظام الذي غاب عن امتحان التوجيهي لسنوات فجعلت غيبته من الثانوية العامة فرصة للنجاح الزائف والاستقواء على المعلمين والمراقبين وفرض النظام الذي نجح بامتياز يعني ان دولة القانون فيها القانون فوق كل شيء وهذا يقودنا للتوسع بالحديث ليشمل المعلم وكرامته والعملية التربوية برمتها في هذا البلد. لا شك ان الناجح المتفوق سيذهب للجامعة بتعبه وجهده وانجازه وهناك من سيدخلها من الباب الخلفي او يقفز اليها من شباك المكرمات وما شابه وهذا قد بات يشكل مقتلا في خاصرة التعليم الاردني وهو الذي ادى الى تغول الطلبة في الجامعات فالغشاش الذي دخل الجامعة نتيجة غشه للمواد لا بد الا ان يتابع ممارسة الغش الخلقي ايضا ويستقوي تحت مسميات كثيرة.
دعونا نقر ولو لمرة واحدة ان الحكومة ان رغبت ان تقود العملية التعليمية بدقة وقوانين دون مراعاة الحالات الاستثنائية من الواسطات والتداخلات غير المنطقية وحفظت كرامة المعلم امام الطالب والغت القوانين التي تعاقب المعلم على تأنيب الطلاب واعادت الوزارة الى وزارة التربية اولا ومن ثم التعليم مع عدم الافراط في تأنيب الطلاب لا بد انها ستقدم انموذجا في العلم وانموذجا في المؤسسات العلمية فنحن من اكثر دول العالم تقدما في الصروح العلمية.
ودعونا نقر ونعترف كأهل للطلاب ان سلوكيات الابناء هي نتاج تربيتنا وما نعلمهم ونغرس في عقولهم من افكار فهناك من غرسنا في عقله ان النجاح ياتي بالمثابرة والتعب والدراسة وهناك من علمناه ان نجاحه تحصيل حاصل.
العام المقبل سيكون موسم النخبة في الجامعات فليس بين الطلاب غشاش ولكن سيبقى بينهم من لا يستحق برغم نجاحه لانه اخذ مكان من هو احسن بذلك منه.
حكاية الثانوية حكاية طويلة وشائكة وصعبة وبرغم ذلك فان علاجها اسهل من ما يعتقد البعض فالحكومة التي ضبطت الغش يمكن لها ان تعيد النظر بالسياسة التعليمية عن بكرة ابيها وتغرس في نفوس الطلاب منذ الصغر ان الثانوية امتحان كاي امتحان.
نشد على يد الحكومة في امر الثانوية فهي بدات ترسخ مفهوم العدالة بين الطلاب بإجراءاتها التي قامت بها وبدأت ترسخ لمرحلة جديدة عنوانها البارز لن يدخل الجامعة غشاش وما عليها الا ان تكمل بإجراءات اكثر صرامة لنصل الى مرحلة لن يدخل الجامعة الا كل مجتهد بدون واسطات فالحق للاحق ونعيد ونكرر ما بدأنا به «لن يدخل الجامعة غشاش.
علي الشريف .. الراي
المفضلات