نحن لا نشعر بقيمة وأهمية من حولنا إلا بعد فقدناهم ولكن حتى قيمة الفقدان تختلف باختلاف الأشخاص ومدى قربهم
منا فأكبر خسارة يشعر بها المرء هي فقدان الأم .
لأنها المدرسة الأولى التي يتلقى فيها الطفل دروسه فهي التي تنهض بالأسرة ، وتحن على أبنائها وتشفق عليهم ،
وتشتاق إلى رؤياهم وهي بالقرب منهم ، تعلمهم ، تنمي ملكاتهم وتعدهم للحياة إعداداً صالحاً ، فيدرجون مؤمنين أوفياء يعشقون العمل ، ويحبون التعاون ، ويدافعون عن حرية أوطانهم .
ولكن لا يمكن لأحد أن يتحكم بالأقدار ، فبعضهم كتب عليه القدر أن يفقد أمه ... فكيف واجه الحياة وما هو شعوره ؟
فقدان الأم خسارة لا تعوض أبداً ... قال محمد :
الذي اغرورقت عيناه بالدموع يقول :
الأم أغلى وأثمن ما في الوجود فهي لا تقدر بثمن ، فالإنسان لا يدرك أحياناً قيمة من حوله إلا عندما يفقده .
ولكن الخسارة الكبرى هي فقدان الأم . فحياتي بالكامل تغيرت بعد وفاة أمي ، فأبي أخرجني من المدرسة وجعلني
بائعاً متجولاً في القرى وأنا ما زلت في العاشرة من عمري ، أبيع الخضار والفواكه التي ينتجها بستاننا .
وكانت أوامر أبي بتوجيه من زوجته الجديدة التي لا يهمها شيء سوى جمع المال بأسرع طريقة ممكنة غير آبهة
بمستقبلي ولا دراستي .
أما هبا التي ارتسمت مشاعر الحزن على وجهها بمجرد طرحنا السؤال عليها وكأنها تعيش موقف فقدانها لأمها في
اللحظة ذاتها ، تحدثت قائلة :
بعد فقداني لشمعة المضيئة أصبحت كالخادمة في البيت ، وأبي لم يعد كما كان ، وكأنه شخص آخر ، فلا يهمه شيء
سوى إرضاء متطلبات زوجته ( الجديدة ) معتمداً علي في تلبية كافة الاحتياجات الأسرية صغيرة كانت أم كبيرة .
الأم لها عبق خاص ...
بينما تحدث أحمد إلينا وفي قلبه حسرة كبيرة ، وحمل في نظراته حزناً عميقاً فهو تمنى لو أن أمه عاشت بعد ولادته ولو لعدة أيام كي تضمه إلى صدرها الحنون ويشعر بدفئها وحنينها فقال :
أمي فقدت الحياة لتمنحني إياها وتركتني وحيداً ولم أبلغ من العمر سوى بضع ساعات لتحضنني جدتي (والدة أبي)
والآن أصبحت طالباً جامعياً متفوقاً.
وتابع قصته بقوله :
في اعتقادي لا يوجد امرأة في الكون كله مهما بلغت من الحنان والعطف تستطيع وهب الطفل عاطفة الأمومة الحقيقية بحيث تجعله يشعر تجاهها بأنها أمه لأن هذا الشعور تمنحه الأم وحدها لطفلها ، بل لجنينها منذ تكوينه ، ولكن عذراً من جدتي فهذا الشعور لا يجعلني أنكر فضل الأم التي تربي فهي امرأة تقوم بمهام الأمومة العظيمة التي لا تقل عن الإنجاب ولكن يبقى لوجود الأم عبق خاص قد تكون حنونة أو قاسية ولكنها تبقى أماً .
زوجة الأب تأثيرها سلبي على الأولاد
أبو جميل مثال للأب الحنون فهو يرى أن زواج الأب من أخرى ليس شرطاً ضرورياً لإكمال الحياة ولا سيما بوجود عدد من الأبناء ، مؤكداً أن وجود زوجة الأب يؤثر على الأولاد بشكل سلبي فالأم لاتعوضها امرأة في الكون مهما بلغت عاطفتها وحنينها ، لذلك رفضت الزواج وقمت بمهمة مضاعفة بعد أن توفيت زوجتي وتركت لي ثلاثة أطفال .
فتفرغت لتربيتهم وتعليمهم في المدارس والسهر على راحتهم .
مداخله .. لهذا الرأي
تعقيب المحررة
إن ما سمعته من آراء عاد بذاكرتي إلى تلك الرواية الشعبية التي كانت تردد على السنة الناس مؤكدة ما سبق حيث
تقول القصة :
عندما أصبحت الأم على فراش الموت والى جانبها زوجها المخلص وتسمع في الخارج بكاء أولادها قالت له :
أعرف بأنك سوف تتزوج بعد وفاتي ، وهذا من حقك ، ولكن أتمنى منك قبل دفني أن تقطع يدي وتخبئها عندك وعندما تتزوج أعطها لزوجتك ، فإن غضبت من الأولاد وأرادت ضربهم فلتجعل من يدي عصاها وتضرب بأقصى قوتها فأولادي لن يتألموا عندما يعرفون أنها يدي .
منقول .. يسرى الجمال
المفضلات