السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
الكتاب ثقافة وتوجيه، معرفة وتعليم ، والمجتمع مسؤول عن تدريب الأبناء على صحبة الكتاب ، لأنه غذاء للعقل ، وتجهيز مكتبة زاخرة بالكتب المفيدة في كل منزل هي النواة الحقيقية لخلق جيل قارئ يحب الاستزادة من الكتب حين نضعها بين يدية ، لتكون له مرجعاً للبحث والدراسة والتحصيل ، نعودهم منذ نعومة أظفارهم المحافظة على الكتاب ، وإعادته لمكانه المخصص ، لأنه المرشد الحاذق الذي يعينهم على حرية التفكير ، فيترجم أهداف طريق حياتهم بالبحث العلمي ، والاستكشاف الذاتي ، بحقائق ملموسة مجسدة ..
فمن لا يتمنى الخير لأبنائه ؟ ومن لا يحب أن يكونوا قارئين متذوقين لما يقرأون ، منسجمين متأملين مفكرين .
يحتاج الأبناء من أجل ثقافة أفضل .. تكريس أكبر الجهد في إعداد مكتبة المنزل ، واختيار أفضل الكتب المفيدة بوعي ، حتى تصرفهم عن إضاعة وقتهم وراء المسلسلات التليفزيونية، التي لا تعطيهم ثقافة ، ولا تترك في نفوسهم أي أثر ..
لأنه لاعمق فيما تقدم .
فالثقافة تكون من الكتاب وحدة .. وأزمة الفكر لاتكون إلا في غيبة الكتاب الكتاب هو الذي يمنح الثقافة ويؤثر في العقل التأثير المنشود وعلى الآباء والأمهات استغلال رغبة الأبناء في القراءة ، وبما أن الطفولة صانعة المستقبل ، فأن الكتاب هو أيضاً صانع الطفولة . بالمكتبة في المنزل تجعل الأبناء يقبلون على القراءة اذا توفرت لهم الكتب في أماكنها
المخصصة ، فهي تقوم أساساً على مدى اهتمام وتشجيع الأبناء على اقتناء الكتب المفيدة والمحافظة عليها .
فالقراءة تفتح العقل ، وتنمي التفكير فيشعر القارئ أنه إنسان له شخصيته ، وحقوقه في الاختيار والتذوق .. وهذا الشعور يكون له دافعاً وحافزاً لطلب المزيد من القراءة المستفيضة .. والأفضل للأبوين أن يسألا الأبناء عن محتوى الكتاب ، وموضوعه وأخذ رأيهم فيما قرأوه .. فالأبناء بحاجة ألي وقت كاف للاستماع إلى آرائهم ومناقشاتهم .. فتبادل الآراء يجعل الابن إنساناً ناجحاً في حياته ، منظماً ، مفكراً .. ومفيداً لوطنه .. وليس الهدف الأساسي من القراءة هو زيادة المعلومات والحقائق فحسب ، بل العمل على تنمية القوى العقلية فتساعدهم على التركيز والانتباه ، وتفتح ذهنهم وعواطفهم لأمور الحياة ، وتشبع خيالهم ، وتغرس في نفوسهم القيم والأخلاق ، وتعمل على تثقيف ضميرهم ، وتنمية ذوقهم وإحساسهم بالجمال .. جمال التعبير .. وخلق الرغبة للاطلاع على كل ما هو جديد في مجتمع يواجه التحديات في عصر يشهد نهضة علمية وتكنولوجية واسعة النطاق ..
لا يخلو كتاب من فائدة .. وهو خير جليس في الزمان للمرء كما وصفه أبو الطيب المتنبي حين قال :
أعز مكان في الدنا سرج سابح .. وخير جليس في الزمان كتاب
إنه الكتاب الذي تغنى به الشعراء في قصائدهم على مر الأزمان .. قال عنه أحد الحكماء :
صحبت الناس فملوني ومللتهم , وصحبت الكتاب فما مللته ولم يملني ..
وكتاب الله سبحانه وتعالى هو أفضل الكتب فائدة للناس في دينهم ودنياهم وآخرتهم.
وبشكل عام فإن علاقة البشر بالقراءة قديمة وظلت عادة القراءة من العادات الفاضلة لدى كثير من الناس منذ عهود قديمة ومع انبلاج عصر النهضة الأوروبية وتطور ميادين الاختراعات والاكتشافات وباختراع الآلة الطابعة ظل الكتاب والصحف والمجلات - والى وقت قريب - الأكثر انتشاراً من بين الوسائل الإعلامية الأخرى والمصدر الرئيس في تكوين وبلورة وعي وثقافة وتفكير السواد الأعظم من جمهور الرأي العام القارئ .
ومع ظهور شبكة الانترنت وانتشار الستلايت والقنوات الفضائية بدأت مساحات تداول الكتاب لدى جمهور القراء تقل
تدريجياً حتى تلاشى استخدام الكتاب من حياتنا الثقافية كلياً ولاسيما الجيل الحالي الذي هو على جفاء في علاقته بالكتاب
ولم يستفد من كنوز المعارف التي يمكنه الحصول عليها من الشبكة العنكبوتية إن أحسن استخدامها بشكل ايجابي ..
دعونا نستعرض اسباب عزوف الناس عن القراءة
أن أسباب عزوف الناس عن القراءة بصورة عامة وعن الكتاب بصورة خاصة هي اسباب كثيرة وبلا شك ، ولكن
هل للأسرة والمدرسة دور في عزوف الأبناء عن ممارسة عادة قراءة الكتب ؟
أم أن ظروف وتعقيدات الحياة العصرية وارتفاع أسعار الكتاب هي السبب في جفاء الأجيال الحالية وهجرانها للتعامل
مع الكتاب ؟
وما مدى تأثير شبكة الانترنت والقنوات الفضائية على أوقات القراء وابتعادهم عن الاستخدام الأمثل للكتب المفيدة الأدبية والعلمية والثقافية والتاريخية والدينية وغيرها ؟
هذا ما أود سماعه من الاخوة الافاضل بمشاركاتهم .
منقول من عدة مصادر ومن تحقيقي
المفضلات