جان لوي سانتيني - على ارتفاع 350 الف متر، تسبح محطة الفضاء الدولية في مدار الارض، وهي عبارة عن مختبر دولي لاجراء التجارب في ظل انعدام الجاذبية، بات لا غنى عنه للعلماء في شتى مجالات العلوم.
ويقول جون هولدرن المستشار العلمي للبيت الابيض ان «محطة الفضاء الدولية مختبر فريد من نوعه يتيح آفاقا واسعة للعلم والمجتمع».
وتشترك في هذه المحطة، التي بلغت نفقات انشائها 100 مليار دولار، ست عشرة دولة من بينها الولايات المتحدة، وكان من المفترض ان يتوقف العمل بها في العام 2020، الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قرر قبل اسابيع تمديد عملها الى العام 2024.
وتقول جولي روبينسون نائبة المسؤول عن البرامج العلمية لمحطة الفضاء الدولية لوكالة فرانس برس «ان الهدف من استخدام المحطة يتمثل في التوصل الى اكتشافات علمية لا يمكن التوصل اليها الا في حالة انعدام الجاذبية».
وتتركز ابحاث الرواد المقيمين على متن المحطة على «تطوير المعارف التي من شأنها ان تساهم في تطوير المضادات الحيوية، وتطوير معدات دقيقة، وتحسين مراقبة الانسان لكوكب الارض واحواله الجوية»، وفقا لجولي روبينسون.
وتضيف «من الاهداف التي يعمل عليها الرواد في المحطة، معرفة اثر انعدام الجاذبية لوقت طويل على جسم الانسان، واختبار تقنيات جديدة، وهذه امور لا بد منها في الرحلات الفضائية المأهولة الطويلة المرتقبة، نحو كوكب المريخ او احد أجرام حزام الكويكبات».
يبلغ وزن المحطة 450 طنا، وقد بدأ تشييدها في العام 1998، وانتهى في 2011، وكان لها فوائد علمية في مجالات كثيرة، فالذراع الآلي للمحطة مثلا، الذي يعمل بدقة عالية، بات له مثيل يستخدم في العمليات الجراحية للدماغ. وقد انقذت حياة 300 شخص في العالم بواسطة هذه التقنية. ومن التقنيات التي طورت في المحطة، التصوير بالرنين المغناطيسي عن بعد، والذي يتيح تشخيص حالة اشخاص موجودين في اماكن معزولة، اضافة الى نظام معالجة المياه في المناطق المنكوبة بكوارث طبيعية، وهو مستوحى من النظام الذي اعتمد في المحطة.
في ما يتصل بالادوية، تمكن مختبر «امغين» الاميركي من اختبار علاج جديد لترقق العظام الذي يصيب النساء المتقدمات في السن..ويتفاقم ترقق العظام في ظل انعدام الجاذبية، بحسب ما بينت الابحاث على رواد الفضاء وعلى فئران التجارب.
واجرى «امغين» ايضا تجارب في محطة الفضاء الدولية على عقار آخر لمقاومة تقلص الكتلة العضلية، وهو يصيب رواد الفضاء بعد الاقامة الطويلة في الفضاء. وقد اتاحت هذه التجارب التعمق في فهم اثار هذه العلاجات، بحسب وكالة الفضاء الاميركية.
وتمكنت شيريل نيكرسون عالمة الجراثيم في جامعة اريزونا من اثبات ان الجراثيم تنشط أكثر في انعدام الجاذبية، وذلك من خلال تجارب اجرتها في مكوكات فضائية اميركية منذ العام 2006، ومن ثم على متن محطة الفضاء الدولية.
وتقول هذه الباحثة لوكالة فرانس برس «لقد اكتشفنا ايضا آلية عمل وراثية تتحكم بتفاعل البكتيريا وهي تنشط في انعدام الجاذبية، وهي متشابهة في ذلك مع غيرها من مسببات الامراض».
وتوضح ان جهاز المناعة البشري يضعف في انعدام الجاذبية.
وتحاول هذه الباحثة من خلال ذلك التوصل الى لقاح ضد الالتهاب الرئوي الذي يودي بحياة عشرة ملايين شخص سنويا في العالم، معظمهم من الاطفال والمتقدمين في السن.
وتخلص الى القول «اعتقد ان الابحاث في ظل انعدام الجاذبية يمكنها ان تحقق انجازات كبيرة في مكافحة الاسباب الرئيسية للوفيات بين البشر». (أ ف ب)
عن الرأي
المفضلات