دخلت امتحانات التوجيهي لهذا العام باعداد جيد واشراف مباشر من الحكومة التي اولت لهذا الامتحان اهتماما كبيرا للحد من بعض السلوكيات التي ترافقه من بعض الطلاب.
قبل البداية علينا ان نسأل لماذا يصاب الطالب بالرعب حين ياتي موعد امتحان الثانوية العامة ولماذا تبدا حالة الطواريء المنزلية وماذا يترتب عليها من ضيق نفسي وعبء كبير على الاهل والطالب والحكومة.
امتحان الثانوية هو امتحان مثل أي امتحان ولكن مسلسل الرعب الذي يرافقه في كل عام لا بد الا ان يكون له اسبابه ومسبباته فما ان يبدأ الطالب سنته الدراسية حتى يغلق التلفاز ويمنع الانترنت وتفرغ احدى الغرف للطالب ولا يالو الاهل جهدا بمنع الزيارات العائلية حتى يتمكن الطالب من الدراسة والاستيعاب تمهيدا للنجاح.
نتكلم بصراحة ان من يتحمل مسؤولية الرعب من التوجيهي هم الاهل الذين يعطون هذا الامتحان اكبر من قيمته الحقيقية ويصورونه كانه انجاز تاريخي في حالة تجاوزه مما يربك الطالب ويضعه تحت ضغط كبير ويضعه اسير هاجس النجاح باي طريقة ربما تعرضه للمساءلة.
يريد الطالب ان ينجح ومن لم يدرس سيعمد الى اساليب كثيرة ومنها الغش والغش في الاسلام حرام وهو بمثابة سرقة جهود وتعب الاخرين واذا كانت الحكومة قد عملت بكافة طاقتها للحد من هذه الافة المسماه غش الا اننا نرى ان البعض يصر عليها ويبتكر اساليب كبيرة وجديدة وربما تكون خطيرة لممارستها.
والانكى من الغش هو مساعدة الاهل للطالب على هذه العملية باتمام الدعم اللوجستي لها من ناحية التكفل بمصاريفها اوشراء اجهزة حديثة وفي بعض الاحيان وفي حالة اكتشاف امر الطالب الذي يمارس الغش ويقوم المراقب بمعاقبته
تقوم القيامة على راس الوزارة والحكومة.
في كل دول العالم لا يمثل التوجيهي مشكلة كما يمثلها عندنا فالسلوكيات الخاطئة اخذت تتمدد وتصب في خانة الفوضى بحيث اصبحنا نسمع اعتداء على المراقبين والمدرسين وامتد الامر ليصل الى الاعتداء على قوات الامن المكلفة بحماية الطلاب وتوفير الاجواء المناسبة لهم .
اريد ان اتحدث عنا حين كنا ايام الثانوية وما كان حاضرا لنا من قيم قبل عشرين عاما واكثر وكيف ان الدراسة كانت عندنا للدراسة وليست للاستعراض وكنا نجل ونحترم ونقدر المعلم وندرك ان امتحان التوجيهي ما هو الا مرحلة تعليمية تنتهي لتبدأ معها مرحلة تعليمية اخرى وما هو الا مرحلة من مراحل العملية التعليمية والرسوب فيه لا يعني نهاية الدنيا والنجاح ايضا لا يعني ان الشخص قد امتلك الكون فالقادم اصعب.
وللامانه فان التوجيهي ايامنا كان اكثر صعوبة وحرجا من هذه الايام فالذي يحمل مادة كان عليه ان يعيد السنة كامله بينما كنا نقدم الامتحان في مدارس غير مدارسنا وكنا نقطع مسافات نحو المدرسة والآن المدارس امام بوابات البيوت .
والان نرى ان هناك الدورة الصيفية والدورة الشتوية وامكانية اعادة أي مادة لم يحقق فيها مستوى العلامات وبرغم ذلك لم نكن نعتدي لا على امن ولا على مراقبين ولا على معلمين فالجميع كانوا شركاء بالمسؤولية لان رجل الامن لا يعنيه ان افشل بقدر ما يعنيه نجاحي مثله مثل المعلم الذي تعب طال سنوات كي يصل الطالب لهذه المرحلة.
لا يدرك الطالب الذي يعمد الى الغش انه يضيع صبر سنوات طويلة ويضيع بالمقابل امال اهله وعائلته ولا يدرك ان رغبته بالنجاح السهل ربما تبقيه مكانه سنوات وربما تمنعه من تحقيق ذلك النجاح.
وايضا لا يدرك بعض الاهل الذين جعلوا من هذا الامتحان رعبا ان في اعمالهم هذه وجعل حياة البيت حياة طواريء على امتداد عام ومن ثم صب جام غضبهم على الحكومة والوزارة والامن هو لن ينفع بشيء فما حفظه الابن سيلقيه في الورق سواء فهم ام لم يفهم والذي يجتهد ويدرس بمنطق وعقلانية يمكن ان ان يتجاوز الامر بسهولة دون رعب والذي اعتمد حالة الطواريء البيتية لابتزاز اهله بحجة انه طالب توجيهي لا يمكن ان يقدم شيئا لان تفكيره سيكون محصورا بعمليات الغش التي تؤهله للمرحلة القادمة دون تعب.
في بيتنا توجيهي ولا اعرف كيف نقضي على الرعب المستحفل من هذا الامتحان والذي للامانه بات يشكل كابوسا من اول يوم حتى اعلان النتائج فالناجح يقيم الحفلات ويستعرض بالسيارات ولا ننسى ممارسة فن اطلاق العيارات النارية واما الراسب فالوضع عنده اشبه بالمآتم.
ما قامت به الحكومة من إجراءات في امتحانات هذا العام هو عمل منطقي وصحيح لكنه يبقى عملا ثانويا ونادرا في بلدنا ومع الاسف قوبل هذا الجهد بحماية الطلاب بالاعتداء على رجال الامن وكأن التوجيهي فيه الحياة والموت.
وكان الدنيا ستنتهي اذا لم ينجح الطالب وكل ما في الامر ان النجاح والفشل معلق بالطالب وما درس وفهم وتعلم وتابع طيلة عام.
على الجميع ان يدركوا حقيقة واضحة ان امتحانات الثانوية العامة هي امتحانات كأي امتحان في المدارس والجامعات وليست غولا يريد ان يفترس الناس وما حالة الطواريء التي نراها الا سببا واضحا في مأسسة الخوف من هذا الامتحان ولو ترك الامر على طبيعته وسجيته كما كان وكما نريد لاصبح الوضع عاديا يمر كاي امتحان بلا طوارىء وبلا امن وبلا حساسية وكل الامر يعود اولا واخرا للاهل اما الحكومة فعليها ان تؤدي رسالتها تجاه جيل الطلاب وهي تعمل وفق طاقتها .
في بيتنا توجيهي يعني في بيتنا رعب في بيتنا كتم للانفاس وفي بيتنا طوارىء وفي بيتنا حياة اخرى اسمها التعقيد افلا ننتهي من هذا ونجعل الحياة تمر ببساطتها دون ان نحملها وزر طالب غش او اخفق او نحملها امتهان حرية الناس وهدر كرامتهم وتتويجهم بالخوف والرعب ومن ثم كره الحكومة والبلد والناس والدراسة والمدرس....كل ما في الامر امتحان يمر فلا هو حرب ولا هو مأساة ...انه معلومات توضع على الورق انت ايها الطالب من تجيب نتيجة فهمك وما قبلت ان تتعلمه في بيتنا توجيهي فارحمونا من ضلال مارسناه معتقدين انه الصواب فما الوضع الراهن الا اشبه ما يكون برمي العجلة امام العربة وفرض الامر الواقع.... ايها الطلاب الغش مأساة ان اعتمدتم عليها زهقت امالكم مستقبلا .
علي الشريف ,,, عن الراي
المفضلات