أخواني الافاضل
أخي الامل المنتظر فتح باباً جيداً للنقاش .. جزاه الله خيراً ... على حالة مستشرية بايامنا هذه في المجتمعات ككل
وفي الاسر الاهلية والمتجاورة الغريبة على حدٍ سواء ، وقال في تعليق له هنا اليوم ما يلي ..
وشخصياً أحترم مقولته .. منقولة طبعاً ... ومعه فيما ذهب اليه وله كل التقدير والاحترام . أنتهى الحديث
عن اخي الامل المنتظر . وأقول حول الزاوية في نظرتنا الى المنقول من الكلام ...
كثيراً من الناس يبيع مشاعر لنا وكأننا في سوق تباع به الاشياء وتشترى .. وقد نبيع نحن ايضاً تلك الاهداف
من المشاعر وذلك لأننا في السوق وكل شيء يباع ويشترى فيه ، أحياناً لا نشعر باننا نبيع .. ولكن نشعر وبكل تأكيد
اننا نشتري ولذلك وبما أننا بشر فمن غير المستطاع اكتشاف عملية البيع والشراء الا بوجود طرف ثالث يشاهد ويناقش
كلٍ من البائع والشاري ، مشترك لا محالة في عملية تفوح منها رائحة العفن لبيع مشاعر وشرائها ومن كلا الطرفين .. أو
على الاقل من طرفٍ واحد .. مع العلم بان كل الاطراف تعرف ما يباع وما يشترى وأنقل التالي لموضوع ذو صلة بما
نتحدث عنه ...
يتألم أحدنا حين يثق ببعض الناس ويبثه أسراره ، ثم يكتشف فجأة أن ذلك البعض ليس أهلا للثقة ، ولا خزينة أمينة
للأسرار . ولم يكن يستحق منذ البداية مجرد الاهتمام ناهيك عن الاحتفاء به وفتح حجرات قلبك له ليسكنها كما تسكن
الحنايا قلب الإنسان . والأدهى من ذلك حين تسعى إليه بملء أشواقك وخواطرك لترتاح في روضته ، فإذا بك تكتشف
أن تلك الروضة مليئة بالأشواك والمصائد التي نصبت لاصطياد مكنوناتك لصبها في أذان الوشاة والخصوم ، وذلك
ـ للأسف ـ مقابل ثمن بخس قد يكون حقيقيا وقد لا يكون إلا مجرد وهم وسراب فلا يعود صاحبه حتى بخفي حنين .
والغريب أنك حين تصد عن أمثال هؤلاء وتترفع عن مجالستهم أو مواجهتهم فإنهم ينزلقون إلى هاوية اتهامك بالجبن
والضعف وغيرهما من الأوصاف الذميمة التي يمتلئ بها قاموس ثقافتهم الهشة .
إن التلاعب بمشاعر الناس أمر مستهجن منكور لا يمكن أن يقوم به إلا إنسان مريض مشوه القلب ضعيف الفكر يستغل
القلوب البريئة لتحقيق أغراض دنيئة دون عابئ بآداب الاتصال والتواصل مع الآخرين فيظهر لك بمظهر الملاك وهو
في سراديب نفسه المظلمة شيطان رجيم .. فليحذر الواحد منا أمثال هؤلاء المخادعين بعد أن يكتشف حقيقتهم النكراء
طالما يستحيل الكشف عنهم منذ أول وهلة بسبب براعتهم في التقنع بلثام البراءة والسماحة والوقار .
ولا نقول بسوء الظن بالناس أبدا ، لأن الأصل في الإنسان هو الطيب والكرم وليس الخبث واللؤم .
لكن بعض النفوس قد تنحرف عن الجادة والفطرة السوية فتحاول خداع الآخرين والتغرير بهم وتتصور أنها تخدع
غيرها بينما في واقع الأمر لا تخدع إلا نفسها ولا ترى الآخرين إلا من خلال طبعها المتأصل أو انحرافها العارض
فتتصور الشر في كل الخلائق وتسيء الظن بالجميع ! .
ولولا أن في المقابل نفوسا كريمة وقلوبا حنونة وعقولا راجحة نتحاور معها ونهدأ عند ضفافها ونرتاح في سكون
رياضها لاستحالت الحياة إلى جحيم ، ولكن رحمة الله أبت إلا أن تقرن الخير والحب والجمال بأضدادها لتتميز الأشياء
ويدرك الإنسان معانيها بجلاء ووضوح ويستبين أهمية القيم الجميلة والأخلاق الفاضلة في توازن الإنسان وسيره في
الحياة الصعبة ومواصلة مشوارها حتى النهـاية .
إن الحياة بلا قيم ومبادئ لا تساوي شيئا ، وتبدو لنا متجهمة كئيبة في جحيم غيابها ، مما يحتم علينا جميعا أن نبني جسور
الثقة وحسن الظن بالآخرين وأن نلقي بذور الأمل والتفاؤل في النفوس القاحلة الجرداء .
ومن مؤشرات أساسية وعامة للتلاعب :
أولاً ...
إنه نوع من التأثير الروحي النفسي (وليس عنفاً جسدياً أو تهديداً بالعنف) ، وإن هدف فعل المتلاعب هو الروح والبنية
النفسية للشخصية الإنسانية . وإن أحد أول الكتب المخصصة مباشرة للتلاعب بالوعي، هو كتاب عالم الاجتماع الألماني
الغربي (غيربيرت فرانكه) «الإنسان المتلاعب به» (1964)، وهو يعطي التعريف التالي :
« ينبغي أن نفهم عملية التلاعب ، في أغلب الأحوال ، بصفتها تأثيراً نفسياً ينفذ سراً ، ومن ثم ، على نحو يضر بأولئك
الأشخاص الموجه لهم ، أبسط مثال على ذلك هو الدعاية » .
ثانياً ...
التلاعب هو تأثير مخفي ، ولا ينبغي أن تكون حقيقة وقوعه ملحوظة من قبل المستهدف بالتلاعب ،
يقول (غ. شيللر) :
« لتحقيق نجاح التلاعب يجب أن يبقى غير ملحوظ . ونجاح التلاعب مضمون حين يؤمن المتلاعب به ، بأن كل ما
يجري طبيعي ومحتوم ، باختصار ، يحتاج التلاعب إلى واقع مزيف لا يلحظ فيه وجوده » .
حين تكتشف محاولة التلاعب ، ويصير أمر افتضاحها معروفاً على نحو واسع كفاية ، فإن العملية عادة ما تطوى ، لأن
حقيقة اكتشاف هذه المحاولة ، تلحق الضرر الكبير بالمتلاعب ، وما يتم اخفاؤه بعناية أكبر أيضاً ، هو الهدف الرئيسي
لكي لا يؤدي حتى افتضاح فعل التلاعب ذاته إلى الكشف عن النوايا البعيدة ، لذلك فإن إخفاء المعلومة وكتمها ، هو
مؤشر الزامي، وإن كانت بعض أساليب التلاعب تتضمن في ذاتها « كشفاً ذاتياً إلى أبعد حد » ، ومثال على ذلك
هو تمثيل الصدق حين يطلق السياسي على وجنته دمعة ذكورية شحيحة.
ثالثاً ...
التلاعب هو التأثير الذي يتطلب مهارة ومعارف كبرى ، نصادف طبعاً ذوي بديهة هائلة، وقادرين على التلاعب بوعي
المحيطين بهم باستخدام وسائل بدائية ، لكن مجال فعلهم ليس كبيراً ، ويقتصر على مدى تأثيرهم الشخصي في الأسرة
أو الفريق أو السرية أو العصابة ، أما إذا دار الحديث عن الوعي الاجتماعي والسياسة في البعد المحلي على الأقل
فعادة ما يُستدعى لوضع العملية مختصون ، أو تستخدم على الأقل معارف خاصة مستقاة من الأدب أو منظومة
الإرشادات . وعموماً ، فإن الخداع البسيط بصفته أحد الأساليب الخاصة المهمة في تكنولوجيا التلاعب كلها ، لا يستطيع
أن يشكل تأثيراً تلاعبياً من تلقاء ذاته . والمعلومة الكاذبة إذ تؤثر في سلوك الإنسان ، لا تمس روحه ولا نواياه
ومقاصده. ويتضح من هنا الجانب المقزز في الأمر، إن التلاعب بالوعي كله ، ما هو إلا تأثير متبادل ،
ولا يصير
الإنسان ضحية للتلاعب ، إلا إذا كان منخرطاً فيه ، بصفته مساهماً في تأليفه ، ومشاركا به
ولا يتحقق التلاعب إلا إذا أعاد الإنسان بناء وجهات نظره وآرائه
ومزاجه وأهدافه ، تحت تأثير الإشارات الحاصل عليها ، وبدأ يتصرف وفقاً للبرنامج ، أما إذا ساوره الشك ، وعاند
ودافع عن برنامجه الروحي فإنه لا يغدو ضحية .
وأخيراً
التلاعب ليس عنفاً ، بل إغواء ، وكل إنسان وهب حرية الروح وحرية الإرادة ، هذا معناه أنه مثقل بمسؤولية أن يصمد
ولا يسقط أمام الإغواء . وإن أحد المؤشرات المؤكدة ، أن برنامجاً كبيراً للتلاعب بالوعي ، يتحقق في لحظة ما ، وهو
أن الناس يكفون عن إدراك الحجج العقلانية ، ويبدون كأنهم يرغبون في أن يغرر بهم
لقد دهش (أ. إي. غيرتسين) قائلاً :
« يا لقلة ما يمكن الحصول عليه من المنطق حين لا يرغب الإنسان في الاقتناع » .
ما يشكل الصعوبة الرئيسية في مناقشة الكاتب لموضوعه ، هو ذلك الجانب من التلاعب بالوعي الذي رمز له
« بالمخفي » ، هذا مع توافر الحرفية والمهارة .
المتلاعبون المحترفون ، مثلهم كمثل " لاعبي الخفة " ، لا يفشون أسرارهم ، ولا يسمحون للغرباء بالدخول إلى
مختبرات إبداعهم ، وحتى مذكراتهم التي يتباهون فيها بمنجزاتهم ، في هذا المجال ، تهدف إلى إطلاق ضباب أكثر من
إلقاء الضوء وتحذير الأجيال القادمة ... انتهى النقل
طبعاً في كثير من الناس يعترض على هذه الكلمات .. ومنهم من يوازي مسيرته معها .. ولكن المهم أن نعرف أنني لم
أكتب هذه الكلمات ، ولم أحملها شعاراً وكذلك الكثيرين . وهذا الموضوع منقول من عدة مصادر .
المفضلات