رغم التطور الذي شهده المجتمع بقضية العنف ضد المراة والاطفال الا ان العنف لا يزال مستمرا ضد النساء والاطفال بحسب الاحصائيات فهناك 2000 حالة سنويا من العنف تقع على الاطفال حيث تعاملت ادارة حماية الاسرة منذ تاسيسيها مع حوالي ثلاثين الف حالة اساءة اغلبها موجهة ضد الاطفال.
وتتعامل دار الوفاق الاسري المعنية بحماية النساء المعنفات مع الف حالة سنويا ما يعكس تنامي مشكلة العنف الذي لم يعد مقتصرا على النساء والاطفال فحسب بل اصبح يمتد الى فئات الطلاب بالمدارس والجامعات.
ويصادف الخامس والعشرون من الشهر الجاري اليوم العالمي للقضاء على العنف حيث اشارت مصادر وزارة التنمية الاجتماعية الى ان التنمية تتعامل مع 613 امراة معنفة و253 فتاة معرضة لخطر العنف.
وقد تعاملت دار الوفاق الاسري خلال التسعة الاشهر من العام الجاري مع 704 نساء معنفات مع اطفالهن المرافقين لهن منهن 154 غير اردنيات في الوقت الذي تعاملت به الدار في العام الماضي مع 864 امراة و165 طفلا مرافقين
لامهاتهم ، اغلبهن 379 امراة تعرضن للعنف الجسدي و 127منهن غير اردنيات في حين وصل عدد النساء المعنفات اللواتي التحقن بالدار في عام 2011 «505» امراة و138 طفلا برفقة امهاتهن منهن 310 نساء تعرضن للعنف الجسدي
ولا يقتصر العنف على النساء البالغات فحسب بل هناك فتيات قاصرات يتعرضن للعنف ويحتجن للحماية والرعاية والبالغ معدلهن سنويا 253 حيث تقدم وزارة التنمية الاجتماعية خدماتها للفتيات الفاقدات للسند الاسري في دار اليافعات التي ترعى الفتيات من سن 18 عاما لاقل من عمر 25 سنه واللواتي قضين سنوات في دور الرعاية وبلغن عمر الثامنة عشر وليس لهن اسر تشرف على رعايتهن او مساعدتهن في مواجهة الحياة
وتدفع الفتيات في كثير من الاحيان ثمن تعرضهن للعنف الواقع عليهن وخاصة العنف الجسدي والجنسي مرتين الاولى كونها ضحية لانتهاكات وقعت عليها من قبل الاخرين والثانية لبقائهن سنوات في دور الرعاية لتوفير الحماية لها كون النظرة المجتمعية لا تزال تحملها ذنب تعرضها للعنف خاصة ان كان العنف الجنسي صادر من قبل احد افراد اسرتها او اقاربها.
تشير احصائيات وزارة التنمية الاجتماعية انه تم مؤخرا ايداع 14 فتاة قاصرة في دور الرعاية بسبب تعرضهن للعنف الجنسي من قبل افراد اسرهن واصدقائهن بالرغم من كونهن ضحايا لسلوكيات خاطئة من قبل الاخرين.
وفي هذا الاطار يؤكد اخصائيون اجتماعيون على اهمية المحافظة على التوعية والارشاد خاصة للفتيات ومراقبة سلوكيات الاخرين وعدم ترك الحرية للاخرين والتي تؤدي في كثير من الحالات لانتهاك خصوصية الفتيات.
واشاروا الى ان التحرشات الجنسية بالفتيات وحتى الصغيرات منهن لا يزال مستمر بالمجتمع وان كانت حالات قليلة الا ان على الاسرة مسؤولية كبيرة في الحفاظ على حياة اولادها وبناتها ومراقبتهم بشكل دائم وعدم السماح لاحد بالاقتراب لهم مع الحرص على توعيتهم بشكل مستمر.
واضافوا هناك اسر تقوم بارسال بناتهن واولادهن لتلبية احتياجاتهن او تركهم بمفردهم يلعبون بالشوارع مما يؤدي الى احتمالية تعرضهن لسلوكيات خاطئة من قبل الاخرين كان يمكن تفاديها بالحفاظ على طفولتهم وعدم توفير بيئة يمكنها ان تلحق الاذى بهمفالعنف الجنسي والجسدي لا يمكن ان يمحى من ذاكرة طفل او فتاة تعرضت اليه والفتيات والاطفال الذين يعيشون بدور الرعاية سواء لتوفير الحماية او لاعادة تاهيلهم نفسيا واجتماعيا من جديد ستبقى بشاعة ما تعرضوا اليه تلاحقهم مدى العمر خاصة ان كان العنف صادر من قبل احد افراد الاسرة او من قبل الاصدقاء لاسرة .
نقلاً عن الرأي - سهير بشناق
المفضلات