- أن الإنسان مهما أوتي من العلم فعليه أن يطلب المزيد « وقل رب زدني علما » (طه:114) ، وأن لا يعجب
بعلمه « وما أوتيتم من العلم إلا قليلا » (الإسراء:85).
- أن الرحلة في طلب العلم من صفات العقلاء ؛ فموسى - وهو من أولي العزم من الرسل - تجشم المشاق والمتاعب لكي يلتقي بالخضر؛ لينتفع بعلمه ، وصمم على ذلك مهما كانت العقبات .
وهذا دأب العلماء، قال البخاري:
« ورحل جابر بن عبد الله رضي الله عنه مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في طلب حديث».
- جواز إخبار الإنسان عما هو من مقتضى الطبيعة البشرية ، كالجوع والعطش والتعب والنسيان
« آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا » (الكهف:62).
- أن العلم قسمان : علم (مكتسب) يدركه الإنسان باجتهاده وتحصيله بعد عون الله له ، وعلم (لدني) يهبه الله لمن شاء من عباده « وعلمناه من لدنا علما » (الكهف:65).
- أن على المتعلم أن يخفض جناحه للمعلم ، وأن يخاطبه بأرق العبارات وألطفها ، حتى يحصل على ما عنده من علم
« هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا » (الكهف:66).
- لا بأس للعالم أن يعتذر للمتعلم عن تعليمه ؛ إذا لمس المعلم من المتعلم أنه لا يطيق تحمل العلم الذي يعلمه
« إنك لن تستطيع معي صبرا » (الكهف:67).
- من علامات الإيمان القوي أن يقدم الإنسان (المشيئة) عند الإقدام على الأعمال ، وأن العزم على فعل شيء ليس
بمنزلة فعله « ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا » (الكهف:69)،
وأنه لا بأس على العالم أن يشترط على المتعلم أموراً معينة قبل أن يبدأ في تعليمه
« فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا » (الكهف:70).
- يجوز دفع الضر الأكبر بارتكاب الضرر الأقل ، وهذا واضح من خلال فعل الخضر في الأحداث الثلاثة :
خرق السفينة ، قتل الغلام ، إقامة الجدار .
- أن التأني في الأحكام ، والتثبت في الأمور، ومحاولة معرفة العلل والأسباب كل ذلك يؤدي إلى صحة الحكم ،
وسلامة القول والعمل .
- أن من دأب العقلاء والصالحين الأدب مع الله تعالى في التعبير؛ فالخضر أضاف (خرق السفينة) إلى نفسه
« فأردت أن أعيبها » (الكهف:79) ، وأضاف الخير الذي فعله من أجل الغلامين اليتيمين إلى الله
« فأراد ربك » (الكهف:82).
- أن على الصاحب أن لا يفارق صاحبه حتى يبين له الأسباب التي حملته على المفارقة
« قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا » (الكهف:78) ، ويُفهم من ذلك أن موافقة الصاحب لصاحبه في غير معصية الله من أهم الأسباب التي تعين على دوام الصحبة، كما أن عدم الموافقة ، وكثرة المخالفة تؤدي إلى المقاطعة .
ويُفهم من ذلك أيضاً ، أن المناقشة والمحاورة متى كان الغرض منها الوصول إلى الحق وإلى العلم ، وكانت بأسلوب هادئ مهذب ، وبنية طيبة ، لا تؤثر في دوام المحبة والصداقة ، بل تزيدهما قوة ومتانة .
نقلاُ عن الرأي
المفضلات