عروسان يقضيان شهر العسل بالحج
عروسان يقضيان شهر العسل بالحج
16-10-2013
سرايا - يا لها من رحلة رائعة يقوم بها عروسان في بداية حياتهما الزوجية، رفضًا قضاء شهر العسل في الخارج والسعي إلى المظاهر الخادعة، واتجها إلى بيت الله الحرام، يطلبان حياة أسرية سليمة تبنى على طاعة الله والبعد عن المعاصي، فما أجملها حياة تبدأ بزيارة بيت الله الحرام.
العروسان قرروا بدء حياتهم الزوجية برحلة حج وطاعة وتقرب إلى الله تعالى. حيث قالت أسماء التميمي-عروس في شهر العس- أنها اتفقت مع زوجها على أن تكون هدية زواجها 'رحلة حج' حتى يبدآن حياتهما الزوجية برحلة إيمانية تقربهما إلى الله، ورأتها أفضل من السفر للخارج.
وذكرت: شعرت بالسعادة عندما اقترح عليّ زوجي الذهاب للحج هذا العام بعد الزواج مباشرة، فالذهاب لبيت الله أكبر وأغلى هدية يقدمها لي زوجي.
وتعرفت 'سبق' على أحد حجاج بيت الله الحرام القادمين من القاهرة، وعلمت منه أنه مع زوجته في شهر العسل، قررا أن يذهبا لأداء فريضة الحج لهذا العام واعتبراه فرصة ذهبية لحياة زوجية آمنة ومستقرة، وأكد الزوج، سعيد عبيد، أن فكرة الحج هذا العام كانت حلماً، وعدتُ زوجتي به قبل زواجنا وحمدت ربي أني استطعت تحقيق حلمها وحلمي، داعين المولى عز وجل أن تبدأ حياتنا المستقبلية على تقوى ورضا الله.
وقال المعلم فهد الغامدي إنها فكرة رائعة، وسوف أعرضها على عروس المستقبل، داعيًا الفتيات إلى التفكير بهذا الشكل الإيماني الراقي وألا تغلب عليهن النظرة المادية والمنظرة والرغبة في السفر للخارج، حتى تقول لأصحابها إنها سافرت إلى أوروبا في شهر العسل، خاتمًا حديثه بأن السفر إلى الله أفضل وثوابه أكبر، مؤكداً أن من يبدأ حياته بالسفر لله، سيوفقه الله في كل كبيرة وصغيرة وستكون حياتهما إلى الطاعات أقرب وإلى حب الله والرغبة في رضاه، فما أجملها من حياة.
واعتبر المستشار الأسري، نزار رمضان، الحج في بداية الحياة الزوجية 'رحلة حب' يدخل بها الزوجان لعالمين جديدين هما الحياة الزوجية، والولادة الجديدة من خلال شعائر الحج، مضيفًا أنه عندما يتعانق الحدثان الزواج والحج، يصبح هذا تجديدًا للحياة الزوجية، ورأى أنه في هذه الرحلة يولد حب من نوع جديد هو حب تحقيق حلم الأسرة، وحلم النقاء من الذنوب في رحلة الحج الكبرى.
وعن إيجابيات الحج في بداية الزواج قال 'رمضان': في الحج هناك معايشة وتقارب حب وتآلف مشاعر وشعائر، بعيدًا عن المنغصات الزوجية، فلا يوجد غير الحب الإيماني، والألفة الزوجية، والتجرد العبادي. وأكد أن تلك الرحلة الوحيدة والفريدة التي تضبط ميزان الحياة الزوجية والأسرية، سواء في بداية أو وسط الحياة الزوجية، ورأى أن أداء الطاعات في بداية الحياة الزوجية يخفف من أعباء الزواج على العروسين.
ورأى أن انتشار هذه الثقافة الراقية يقضي على العنوسة، ويخفض نسبة الطلاق في المجتمع، معتبرًا الحج معسكراً إيمانياً عاطفياً، وميثاقاً غليظاً، وحباً جميلاً يبدأ من بيت الله الحرام، وأكد أن الحج أقل تكلفة من السفر للخارج، وأكثر تأثيراً في استقرار الحياة الزوجية من رحلات شهر العسل الخادعة الوقتية.
ورحبت أستاذة الفقه المقارن بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سامية حمبظاظة بهذه الفكرة الرائعة وقالت لـ'سبق': إن شعائر الحج أساس رائع لبداية حياة زوجية قائمة على مبادئ الدين الحنيف، فالزوجان يبدآن حياتهما الزوجية وهما أتقياء من الذنوب، معتبرة ذلك مؤشراً صحياً لحياة زوجية سعيدة، يجني العروسان ثمارها مستقبلاً بإذن الله.
وتابعت: عندما يبدأ الزوجان حياتهما الزوجية بالتوكل على الله، والصفاء النفسي الداخلي، فإن الله سوف يبارك لهما في كل الأمور، مبدية أسفها لتفكير العروسين في كيفية قضاء شهر العسل، والبذخ في الإنفاق والمظاهر الاجتماعية الزائفة، وما يتبعه من محظورات شرعية في هذا السفر، ولفتت إلى فشل معظم الزيجات في بدايتها نتيجة لهذا التفكير المادي الخالي من الروحانيات.
وشجعت الزوجين على توفير تكاليف الزواج وإنفاقها في شعائر الحج، معتبرة ذلك بداية مباركة لحياة زوجية سعيدة، وقالت: من يعتمد على الله فسوف ييسر له كل أموره، مبينة أن هذا يجعل الزوجين يجتازان العقبات التي تواجههما حاضرًا ومستقبلاً بمشيئة الله.(سبق)
المفضلات