عمان- هديل الخريشا- جاء كتاب «قضايا لغوية معاصرة» لـ د. ابراهيم خليل بعد اقتراح المحكم الذي عرض عليه كتاب «أوراق لسانية ونقدية معاصرة» أن يقتصر الكتاب على الفصول التي تدور في فلك النقد، واستثناء الفصول التي تختص بموضوعات اللغة، ظنا منه أن الأمرين اللغة والنقد متباينان، ولا جرم أن بين الاساتذة المتخصصين من لا يؤمنون بالتداخل الكبير بين النقد الأدبي واللغويات، وليست لديهم الدراية الكافية على ما بينهما من صلات قوية لدى تيارات نقدية معينة: كالأسلوبية والبنيوية، والنقد القائم على علم العلامات (السميولوجيا) والنقد التفكيكي، ومدارج التأويل ونحو النص وتحليل الخطاب.
يتحدث الكتاب الصادر حديثا عن دار مجدلاوي للنشر والتوزيع عن الكفاية اللغوية، واضطرابات النطق والقراءة، حيث يسلط أحد الفصول من الباب الثاني على «اضطرابات المهارات اللغوية»، وجاء أيضا في أحد فصول الباب ذاته «دراسة احصائية مشتركة حول تواتر صيغ جمع الأسماء في نحو اثنتين وثلاثين قصة للأطفال» وذلك بهدف الوقوف على أكثر الصيغ تواترا ومقابلتها بالصيغ الأخرى، ولا سيما نادرة التواتر تهذيبا للدرس الصرفي، والكتاب المدرسي.
ويقدم الباب الثالث من الكتاب جماليات اللغة ووظائفها البلاغية في الشعر خاصة القديم منه والحديث، وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر في الدلالة اللغوية، واشكالية العلاقة بين اللفظ والمعنى، فإن الشيء الذي لا مرية فيه أن الدلالات في الشعر خاصة لا عامة، ومن هنا يأتي القول بتغيير الدلالات في لغة القصيدة.
يناقش الكتاب الواقع في 176 صفحة من القطع المتوسط مناحي شتى من النظر اللغوي، والتتبع اللساني، فمزج بين الدراسات النظرية الصرفة، وتلك التي تنحو منحى التطبيق، فالكتاب يحتوي على ثلاثة أبواب كل باب مقسم لعدة فصول، فقد بحث الباب الأول في «اللسانيات العامة والتطبيقية»، فيما تناول الثاني «الكفاية اللغوية واضطرابات اللسان»، وتحدث الثالث حول «الدلالة وموسيقى الكلام والأسلوب».
ودعا د. خليل في كتابه إلى عدد من القضايا منها ضرورة تسليط الضوء على اضطرابات النطق، والوسائط المتبعة في علاجها، وأن الصوت الانساني أداة من أدوات التواصل، وبه يعبر الإنسان عن مشاعره وارائه، وإعادة النظر في نحونا العربي، وتجديد الكثير من المفاهيم، وتغيير العديد من الطرائق المتبعة في التدريس واستئناف النظر في الكتاب المدرسي.
نقلاً عن الرأي
المفضلات