بالصور..الثروة الحيوانية بخطر ..نفوق للماشية بالعشرات وعاكف ووزارته غائبون ..والأمن يتصرفون...
بالصور..الثروة الحيوانية بخطر ..نفوق للماشية بالعشرات وعاكف ووزارته غائبون ..والأمن يتصرفون...
22-10-2013
سرايا - سميح العجارمة - نفق مايزيد عن خمسين راساً من الماشية السبت الماضي في منطقة جناعة بمحافظة الزرقاء لاسباب لا زالت مجهولة..!!، بالاضافة لنفوق ما يزيد عن 25 رأس بنفس المنطقة قبلها بأسبوع الى جانب ما نفق ببقية محافظات المملكة.
شهود من ذوي اصحاب القطعان التي نفقت أكدوا أن كوادر وزارة الزراعة لم تكن عند المستوى المطلوب، مشرين الى انهم في بداية الامر استعانوا بالقطاع الخاص للقيام بعمل 'الزراعة' ما ادى لتكبدهم مبالغ طائلة اثر تقاعس 'الزراعة' عن القيام بالعمل المنوط بها معللين ذلك بعطلة العيد بالرغم ان كل دوائر الدولة لديها فرق مختصة للطوارئ الا اذا كانت الزراعة تعتبر نفوق 75 رأس من الماشية امر غير مهم، فهي تعيل عائلات بأكملها لتلافيهم منن الحكومة' بتلبية متطلباتهم المعيشية الأولية، والأخطر من هذا أن نفوق هذه الماشية قد يكون بداية انطلاق وباء خطير يؤثر على الثروة الحيوانية في المملكة، بالاضافة لخطورة انتقاله للبشر.
وعندما نفقت الـ 50 رأس ماشية في منطقة جناعة في الزرقاء بالقرب من الكلية العسكرية اثناء عطلة عيد الأضحى المبارك كانت المفاجاة أن صاحبة الاختصاص وزارة الزراعة غائبة ولم تعطي الموضوع أية أهمية، بينما جهاز الأمن العام قد أولى هذا الموضوع جلّ اهتمامه، حتى أن مساعد مدير شرطة الزرقاء العقيد جمعة التونجي ذهب بسيارته لمنزل مدير مديرية البطرة في الزرقاء وأحضره لموقع نفوق الأغنام، ومع ذلك لم يتم اتخاذ إجراء ناجع من الوزارة، بعكس شرطة الزرقاء الذين قاموا بأخذ عينات من الأغنام النافقة وإرسالها للمختبر الجنائي، وأكد أصحاب المواشي شكرهم وتقديرهم لرجال الأمن العام ممثلين بمدير شرطة الزرقاء ومساعده وجميع ضباط وأفراد الأمن العام، ومنتقدين وزارة الزراعة وتقصيرها.
وعند اتصال 'سرايا' مع وزارة الزراعة أجاب الناطق الإعلامي الدكتور نمر حدادين نافياً مسؤولية الوزارة عن تعويض مربي المواشي عن خسارتهم محملاً إياهم المسؤولية عن نفوق أغنامهم، برغم تأكيد 'سرايا' أن أصحاب المواشي يذكرون بأن المرعى الذي نفقت به الأغنام كان قبل أشهر قليلة ميداناً لمناورات عسكرية، مما يثير الشكوك بأن هناك مواد اختلطت مع التربة والماء أدت إلى نفوق الماشية، وهذا إن صح ينفي مسؤولية مربي الماشية عما حدث، وبالتالي يجب تعويضهم.
وطلبت 'سرايا' من حدادين التواصل مع وزير الزراعة والذي نسينا اسمه من طول احتجابه عن الصحافة، ولكن حدادين حاول بجميع الطرق منع تواصلنا مع الوزير متحججاً بأنه يمكن أن يحولنا لأمين عام الوزارة! وبعد إلحاح أكد لنا حدادين بأن الوزير في اجتماع مجلس الوزراء وليس في الوزارة واعداً بأن يتم التواصل بيننا وبين الوزير بمجرد عودته لمكتبه في الوزارة، ولكن منذ صباح الأمس إلى اليوم اكتشفنا أنه الأسهل لنا الاتصال مع أمين عام الأمم المتحدة والتواصل معه أكثر يسراً من التواصل مع وزير الزراعة الذي يضع أمين عام الوزارة والناطق الإعلامي للوزارة حجاباً بينه وبين الصحافة، رافضاً الخروج من برجه العاجي ليفسر للشعب الأردني ما الذي يحدث في ثروته الحيوانية، وما قصة نفوق الماشية الذي ينذر بوباء لا يحمد عقباه!.
واأكد حدادين نفوق 75 رأس ماشية، وادعت الوزارة ان فرقها قامت بأخذ عينات من المواشي التي نفقت وارسالها لمختبرات وزارة الزراعة، بالاضافة لمختبرات جامعة العلوم والتكنولوجيا لبيان الاسباب التي ادت لنفوق المواشي، بالأضافة لإتخاذ كافة الاجراءات الوقائية لباقي القطيع، ونذكر هنا أن مربي المواشي اكدوا بأن الأمن العام هو من أرسل العينات للمختبر وليس الزراعة، واعترف حدادين أن القطاع الخاص ومختبراته كانوا الأسبق من الوزارة بالتصرف متحججاً بعطلة العيد!.
في الوقت ذاتة رجحت مصادر طبية لـ'سرايا'ان السبب وراء نفوق المواشي هو انتشار فيروس' الريكتسيا' بمحافظتي الزرقاء والمفرق والذي ثبت انتشاره بإعترافات من وزارة الصحة والتي اصدرت مؤخراً بياناً توضيحاً حول الفيروس.
وبالنهاية وبعد مماطلة وروتين جاء رد وزارة الزراعة حول نتائج الفحوصات المخبرية على لسان مساعد الامين العام الدكتور منذر الرفاعي ان النتائج اظهرت عدم وجود تلوث غذائي، مشيراً الى انه تم تحويل العينات لمركز السمية التابع للوزارة.
فيما أكدت نتائج الفحوصات التي قامت بها المختبرات التابعة لمديرية الامن العام عدم وجود سمية وراء نفوق الماشية بمنطقة نجاعة في الزرقاء.
الآن، المملكة بصدد خطر انتشار وباء في الثروة الحيوانية قابلا للانتقال للبشر، ووزارة الزراعة غائبة ولا يعنيها هذا، ومن نفقت مواشيهم ترفض الوزارة تعويضهم...في ظل هذا الوضع المأساوي نتساءل أين الحكومة من هذه القضية الخطيرة بعد احتجاب وزير الزراعة؟!...وإذا لم يتم تعويض أصحاب المواشي من قبل الحكومة فمن سيعوضهم؟!... والأهم هل ثروتنا الحيوانية المحدودة الحجم أصلاً معرضة لخطر حقيقي مما سيؤثر على الأمن الغذائي للمملكة؟!
المفضلات