وداع الحجاج ..طقوس وعادات جميلة غيبها الزمن
وداع الحجاج ..طقوس وعادات جميلة غيبها الزمن
غدير سالم - «على من أراد الحج أن يقوم بكل الأمور المطلوب إليه فعلها، وهي أن يأخذ المطعوم الصحي الذي يحتاج إليه ، و أن يأخذ الأدوية الخاصة به إذا كان مريضا ولايستغني عنها، وأن يكون معه مباشرة بحيث يمكنه تناولها حسب الحاجة إليها «.
وتابع أستاذ الفقه الإسلامي و أصوله في كلية الأميرة عالية الجامعية الدكتور محمد علي الهواري:
على الحاج أخذ ما يحتاج إليه من نفقة وأن يتخذ الإحتياطات المناسبة لحفظ ماله حتى لايضيع منه، و أن يقضي ما عليه من الديون، وإن أمهله صاحب الدين حتى يعود من الحج فلا مانع من ذلك ، و أن يرد الحقوق إلى أصحابها مادية كانت أو معنوية وأن يطلب من الآخرين مسامحته لو اخطأ في حقهم، بالإضافة إلى أن يتعرف أحكام الحج حتى يؤدي المناسك على صورتها الصحيحة «
طلب الصفح منهم
الثمانيني أبو محمد أخبرنا عن طريقة توديع الحاج في الماضي فقال :» كنا نذهب إلى كل بيت في المنطقة ، سواء أقارب أم جيران ، لتوديعهم عند ذهابنا للحج وطلب الصفح منهم في حال كان هناك بعض المشاكل أم لم يكن ، فيستقبلنا الجميع بالإبتسامة والسعادة ويطلبون منا أن ندعو لهم «
وأضاف :» في الوقت الحالي يأتي الناس لتوديع الحاج كزيارة عادية ، فأصبحت الأمور روتينية جداً ، ولا تتوفر فيها المتعة القديمة «.
ما قاله « أبو محمد « يبين اختلاف الطقوس بين الماضي والحاضر في توديع الحجاج .
الأهازيج التراثية
لكن السبعيني « أبو فراس « أضاف طقوس اخرى لم يذكرها أبو محمد فقال :» قديماً كانت تقوم النساء بتحضير أهازيج تراثية لتوديعنا واستقبالنا ، فكانت هذه الأمور تبين لنا بأننا ذاهبين إلى زيارة عظيمة فيقام لنا الإحتفالات بسببها ، ويطلب منا أن ندعوا لهم وأن نسامحهم ، كما نطلب نحن الصفح منهم «.
الشعور بالمتعة
الحاجة « أم مراد « أخبرتنا عن صعوبة الوصول قديما إلى بيت الله الحرام وما يعانونه من أجل أداء مناسك فريضة الحج ورغم ذلك قالت والإبتسامة على محياها :» أنا سعيدة لمقدرتي على أداء فريضة الحج في السابق ، رغم صعوبة الوصول لبيت الله الحرام فحالياً توجد الحافلات والطائرات للوصول ، ولكن قديما كانت لا تتوفر المواصلات حيث نذهب بالإبل وكنا نعاني من اجل الوصول والعودة ، ولكن كنا نشعر بالمتعة لأننا نقوم بأداء فريضة جميلة وندعو الله بها ، وعند ذهابنا وعودتنا تقام الإحتفالات فرحاً بهذا الفرض العظيم «.
أنواع الإستطاعة لأداء فريضة الحج
وتابع الهواري حديثه عن انواع الإستطاعة لأداء فريضة الحج قائلاً :» فرض الله تعالى الحج بقوله ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) سورة آل عمران/الآية 97 ، والحج ركن من أركان الإسلام كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله (بني الإسلام على خمس .. وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ) ، ويشترط لوجوب الحج أن يكون الحاج مسلما عاقلا بالغا حرا مستطيعا، والاستطاعة نوعان ، مالية وهي أن يكون الحاج مالكا لنفقته ومن ينفق عليه ،ونفقات الحج ذهابا وايابا زائدا عن حاجته الأصلية ، و جسدية ويقصد بها أن يكون الحاج صحيح الجسم قادرا على أداء مناسك الحج وتحمل مشاق السفر».
مجموعة من كبار السن ممن ذهبوا للحج قديما بينوا ما لهذا المنسك من قيمة وجمال قديماً ، فتحدثنا مع الجيل الجديد لمعرفة كيفية توديعهم للحجاج في الوقت الحالي .
كأنه عيد
الشاب «خالد» تحدث عن ذهاب والديه للحج وطريقة توديعه لهما فقال :» عند ذهاب والداي في السنة الماضية إلى الحج ، قمنا بتجهيزهم بكافة التجهيزات اللازمة بحيث لا يحتاجوا اي شيء ، وقمنا باستقبال الناس وتقديم الحلوى والقهوة لهم كأنه عيد ، وعند خروجهم ودعناهم باجمل الكلمات والدعوات بأن يحفظهم الله ويعيدهم بالسلامة «.
أناشيد دينية
« أم زيد» تحدثت عن تحضيراتها الحالية لتوديع ذويها عند ذهابهم للحج فقالت :» قمت بعمل الكعك والقهوة لكل من يأتي لتوديعهم ، عدا عن قيام اولادي بعمل فقرات تتخللها أناشيد دينية عن منسك الحج لأجدادهم من أجل إسعادهم ، وقمنا بتزيين البيت فرحاً بذهابهم للحج ، وعند عودتهم سنزين مدخل البيت فرحاً بهم «.
الفرحة تعم المنطقة
« أبو سامر « بين الفروق عند توديعه لأقربائه حالياً وفي الماضي فقال :» قديما عند ذهاب والدي للحج كنت أشاهد الفرحة تعم المنطقة كاملة التي نسكنها ، لكن حالياً تقتصر الفرحة على المقربون فقط ، لذلك أحسست بفرق السعادة بين الماضي والحاضر ، فكانت قديماً الفرحة أعم وأشمل «.
بطاقات
الشابة « هدى» قامت بعمل طقوس مختلفة لتوديع والديها رغبة منها في إعادة احياء الطقوس القديمة بطابع جديد فقالت :» قمت بعمل بطاقات كتبت فيها عن ذهاب والدي لأداء مناسك الحج وطلبت من جميع الأقارب والجيران بأن يأتوا لتوديعهم بأجمل العبارات والكلام الذي يعبر عن الفرحة الكبيرة ، فبدأت الناس تأتي وتودعهم وكلهم سعادة وفرح وكأنه يوم تاريخي جميل «.
وأنهى الهواري حديثه قائلاً :» ولا يجب الحج على المرأة ألا بوجود الزوج او المحرم الذي يحج معها، واجاز بعض الفقهاء خروج المرأة للحج بوجود صحبة موثوقة من النساء أذا لم تجد من يحج معها من زوج أو محرم» .
المفضلات