انتصار هاشمي جديد للقدس ومقدساتها
صورة
كتب - حاتم العبادي - مرة جديدة ، ينجح الاردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في التصدي للانتهاكات الاسرائيلية التي تستهدف الاماكن المقدسة في القدس.
وجاءت هذه المرة من خلال التأثير على موقف المجلس التنفيذي لليونسكو، الذي تبنى صيغة قوية للقرارات الاردنية والفلسطينية الستة التي تدين انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة القدس.
ويعكس تبني المجلس التنفيذي لليونسكو في جلسته ال192 المنعقدة في باريس لقرارات الاردن وفلسطين حول حماية التراث الثقافي والانساني لمدينة القدس ومدن فلسطينية، الحرص الاردن الذي يعبر عن احد ثوابته الوطنية، إزاء المقدسات الاسلامية والقضية الفلسطينية.
نجاح الدبلوماسية الاردنية، التي يقودها جلالة الملك، يرتكز على مدى الصدقية والاحترام الذين يتحلى بهما الاردن وقيادته الهاشمية امام العالم، حيث تستند الدبلوماسية الى واقعية وصدقية تعبر عن موقف العالمين العربي والاسلامي إزاء قضاياهم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
ويصف استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور محمد المصالحة قرارات اليونسكو بأنها انتصار جديد للدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، وتعبر عن كفاءة وقدرة الدبلوماسية الاردنية وادارتها لملف القدس وتمكنه بأن تبقي القدس والمقدسات على سلم اولويات اليونسكو والمنظمات الدولية المعنية بالتراث العالمي.
ويقول الدكتور المصالحة ان الاردن بقيادة جلالة الملك استطاع الابقاء على المقدسات في مدينة القدس على سلم اولويات هذه المنظمات الدولية، وان ما تحقق مؤخرا يعد بمثابة انتصار اخر للجهد الاردني للمحافظة على عروبة القدس.
واشار الدكتور المصالحة الى اهمية الدور الهاشمي في المحافظة على المقدسات الاسلامية من خلال عمليات واجراءات التعمير للمحافظة على عروبة المدينة في وجه الاجراءات الاسرائيلية التي تستهدف معالم المدنية ومحاولة تهويدها من خلال ممارسات الحكومة الاسرائيلية او المتطرفين اليهود.
وأكد الدكتور المصالحة ان الاردن اثبت دوليا قدرته وشجاعته وحرصه على ان يوصل الصوت العربي والاسلامي الى العالم والمنظمات الدولية المعنية، بما فيها اليونسكو والجمعية العمومية للامم المتحدة.
بالمقابل يقول أمين عام المنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري ان الموقف الاردني حازم وقوي ويعبر عن موقف عربي واسع، كما انه موقف قادر على التأثير في ردع اسرائيل في اجراءاتها لتقسمي المسجد الاقصى مكانا وزمانا.
وكان الموقف الاردني بتوجيهات جلالة الملك، محل تثمين واحترام من العالمين العربي والاسلامي، بحسب الفاعوري، الذي قال ان الموقف الاردني وتوجيهات الملك والاجراءات الحكومية محل تثمين واحترام من الجميع.
ويشكل الموقف الاردني تجاه المقدسات الاسلامية في القدسن بمثابة الداعم الرئيسي للمقدسيين وكذلك الراعي والحامي للمقدسات الدينية والرادع القوي للانتهاكات الاسرائيلي التي تستهدف البشر والحجر من خلال اجراءات التهويد التي تحاول تنفيذها لطمس الهوية العربية والاسلامية للمدينة المقدسة.
وليس ما تحقق من نجاح في اجتماعات المجلس التنفيذي لليونسكو المنعقد في باريس الاول بالنسبة للاردن ، بل هنالك نجاحات عديدة تتعلق بملف القدس ومقدساتها، فقد نجح الاردن في إدراج بلدة القدس القديمة واسوارها على لائحة التراث العالمي وكذلك على لائحة التراث العالمي المعرض للخطرن عامي 1981 و1982 على التوالي.
وتمكن الاردن، من خلال دبلوماسيته التي يقودها جلالة الملك، من فضح وتعرية الموقف الاسرائيلي، والذي عكسته الاهتمام وما حظيت به القرارات من دعم متزايد، إذ ايدت الغالبية الساحقة القرارات.
وبهذا الصدد دعا الدكتو رالمصالجة لجنة القدس العربية في الجامعة العربية الى ان يكون لها صوت ودور لدعم الموقف الاردني، موضحا ان يكون لهذه اللجنة وجهان للدعم ، الاول دعم للدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك، اما الوجهة الثاني يتمثل بالدعم الاقتصادي والمادي لضمان صمود المقدسيين الذين يتعرضون لضغوط من قبل الجانب الاسرائيلي للتخلي عن صمودهم ووجودهم في تلك المناطق.
فيما دعا الفاعوري، الذي يشغل ايضا رئيس الدائرة السياسية في حزب الوسط الاسلامي، الى عقد قمة عربية اسلامية عاجلة يكون عنوانها الرئيسي القدس، التي تمثل كل شيء بالنسبة للامتين العربية والاسلامية، والتي يجب ان لا تكون محل مساومة او مقابل اي دور سياسي، بإعتبار ان شرعية العرب والمسلمين تستند الى المقدس الاساسي في حياتهم وهي البيت الحرام والمسجد الاقصى.
وأعربت اليونسكو في قراراتها عن قلقها العميق من استمرار الحفريات الإسرائيلية داخل وحول مدينة القدس القديمة وأسوارها، ومن عدم تزويد إسرائيل اليونسكو وبالأخص مركز التراث العالمي بمعلومات عن هذه الحفريات.
كما طالبت إسرائيل التوقف فوراً عن هذه الأعمال والحفريات، إلى جانب طلبها أن يبين مركز التراث العالمي في تقاريره الدورية إلى لجنة التراث العالمي جميع العراقيل التي تضعها إسرائيل، وأسباب عدم تزويدها للمركز بالمعلومات المطلوبة منها في هذا السياق، وأن يتحقق مركز التراث العالمي بطريقة ملموسة مما يجري على الأرض من أعمال سرية ومعلنة، وهو الأمر الذي ما زالت ترفضه إسرائيل خوفاً من كشف وتوثيق فداحة الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق تراث المدينة المقدسة.
وتدين القرارات وبشدة استمرار تساهل وحماية سلطات الاحتلال لاقتحامات المتطرفين لباحات المسجد الأقصى وانتهاكهم لحرمة المكان المقدس وطالب القرار إسرائيل الكف عن استمرار هذه الانتهاكات.
كما تشجب القرارات استمرار عرقلة إسرائيل لعمل الأوقاف الأردنية ومنعها من القيام بواجبها بترميم والحفاظ على المباني والساحات التابعة للمسجد الأقصى المبارك بما فيها ترميم طريق باب المغاربة.
وجددت القرارات التأكيد على قلق اليونسكو العميق لاستمرار إسرائيل بالعبث وتدمير بعض الآثار الإسلامية في منطقة باب المغاربة وفي أجزاء متعددة من البلدة القديمة.
المفضلات