محمد بن أحمد سعيد الهاشمي الفوتي التجاني.
من قصيدة: ارحلْ لِطَيْبة
اِرحـلْ لطَيْبةَ لا تؤمَّ سـواهــــــــــــــا
فعســـــــــــــــــاك أن تحظَى برؤيةِ طهَ
فإذا وصلـتَ لهـا اكتحـلْ مـن تُرْبـهــــــا
هـو إثـمدُ العـيـنـيـن وهـو جَلاهـــــــا
دارُ الهـنـا فـيـهـا الغِنَى وكذا الـــمُنى
دارُ الـحـبـيب قـلـوبُنـا تهـواهــــــــا
هـي طَيبةٌ طـابتْ وطـاب أصـولُهـــــــــــا
ومديـنةٌ ربُّ السَّمـا سمّاهــــــــــــــــا
هـي مُنـيةُ الألـبـاب مفتــــــــاحُ الهدى
فـانهضْ إلـيـهـا واغتـنِمْ للقـاهــــــــا
هـي لجَّةٌ خضراءُ وسْطَ مفــــــــــــــــازةٍ
فـيـهـا الـحـيـاءُ هـي الـتـي يرعـاهـــا
هـي دُرَّةٌ بـيضـاءُ خــــــــــــــالصةٌ تُرى
فعـلـيْكَ أن تسعى لهـا فَتَراهــــــــــــا
فـالعـيـنُ قـرَّتْ عـندمـا نظرَتْ لهــــــــا
واستبشـرت فرحًا بـمـا آتـاهــــــــــــا
والقـلـبُ قـد سكـنَ اضطرابُ لهـــــــــيبِه
لـمـا رأى مـا فـي الـبقـاعِ سـواهــــــا
كلُّ الروايِحِ قـد زكَتْ مـن طِيبِهـــــــــــا
فجـمـيعُهـا طـابتْ لِطـيبِ شذاهـــــــــــا
هـيـهـاتَ أيـن الـمِسْكُ مـن نَفحـاتهــــــا
مـا الـمسكُ إلا جـيفةٌ بِدِمـاهـــــــــــا
لا تحسَبِ الـمسكَ الـذَّكـيْ كـنزًا بـهــــــا
هـيـهـاتَ أيـن الـمسكُ مـن ريّاهـــــــــا
هـيّا فإن تبـغِ الـتَّطـيُّبَ يــــــــــا فتًى
فأدمْ عـلى السـاعـاتِ لَثْمَ ثراهــــــــــا
كلُّ الأمـاكـن حـيث كـنَّ كــــــــــــنقطةٍ
فـي بحـرِ طـيبةَ نـازلـيـن حِمـاهــــــــا
مـا مـثلُ طـيبةَ مـنزلٌ وكفَى بـهـــــــــا
فخرًا حـلـولُ الـمـصطفى برُبـاهــــــــــا
واللهِ لا شـيءٌ يُعـادلُهـــــــــــــا إذا
ذُكرتْ ولا تشفـي السَّقـامَ سـواهــــــــــا
مَنْ حـلَّ فـيـهـا فـاز مـنهـا بـالـمــــنى
مأوى الغريب له الهَنـا بثَواهـــــــــــا
لا يـخشَى مـن ضـيـمٍ أقــــــــام وإن غدا
هـو آمـنٌ واللهِ حـيث أتـاهـــــــــــــا
وإذا جفـاهـا رغبةً فله العَنــــــــــــا
كـالكِيرِ تـنفـي خُبْثَهـا وصَداهـــــــــــا
لا يستقـرُّ قـرارُه فـي غـيرِهــــــــــــا
أبـدًا يـهـيـمُ بـهـا ولا يـنسـاهـــــــا
هـي بـلـدة اللهِ الـتـي قـد خـصَّهـــــــا
بـالغـيثِ والغَوْثِ الـذي أحـيـاهـــــــــا
واللهُ شـرَّفهـا وأعـظـمَ تُرْبَهــــــــــــا
يشفـي مـن الأسقـامِ نَشْرُ شَذاهـــــــــــا
شَرُفتْ عـلى كلِّ الـبقـاعِ جـمـيعِهـــــــــا
هـذا الصحـيحُ فعـندَ ذا نـتبــــــــــاهى
هـي مذهـبـي فـيـهـا نشأت ومـوطنـــــــي
فلهـا هـويـت ومـا ألـذَّ هـواهــــــــــا
واللهِ لا أبـغـي بـهـا بـدلاً ولــــــــو
ضـاق الـمعـاش ولـو أكلـت نـواهــــــــا
جزم الجـمـيع بأن تـربة أحــــــــــــمدٍ
خـيرُ الـبقـاع بذا نقـول شِفـاهـــــــــا
لا شكّ فـيـه ولا خـفــــــــاءَ ولا امتِرا
واللهُ شـرّف أرضهـا وسمـاهــــــــــــــا
الـبـدر فـيـه والكـواكب حـــــــــــوله
سُرُجٌ تضـيء لـمـن أتى بحـمـاهـــــــــــا
قسمًا بطـيبةَ والـذي فـي بطنهـــــــــــا
مـا مـلـتُ عـنهـا سـاعةً أنسـاهـــــــــا
كـيف السلـوُّ ومهجتـي فـي تُربـهـــــــــا
أبـدًا أحنّ لـذكرهـا ولقـاهـــــــــــــا
واللهِ لا أسلـو ولـو عذل الـــــــــــذي
يلقى فـمـا قـلـبـي رنـا لسـواهــــــــا
إنـي إذا شـاء الإله أكـون مـــــــــــن
سكّانهـا وأذوق مـن لأواهـــــــــــــــا
فأقـمْ بـهـا يـا سـامعًا لــــــــــحديثه
فـالنفسُ إن صـبرت تـنـال مـنـاهــــــــا
هـي دار خـير الـمـرسلـيـن فـنـورهـــــا
يـزهـو عـلى القصريـن حـيـن أتـاهــــــا
والـمـنـبر العـالـي الـمعـظّم قــــــدره
لـمـا عـلاه غدا بـه يـتبــــــــــــاهى
وبـهـا الـبقـيعُ وأهله فــــــــــي روضةٍ
شهداؤهـا فـي جنّة مأواهــــــــــــــــا
المفضلات