النظام المدرسي ..و ضبط العملية التربوية
صورة
أمينة منصور الحطاب - تعد المدرسة المؤسسة الاجتماعية الثانية في الأهمية بعد الأسرة من حيث مكانتها في التأثير على الطفل ورعايته ، وصقل شخصيته ، وتنمية مهاراته ومواهبه وقدراته ، وتزويده بالمعلومات والمعارف . إضافة إلى أنها توفر له بيئة اجتماعية مليئة بالمثيرات التي تعمل على استنفاذ طاقاته الكامنة ، وتوجيهها بالاتجاه الذي يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع ، وهي بهذا تحقق الهدف العام للتربية وهو اعداد هذا الناشئ ليكون مواطناً صالحاً في مجتمعه .
ومن أجل تحقيق هذا الهدف تسعى المدرسة سعياً حثيثاً لتقديم الأفضل لطلبتها ، معتمدة على مبدأ التطوير والتحديث في برامجها وفعالياتها وأسلوب أدائها ، كي توفر لهم من خلال ذلك سبل تحقيق النمو السوي المتوزان والمتكامل عقلياً وجسمياً وعاطفياُ ، والذي يجعلهم يتمتعون بقدر وافر من الصحة النفسية والجسمية والاتزان الانفعالي .
المجتمع المحيط
المدرسة تحتضن عدداً من الطلبة الذين أتو إليها
،من المجتمع المحيط حاملين معهم آثاره وآثار البيت الذي عاشوا فيه خلال سنوات حياتهم الأولى ، فإننا نتوقع اختلافات وفروقات كبيرة بين هؤلاء الطلبة ، تعكسها بكل وضوح أنماط تفاعلهم الاجتماعي معاً أو مع القائمين على عملية التعليم أو مع النظام المدرسي بكل مكوناته بشكل مناسب .
لقد كان مفهوم النظام المدرسي في الماضي يقوم على أساس ( العصا ) وكان مدير المدرسة يمثل الحاكم وله الكلمة النهائية ويمارس سلطاته لإخضاع الطلبة لها ، وكان هذا النوع من النظام قائماً على الرهبة والخوف ومفروضاً بالقوة . إلا أن النظام المدرسي الحديث يقوم على أساس الحاجة إلى احترام الذات وتوليد الرغبة الصادقه لدى الطلبة للقيام بالعمل الصحيح .
مشكلات النظام المدرسي
تواجه المدارس أو المؤسسات التعليمية عادةً، نوعين من الخروج على النظام :
أولاً : النوع الفردي
وهو النوع الشائع ، المعروف ، وينحصر في نطاق ضيق يمكن التعامل مع كل حالة على حدة ومن أمثلة هذا النوع من المشكلات :
1- الشغب : ويتمثل في السلوك العدواني من جانب الطالب نحو أقرانه وقد يرجع سبب ذلك إلى عوامل نفسيه أو اجتماعية أو إلى عيب جسمي أو الفشل الدراسي.
2- الهروب من المدرسة : ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها ضعف الرقابة المنزليه أو تأثير قرناء السوء أو الفشل الدراسي المتكرر للطالب ،ومنها سوء إدارة المدرسة وضعف خدمات التوجيه بها ، أو عدم مناسبة أنشطتها وبرامجها التربوية لاحتياجات الطلبة
3- السرقة : وقد ترجع إلى رغبة الطالب في تملك شيء لا يستطيع الحصول عليه ، أو الانتقام من زميل آخر وغيرها
4- الغش في الامتحانات : ويرجع ذلك إلى الاهتمام الكبير الذي يعطى للامتحانات ، وما تتسم به من صرامة وقيود ، والتركيز على التحصيل والحفظ بدل من أن تكون وسيلة لتقويم التلميذ وتقدمه .
5- تدمير الأثاث المدرسي : مثل تكسير الشبابيك والأبواب ، والكراسي والادراج والاجهزة ، أو تشويه المبنى المدرسي بتجريحه أو الكتابة على الجدران ... إلخ .
ثانياً : النوع الجماعي
بدأ هذا النوع من المشكلات يظهر في السنوات الأخيرة ولا شك أن خطورة هذا النوع من المشكلات تكمن في أنها تؤثر على المؤسسات التعليمية ككل على اختلاف أنواعها وتهدّد كيانها ووجودها وتعزى هذه المشكلات الى مجموعة من العوامل منها :
1- قلق الطلبة واضطرابهم وعدم ثقتهم في قيمهم ومعاييرهم الأخلاقية.
2- جمود النظم التعليمية : مثل ضعف العلاقة بين الطالب والمعلم نتيجة زيادة أعداد الطلبة في المدرسة الواحدة ،عدم وجود خدمات إرشادية وتوجيهية في المدرسة ، قوانين وتعليمات القبول في المدارس ، والتشعيب إلى أنواع التعليم المختلفة ، نظام الامتحانات وما يسببه من همّ كبير للآباء والأبناء والمعلمين
3- اهتزاز سطلة المعلمين الرسمية وغير الرسمية : ويرجع ذلك إلى انخفاض مستوى إعدادهم ومؤهلاتهم ، وانخفاض الأوضاع المادية والاقتصادية لهم وكذلك تناقض كفاءتهم المهنية لانهم لا ينمّون أنفسهم باستمرار مما يُظهرهم أمام التلاميذ بالضعف وضحالة في المعلومات.
4- قلة تعاون الآباء مع المدرسة : لا شك أن تعاون الآباء مع المدرسة عامل هام في حفظ النظام . ولكن كثير من الآباء لا يساعدون المدرسة في ذلك لعدم اهتمامهم بما يجري فيها ، أو لإهمالهم لما تقوله المدرسة عن ابنائهم ، أو لعدم إحكام سيطرتهم كآباء على أبنائهم.
أهداف النظام أو الانضباط المدرسي.
اهداف
يهدف الانضباط المدرسي إلى تدعيم العملية التربوية وإزالة العقبات التي تعيق وصولها إلى أهدافها ، ولا سيما ما كان ناجماً عن صعوبات التكيف لدى بعض الطلبة مع البيئة المدرسيه بحيث يتمثل الطلبة مفاهيم الانضباط الذاتي ، وينعكس ذلك على أنماط سلوكهم الإيجابي البناء . إن تحقيق النظام المدرسي السليم يدل دلالة واضحة على مدى الجودة التي تميز بها نظام التعليم في المدرسة . وكفاءته في مساعدة التلاميذ على اكتساب أنماط السلوك الاجتماعي المقبول أثناء الدوام المدرسي . إن المدرسة الجيدة هي التي تنظر إلى النظام المدرسي باعتباره عملية تعليمية تدفع بجميع الطلبة إلى مستوى معين من ضبط النفس وتعلم السلوك الجيد والتدرب عليه .
المفضلات