غدير سالم - من منا لا يذكر اليوم الأول في المدرسة ، هو يوم اختلطت فيه المشاعر ما بين حزن وفرح ، ضحكات ودموع ، سعادة وخوف .. فرح وسعادة بدخول عالم جديد ومميز ، وخوف وقلق من فراق ذوينا .
تشاهد الأطفال في الطرقات منطلقين إلى مدارسهم ، فتسمع كلامهم وحوارهم
كأحد الأطفال بسعادة غامرة :» لقد اشترت لي والدتي هذه الحقيبة ذات العجلات « ويبدأ بسحبها بفرح وابتسامة جميلة .
طفل آخر يبكي ولا يريد فراق والدته يقول :» أعيديني أمي إلى البيت أنا لا أحب المدرسة « .
والعديد من الكلمات والعبارات التي تصدر بعفوية من هؤلاء الأطفال ، فهم بهذا العمر يعبرون بصدق عما يشعرون فيه بداخلهم .
كان لا بد من لقاء البراعم ومعرفة رأيهم في اليوم المدرسي الأول ، حيث بدا على بعضهم مشاعر الخوف والرهبة ، والبعض الآخر مشاعر الفرح والسعادة .
المدرسة جميلة
إحدى الطالبات «مريم» وصفت شعورها باليوم المدرسي الأول فقالت : «المدرسة جميلة وأنا أحبها كثيراً وأريد أن أتعلم القراءة والكتابة ، وأنا سعيدة جداً اليوم «.
والدة مريم تحدثت عن شعور ابنتها قائلة :» لقد استيقظت مريم باكراً متلهفة ونشيطة جداً للذهاب إلى المدرسة ، فقمت بتجهيزها سريعاً والقدوم بها إلى المدرسة «.
لا أعرف القراءة
الطفلة « سدين « اختلط الأمر عندها ما بين فرح وبكاء فقالت والدتها :» عند ذهابي بها إلى المدرسة كانت سعيدة جداً ، ولكن عند دخولها الصف بدأت بالبكاء وعند سؤالي لها عن السبب قالت أنا لا أعرف القراءة ، وأخاف أن تضربني المعلمة ، فأخبرتها بانها قادمة لتتعلم كل شئ «.
خائف جداً
أما الطفل « علي» فيبكي بحرقة شديدة ويرفض الذهاب بشتى الطرق ويقول والدموع سائلة على وجنتيه :» لا أريد أن أذهب أبداً ، وأريد أن أعود للمنزل فأنا خائف جداً «.
أصبح طبيبة
لكن « لمى» كانت لديها مشاعر مختلفة فقالت والإبتسامة على محياها الجميل :» انا سعيدة بدخولي المدرسة فأنا أريد أن أتعلم لأصبح طبيبة «.
فرحاً يغني
«أم محمود « أخبرتنا عن مشاعر طفلها ورغبته بالمدرسة قائلة :» لقد كان سعيدا جداً واستيقظ باكراً وجلس أمام البيت لينتظر الباص الذي سيوصله للمدرسة وما أن قدم الباص حتى ركض إليه وذهبت معه وبقى طوال الطريق فرحاً ويغني «.
رؤية الطلبة ومعلمتها
إحدى البراعم طفلة تدعى هلا تبكي بشدة وعند سؤال والدتها عن السبب قالت : «تبكي لأنها تريد أن تذهب إلى الصف لرؤية الطلبة ومعلمتها «.
فتحدثنا مع هلا فقالت : «احب المدرسة كثيراً وأريد أن أصعد إلى الصف لأتحدث مع زملائي ومعلمتي «.
سعادة غامرة
الطالبة «داليا» يتحدث والدها قائلاً : «كانت تحضر للمدرسة بكل لهفة وشوق وسعادة غامرة وودعتنا وهي سعيدة جداً وما لبثت أن دخلت المدرسة سرعان ما تحولت هذه المشاعر كلياً وانقلبت إلى بكاء وخوف ورهبة «.
انقلب الفرح إلى بكاء
وتذكر « أم سلمى» مشاعر إبنتها قائلة :» لم تنم طيلة الليل لشوقها للذهاب إلى المدرسة وهي تحضر اغراضها ، وكانت في قمة السعادة وما أن جاء الصباح وذهبنا للمدرسة انقلب هذا الفرح إلى بكاء شديد ورغبة في العودة إلى المنزل» .
من جانبه ابدى اختصاصي الطب النفسي ( العلاج السلوكي ) الدكتور نايف ارشيدات رأيه فيما يخص خوف ورهبة الطفل من المدرسة قائلاً :» الطفل يخرج من الأمان (حضن أمه) إلى المدرسة وهو غير معتاد أن يختلط بمحيط غير أمه ، فإذا لم يتم الترغيب من قبل الأهل بالكتب والمدرسة ، سيشعر بالرهبة والخوف ، ويزيد هذا الإحساس إذا كان الطفل مدلل حيث تتعقد المشكلة فيبقى طيلة الأسبوع يبكي بحرقة ، ويصبح لديه مشاكل كالتبول اللارادي «.
وأضاف :» أما إذا كان الطفل غير مدلل يكون لديه أعراض نفسية طبيعية كالقلق والتوتر والبكاء ، فكل ما اهتم الأهل بالطفل ومهدوا له الطريق أصبح الأمر أسهل ، ويكون أكثر سهولة في حال قاموا بوضع الطفل في مراحل ما قبل الصف الأول كالروضة وغيرها فيدخل عالم المدرسة ولا يكون جديد كلياً عليه كغيره من الطلبة الذين يدخلون الصف الأول بسرعة من غير تمهيدات «.
هذه المشاعر جميعها تتغير إلى اخرى عند تعود الطلاب وتأقلمهم مع المدرسة وبدء تعودهم بفراق اهلهم لبضع ساعات فلا بد من المعاناه في بداية كل امر لكن النهاية تصبح الامور سهلة وتحت السيطرة .
المفضلات