تجري اليوم محاولات حثيثة لتبرئة بشار الأسد من تهمة استخدام الكيمائي في ريف دمشق، من خلال إلصاق التهمة بأخيه العنيف ماهر الأسد وبفرقته الرابعة المتمركزة في قاسيون.
وتحاول بعض الدوائر السياسية لصق تهمة استخدام السلاح الكيماوي بماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة، في حين نقلت مصادر صحافية متطابقة عن شبكة بلومبيرغ التلفزيونية قول مسؤول في الأمم المتحدة إنه من المرجح أن يكون ماهر الأسد هو الذي أمر باستخدام الأسلحة الكيماوية والغازات السامة في الغوطة الشرقية يوم 21 آب (أغسطس) الجاري.
وأعلن المسؤول الأممي، الذي امتنعت الشبكة عن ذكر اسمه، أن استخدام الكيماوي يمكن أن يكون عملًا متهورًا من جانب ماهر الأسد، أكثر من أن يكون قرارًا استراتيجيًا اتخذه الرئيس.
لكن من المؤكد أن الأخير قد وافق على العملية قبل المباشرة فيها.
وأوضح أن كل الدلائل تشير إلى أن قذائف الأسلحة الكيماوية أُطلقت من منطقة تواجد الفرقة الرابعة، ما يعني أن الضربات الغربية المرجحة بين ساعة وأخرى ستستهدف مواقع وأماكن تجمعات هذه الفرقة أكثر مما تستهدف المقار الرئاسية.
واستعرضت الشبكة آراء أكثر من مستشار وخبير في مسؤولية بشار الأسد ومدى معرفته باستخدام شقيقه ماهر السلاح الكيماوي. وأكد جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، لنفس الشبكة أن قرار استخدام الأسلحة الكيماوية لا يمكن أن يكون قد اتخذ من دون موافقة الرئيس الأسد شخصيًا.
ونقل عن لانديس، الذي عاش فترة في سوريا، قوله: "ليس لدي شك في أن ماهر شخص عنيف متحجر القلب لا يعرف الرحمة، وفي الوقت نفسه ليس لدي شك بأن بشار هو الآخر عنيف ولا يعرف الرحمة، والسؤال عمن يكون الأكثر قسوة بين الشقيقين مسألة لا تفيد بشيء، لأنهما يشتركان في قتل الشعب".
وأضاف: "ماهر هو رأس الحربة والمسؤول الأول عن تنفيذ الأعمال القذرة للنظام، إذ ورث هذه المهمة عن عمه رفعت الأسد، الذي ارتكب مجزرة حماة في العام1982 ضد انتفاضة سنية، أسفرت عن أكثر من25 ألف قتيل".
أما المستشار العسكري البريطاني توربغورن سولفيدت، فقال إن ماهر كان حاضرًا ومشاركًا في كل العمليات الدموية لقمع المعارضة. واستبعد أندرو تابلر، المحلل العسكري في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن يكون ماهر الاسد استخدم الأسلحة الكيماوية من دون موافقة مسبقة من شقيقه بشار.
المصدر: الحقيقة الدولية – ايلاف
المفضلات