دكتور كميل موسى فرام
أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية
استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية
يمثل التشكيل بالجنسين بين أفراد العائلة الواحدة كمتطلب عائلي ومجتمعي ووطني أعلى درجات الاستقرار على السلم الحياتي ويحقق أرفع درجات العدالة بين الطبقات الاجتماعية بل ويلعب الدور الأساسي بالمحافظة على النسل البشري لحاجتنا القاتلة لضمان الاستمرار بالوجود على سطح الكرة المستديرة نستمتع بفقراتها الحياتية كما يقدر لنا فنحافظ على تضاريسها لتكون وديعة بضمير الأبناء الذين نحزن لمستقبلهم لتغيرات الزمن التي جعلت اهتماماتهم بأولويات قد اختلفت قوالبها، وربما الحكمة بالانجذاب المتبادل يعتبر قرينة ارتباط بقدسية تتعدى حدود التصرفات الفطرية والتي تتشكل كنتيجة لحكم الأيام، فمحطات الحياة للفرد تبدأ بالحمل والولادة ثم الرعاية العائلية للطفولة ومرحلة المراهقة الأولى التي تنتهي بانتهاء مرحلة الدراسة المدرسية، للانتقال لمرحلة التعليم الجامعي بمرافقة مرحلة مراهقة الثانية ذات الأجندة المختلفة الأهداف، فيصل القطار العمري لمرحلة العمل والارتباط والزواج والإنجاب بتوقيت يحتاج لبرمجة مختلفة بعد أن غدرت الأيام بمدخراتنا لنعيش صراع البحث عن قارب النجاة طول الوقت.
التأثير المجتمعي
ضمن المعادلة النسبية التي تحتكم للمنطق العائلي وللغالبية العظمى من الأزواج، فإن جنس الجنين الأول لا يشكل نقطة خلافية بين الزوجين حتى بظروف التأثير المجتمعي والذي يجنح لزاوية الظلم أحياناً فيرتدي الزوجان طواعيا أو فطريا ثوب القلق وعدم الافراط، ومع ذلك، فالتركيز يكون على صحة المولود القادم لعالمنا بالتوقيت المناسب، مع العلم أن علامات القلق على الزوجين تبدأ بطرح الأسئلة غير المباشرة بقالب استفسار عن جنس الجنين منذ ثبوت الحمل، حيث تخلق الروايات المتوارثة بين أداء الامتحان بتحضير سطحي أو ارتداء ثوب الذكاء للوصول لحدود المعرفة، فخبرات الزمن الغابر تؤذينا وتفصل أسلحة حرب شرسة بين وسائل التشخيص الجديدة والحديثة وبين تلك التي اُعتبرت إرثٌ اجتماعيٌ يلزمنا المرور بنفقه حتى لا نُتهَّم بسلوك طريق التمرد، ويمكنني القول بدرجة الاجتهاد أن انحصار تقدير النجاح الزوجي بجنس المولود يمثل جريمة اجتماعية، خصوصا بمجتمع يطلق الألقاب على الأفراد منذ الولادة أو الزواج، فيبدأ تيمنا ويتنتهي كواقع.
قالب السرية
أصبح البحث عن طريقة أو وسيلة للمساعدة على اختيار جنس الجنين مشكلة دائمة الحضور على الأجندة العملية، تطرح بقالب السرية أحيانا، ومنها السرية المفردة لأحد الزوجين أو تلك المحصورة بكليهما بقالب يوحي بإخفاء أحداث جريمة يخطط لها، والمؤسف انتشار الثقة بالجدول الصيني بالرغم ما إميته بشكل يغلير الواقع العلمي اعتمادا على نتائجه والتي تقارن أرقامه وفواصله بواقع أسري فينال علامة النجاح أحيانا بدون وجه حق علمي، خصوصا بسهولة الوصول إليه بشبكة الانترنت والتي سهلت من فرص تطبيقه ونتائجه المتواضعة التي تترجم نتائج الطبيعة بالحكمة، وربما المرور بمحطة الحقن الكربونية للمهبل وقبل فرصة اللقاء الزوجي المبرمج مع التوصية اللعينة بتكثيف فرص الجماع لعدة أيام بفترة الاباضة المتوقعة بمنتصف الدورة الشهرية، كلها وسائل تساعد بترجمتها النظرية لتحسين نسبة حدوث الحمل بجنين من جنس الاختيار بدرجة تبتعد عن المتوسط الجبري بدرجة الانحراف المعياري المتواضعة، ولكن تحليل فقراتها يحتاج لدرجة من التوعية تتعدى السطحية التي تمارس بطقوسها، بالرغم أن ذلك الواقع يساعد بزيادة الأواصر الأسرية لفترة قد تنهار إذا سار قارب الحمل بعكس ارادة تيار الزوجية.
استخدام وسائل الاختيار بتوظيف المكتشفات العلمية ووسائل المساعدة المتوفرة فقد يحسن من فرصة النجاح خصوصا إذا تعهد الزوجين ولو ضميريا بتقديم المعلومة الصحية الدقيقة لمقدم الخدمة الطبية، وربما الحديث عن تقنية استخدام الحقن الرحمي يمثل الوسيلة الأفضل والتي تجمع بين الطبيعة التشريحية والفسيولوجية وتوظيف المكتسبات العلمية التي تحققت عبرة مسيرة البحث بمساحة الاجتهاد العلمي، حيث يبدأ البرنامج بعد اقتناع الزوجين بفترة مراقبة لتطور الاباضة وقد يتخلل هذا المحور تناول السيدة لبعض المحفزات لتنظيم الاباضة أو بهدف ضمان الجودة، حتى إذا وصلت البويضة داخل الجُريب لحجم وشكل مثالي، فتنصح السيدة بتنفيذ الخطوة الثانية بالبرنامج من واقع تناولها لحقنة عضلية بساعة زمنية محددة لضمان استكمال مراحل التطور والنمو وقبل فرصة استقلالها لتكون جاهزة بالواقع والمعنى للاندماج مع المادة الجينية للحيوان المنوي، ويتم الترتيب لهذه الأحداث ضمن جدول زمني يحترم الزمن والأحداث ويمنع العبث بفقراته وتحت أي مبرر، وبالتزامن، فهناك نصيحة طبية للرجل بالامتناع المطلق عن ممارسة الشعائر الزوجية لفترة زمنية تحدد بسقف ثلاثة أيام لضمان نوعية مؤثرة تشفي الغليل بالعينة، حيث لا بد من إجراء فحص السونار لتأكيد الحجم وبالتالي انفجار البويضة بالوقت المتوقع والذي يعطي الفرصة لإجراء الحقن بالفترة المثالية لخصوبة البويضة، فتعطى عينة السائل المنوي لمختبر الأجنة المتخصص بمعالجة العينة بواسطة أجهزة عناية حديثة تتوفر فيها نفس الشروط البيئية لنشاط الحيوانات المنوية، ويتم فصل الحيوانات المنوية بواسطة جهاز الطرد بدون استخدام أي شكل أو صنف من أصناف المواد الكيميائية بل ينحصر بوظيفة تقنية فنية ليصار بتخزين العينة بسائل حافظ على أن تحقن العينة بشكل مباشر داخل الرحم بمهارة طبية يرافقها فترة استراحة واستلقاء لمدة نصف ساعة على الأقل، وبعدها تستطيع السيدة العودة لنشاطاتها العملية والمنزلية والحياتية بدون قيود الأسر المتعارف عليها كمبرر لفشل الإجراء باستثناء الامتناع عن التدخين أو شرب الكحول بأشكاله لتأثيرهما السلبي بشكل عام وغير المحدد، فلا حاجة أبدا للاستلقاء على السرير لفترة زمنية تمتد لعدة أيام أو ممارسة أنانية الراحة المطلقة بما يشكل ذلك من ضغط فكري يؤثر سلبا على النتيجة لفعله بخلط الآثار الهرمونية وأنزيمات الجسم بصورة تمنع الفائدة.
الحقن الرحمي
الحقن الرحمي لا يشكل أية خطورة ولا يترك آثارا سلبية على المدى القريب أو البعيد، وحصل على الإجازة من دوائر الإفتاء الدينية ومؤسسات التنظيم الحكومية، كما أنه لا يحتاج لأي شكل من أشكال التخدير باعتباره إجراءً يخلو من الألم وهو يفتقر لدرجة الضمان بحصول الحمل أولاً أو الحمل بجنس الجنين المرغوب من الزوجين، فأسباب الفشل المجهولة تتعدى حدود الاجتهاد والمعرفة الفكرية بواقع يتطلب الاستيعاب لجميع الاحتمالات، مذكرا أن العمر الزمني لنشاط البويضة بعد تحررها من جُريب المبيض لا يتعدى حدود ساعات اليوم الواحد وبدرجة نشاط متناقصة بالزمن، وبالنسبة لنشاط الحيوان المنوي فالأفضل معاملته بنفس الأسس للبويضة حتى لا نعتمد على فرضيات انقرضت أو نتسلح بتبرير الفشل من الطرف الآخر، فالحكمة بتقبل النتيجة وسيلة حصرية للمجتهد بامتلاك أسهم السعادة اليوم وغداً.
محاولة تحديد جنس الجنين بالحقن الرحمي بعد معاملة السائل المنوي بالمختبر الوراثي والحاضنة يمثل فرصة اجتهاد علمية لتحديد جنس الجنين بنسبة مضاعفة عن الطبيعة، وهو خطوة يسبقها الفحوصات السريرية والمخبرية والاشعاعية لضمان سلامة نفق الرحلة التي يسلكها الحيوان المنوي بظروف الطبيعة الأصلية، على أن يكون القرار جريئا بالانتقال لتحديد جنس الجنين بالتحليل الدقيق للكروموسومات بعد قرار التضحية بالرصيد المادي والذي سيكون موضوع حديث مفصل بالقادم من محطاتنا العلمية وللحديث بقية.
المفضلات