كريمان الكيالي - في رده على سؤال حول رأيه في الصداقة ، قال وزير وسفير سابق عبر فضائية محلية :»من خلال تجارب كثيرة في العمل السياسي والدبلوماسي والعام، أقدم خلاصة تجربتي مع الاصدقاء وهي :» من أراد ان يكسب صديقه عليه ان لا يطلب منه شيئا بهذا سيحافظ على صداقته ، وستكون صداقتهما متينة والى الابد» .
اجابة صريحة اقرب لنصيحة ، مغايرة تماما لما تداولته الامثال و قصائد الشعراء قديما ،حول دور الاصدقاء في الشدائد والمحن والظروف الصعبة، والوقوف الى جانب المحتاج ، فالصديق لم يعد لوقت الضيق هذه الايام والملاذ الآمن وقت الحاجة ، و اذا اردنا الاحتفاظ بالاصدقاء علينا الا نشركهم بهمومنا ومتاعبنا، حتى لانشكو صديقا تهرب او آخر تخلى او نتباكى على من كنا نعتبرهم اصدقاء فخذلونا .
عصر متسارع
مثل كل الاشياء التي تغيرت في حياتنا ومن حولنا ، الصداقة خضعت هي الاخرى لمعايير عصر متسارع ، تحكمه وتتحكم به المصالح ، واصبح ارسال مسج او مكالمة او المشاركة بعرس او مأتم ، تذكر بانه لايزال بحوزتنا بعض الاصدقاء يتذكرونا ونتذكرهم ، نقف الى جانبهم ويقفون الى جانبنا بين الحين والآخر.
والسؤال هل اصبحنا فعلا نعاني من ازمة في الأصدقاء ؟ وهل اصبحت الصداقة شحيحة هذه الايام ؟ واين تلك المشاعرالطيبة التي ارتبطت بأجمل العلاقات بين الناس .؟.
ابحث عن أصدقائي
ومن باب اسأل مجرب، يقول « ابو سويلم «: ما زلت ابحث عن اصدقائي الذين انفضوا من حولي بعد ازمة صحية، على إثرها تم إحالتي الى التقاعد المبكر، بعد ان كنت أعاني من كثرتهم ومن طلباتهم التي كانت لاتنتهي ، كنت اشغل منصب لابأس به في احدى المؤسسات ، موبايلي كان لايهدأ صباحا ومساء، مكالمات ومسجات تخترق كل الاوقات وتجامل في كل المناسبات ، دعوات وولائم ، لكن ومنذ الاسبوع الاول لمرضي تراجع عدد من يتصلون بي الى النصف، ثم اختفوا تقريبا تماما بعد اربعة اشهر من مكوثي في البيت ، واذا حدث واتصلت باحدهم لايرد او يرد بكلمات مقتضبة ،يدعي انه مسافر او انه في اجتماع وسيتصل فيما بعد ، وبالطبع لا ولن يتصل..يضيف:» تحت شعارالصداقة تقام الكثير من العلاقات ، لكن اي محك حقيقي يهدم هذه العلاقة الزائفة وبسرعة ، لان الصداقة تختلف وتبتعد عن المنافع» .
التجربة أفضل برهان
وتضيف « منيا «: مع الأسف لا توجد صداقة ولا اصدقاء هذه الايام ، بعد حياة زوجية متعثرة انفصلت عن زوجي ، وبدل ان أجد صديقاتي حولي ، تباعدت الواحدة تلو الاخرى ، برغم انهن على معرفة واطلاع بحجم المعاناة التي كنت أعيشها ، بل وهن من شجعنني على اتخاذ هذا القرار ، فجأة أصبحت انسانة وحيدة غير مرغوب بصداقتها ، برغم انني احوج ما اكون الى صديقة تقف بجانبي ، صدمتي كبيرة ، وكثيرا ما تساءلت: كيف لو كنت بحاجة لمساعدة من اي نوع ؟ كيف سيكون الموقف مثلا ؟ التجربة كانت افضل برهان، لكي أعرف بان المصلحة هي من تحكم العلاقات بين البشر مع الأسف .
عملة نادرة
كذلك يرى «فادي « بأن الصديق أصبح عملة نادرة هذه الايام ، فنحن نعيش في زمن لاتوجد فيه صداقة، بل ما يجمع الناس مصالح متبادلة ، وبعد ان تنتهي كل يذهب في حال سبيله ، ويقول :» ربما ظروف الحياة دفعت الناس لذلك ، زمان كانوا يقولون بأن الصديق لوقت الضيق ، يظهر معدنه في الازمات والصعاب، والصديق ليس اي شخص، بل من تثق به وتستأمنه على اسرارك ، يكون معك في السراء والضراء .. الفرح والحزن .. السعةِ والضيق، وفي الغنى والفقر، هو من يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما، ترى أين هو ذلك الصديق الذي يحمل هذه المزايا ؟!
يتابع :» مررت بظروف صعبة ، فصلت من عملي ، مكثت اربع سنوات دون عمل ، ظروفي المادية والمعنوية كانت سيئة للغاية ، لدي زوجة وثلاثة أطفال ، لم أتلق اتصالا واحدا ممن كنت التقيهم تقريبا كل يوم ، يجلسون في بيتي وعلى مائدتي دائما ، وبعد أن أتى الفرج بعقد عمل في بلد خليجي ، عادوا لسابق عهدهم ، يتصلون يريدون مساعدتي في عقد عمل، غيرت رقم موبايلي اكثر من مرة .
ويتساءل ترى هل يستحق هؤلاء أن أساعدهم ؟ أين كانوا يوم كنت بحاجة الى كلمة حانية من أحدهم، أو ربما علبة حلوى لصغاري..هؤلاء علموني درسا لن أنساه.. لا يستحق هؤلاء أن أقول بانهم أصدقائي ، لا تنطبق عليهم شروط الصداقة، لا من قريب ولا من بعيد..لقد انكشفوا ، وظهروا على حقيقتهم .
المفضلات