الحقيقة الدولية –عمان
تعود الذاكرة بالحاج إبراهيم سلامة إلى زمن مضى يتذكر فيه مساحات الدونمات التي كانت باسمه في منطقتي الشميساني وعبدون وقدمها كـ"نقوط"، أو باعها بأسعار "زهيدة".
الحاج السبعيني أغرق في الذاكرة، ثم تبسم ابتسامة توحي باستحضار ومقارنة ما كان الوضع عليه سابقا وما هو عليه الآن.
الحاج السبعيني، مستعيدا الزمن الذي كان فيه امتلاك بيت أو دونم من الأرض أمرا في غاية السهولة، يقول إنه قدم نقوطا لبعض المقربين وحتى الأصدقاء في يوم زفافهم قطع أراض في منطقة الشميساني وآخرين في عبدون.
ويقول سلامة، وفق "الغد"، غير النادم على ذلك، إنه لم يتبادر إلى ذهنه آنذاك أن يصل سعر دونم الأرض في منطقة الشميساني بين 800 ألف ومليون دينار تقريبا، وفي الوقت ذاته لم يتوقع أن يصل سعر الشقة التي لا تتجاوز مساحتها 175 مترا مربعا في المكان ذاته 175 ألف دينار.
ويلفت سلامة إلى أنه باع ما يقارب 4 دونمات في منطقة الشميساني في الثمانينيات بحيث لم يتجاوز سعر الدونم 1000 الى 1500 دينار.
وبين سلامة أن أسعار الأراضي وشراء شقة في العاصمة عمان كان قليلا جدا، مستذكرا أن سعر الشقة في العاصمة لم يكن ليتجاوز 20 الى 25 ألف دينار.
يأتي ذلك في وقت لم يعد فيه امتلاك شقة أو شراء دونم من الأرض أو أقل من ذلك أمرا في غاية السهولة كما كان في زمن السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
الحاج سلامة يؤمن أن نهر الزمن لا يعود إلى الوراء، وبالتالي لن تعود الأسعار إلى ما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي، كما يقول.
من جهته، يستذكر المستثمر في قطاع الإسكان، زهير العمري، أنه في بداية الثمانينيات كانت مساحات الشقق التي يتم بناؤها لا تقل عن 175 مترا مربعا؛ حيث إن المستثمر الذي كان يبني شقة مساحتها أقل من 175 مترا مربعا يعد "مغامرا"، لاسيما أن مثل هذه المساحات لم يكن مرغوبا بها عند الأردنيين آنذاك.
وبين أن سعر بيع طن مادة الحديد في زمن الثمانينيات لم يتجاوز 180 دينارا، مقارنة بـ600 دينار سعر بيعه حاليا، ولم يتجاوز سعر بيع طن الإسمنت آنذاك 30 دينارا، مقارنة بـ80 دينارا سعر بيعه حاليا في الأسواق المحلية.
ويشير العمري الى أن سعر بيع الشقة التي كان يبلغ حجمها 175 مترا مربعا في مناطق عمان الغربية (تلاع العلي والشميساني والمدينة الرياضية) كان لا يتجاوز 25 الى 30 ألف دينار في الثمانينيات، في حين يصل سعر الشقة حاليا في المناطق نفسها بين 140 ألفا و200 ألف دينار حسب المنطقة.
وحول أسعار الأراضي في الثمانينيات، يؤكد العمري أن سعر دونم الأرض في المناطق الغربية من عمان لم يتجاوز 20 ألف دينار، الا أن متوسط سعر دونم الأرض حاليا في المناطق الغربية من العاصمة وصل الى 500 الف دينار.
وفي مقارنة بين الماضي والحاضر، يقول العمري إن أسعار الدونم في الفترة الحالية ارتفعت 25 ضعفا مقارنة بسعر بيع الدونم في الثمانينيات، في حين ارتفعت أسعار بيع الشقة أربعة إلى خمسة أضعاف اذا تمت مقارنتها بسعر الشقة في زمن الثمانينيات.
ويشير العمري إلى الارتفاع الخيالي لأسعار الأراضي في المملكة، لا سيما في العاصمة عمان، مبينا أن هذا الارتفاع يعد سببا رئيسيا في ارتفاع سعر امتلاك الشقة، لافتا إلى أن أسعار مدخلات البناء؛ مثل الإسمنت والحديد والأيدي العاملة وغيرها، أسهمت بارتفاع أسعار الشقق.
وكان مدير عام دائرة الأراضي والمساحة، المهندس نضال السقرات، قال في وقت سابق إن سعر بيع دونم الأرض في بعض مناطق الغربية من العاصمة وصل الى 1.5 مليون دينار.
وارتفع حجم التداول في سوق العقار المحلية خلال الشهور السبعة الأولى من العام الحالي بنسبة 21 %، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وشهد حجم التداول في سوق العقار خلال شهر تموز (يوليو) من العام الحالي انخفاضا بنسبة 1 %، مقارنة بالشهر ذاته من العام 2012 ليبلغ (532) مليون دينار تقريباً
المفضلات