تالا أيوب - «هناك مجموعة من المبادئ التربوية والنفسية والاجتماعية والوطنية، يفترض أن يفهمها الطالب الذي يرغب في دخول الجامعة .
وكذلك يجب أن تنتبه الأسرة أن الاختيار السليم للتخصص ؛هو نتاج عملية مشاركة الرأي بين «الطالب والأسرة» هذا ما يراه المستشار التربوي وخبير مناهج الدكتور «قيمر القيمري».
وعن المبادئ التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار اكد: « ان الدماغ طولياً يقسم الى نصفين، النصف الأيسر المختص بعمليتي الحفظ والصم، والنصف الأيمن هو المختص بعمليتي الابتكار والابداع. وعليه يفترض أن يسأل الطالب نفسه الى أي العمليتين أنا أنتمي؟، فهناك تخصصات يغلب عليها الجانب الأول بشكل أكبر من تخصصات أخرى وكذلك هناك تخصصات يغلب عليها الجانب الثاني».
وتابع: «كما توجد هناك فروق فردية من حيث درجة الذكاء (مجموعة القدرات العقلية) داخل أبناء الأسرة الواحدة من جهة، ومن جهة أخرى تشير كثير من الدراسات أن لا توجد علاقة قوية ووطيدة بين درجة التحصيل وبين القدرات العقلية (الذكاء) وعليه فإن الاختيار السليم لتخصص ما يجب أن يكون مستقلاً عما اختاره في أعوام سابقة الأخوة أو الأخوات أو الأقارب أو الأصدقاء أو ما يمكن أن يختاروه العام الحالي لأن كل فرد داخل الأسرة له قدرة معينة، فعلى سبيل المثال قد يكون لك أخ ذو قدرة ميكانيكية أو ذو مستوى ذكاء عالٍ اختار في سنة سابقة تخصص الهندسة، أما أنت ليس شرطاً أن تملك هذه القدرات، ولذلك يجب أن يكون لك مسار آخر».
وأكمل: «اختيار التخصص لا يجوز أبداً أن يبنى على (خدعة الألعاب)، بمعنى أن يكون هدفك هو الحصول على لقب طبيب مثلاً وعليه فإن عبارة (لن أعيش في جلباب أبي) عبارة سليمة عند التوجه لاختيار التخصص. فما اختاره الآباء لا يعني بالضرورة اختيارك».
لافتا الى «ان معرفة حاجات سوق العمل مؤشر سليم ورائع عند تحديد التخصص وكرر مع نفسك في هذا الجانب عبارة (ليس المهم من أنا الآن بل المهم ما سأكون عليه غداً) لأن هذا الفهم يعني أنك لن تزيد من نسبة البطالة وأنك ترفض العيب في العمل وأنك تريد خدمة الوطن ،وعليك أن تستشير المختصين عن حاجات سوق العمل الأردني للسنوات القادمة».
«هناك قدرة خاصة عند بعض الأفراد تسمى «الموهبة الخاصة» وتمثل فئة من الطلبة ذوي الاتجاه المهني والفني والموسيقي والرياضي، وهذه الفئة لو دخلت التخصص المطلوب ستكون مبدعة في المجالات الفنية والمهنية. فإن كنت منهم فلا تتوانى في اختيار هذا المسار».
أما عن الميول والرغبات عند الطالب وضح قائلاً: «انه لعامل مهم في اختيار التخصص فقد يكون الطالب ذو معدل مرتفع وتخصصه علمي ولكن ميوله أدبية، واختيار التخصص بناء على هذه الميول سيشبع حاجاته النفسية والعملية».
أما فيما يخص الأسرة وما تمليه من ضغوطات على الأبناء في اختيار التخصص، نتيجة سلوكها ،بين «د. القيمري» : النتيجة ، شباب فاشلين مقهورين وعكس ذلك فإن الأسرة الواعية هي التي توجه وترشد الأبناء عند التخصص السليم، فالاختيار السليم في التخصص هو الذي يوفر على الطالب وعلى أسرته وعلى البلد الجهد والوقت والمال لأن الاختيار الصحيح يعني أن تنهي مدة دراستك بوقت محدد وبجهد مناسب ومال معقول».
من الجانب الفني وقبل تعبئة طلبات الالتحاق بالجامعة الرسمية ،يجب الحرص على: «عدم كتابة أبداً في الطلب الجامعة والتخصص الذي لا تريده. كما عمل مسودة (صورة عن الطلب الأصلي وقم بتعبئته أولاً. كما يجب قراءة التعليمات المتضمنة مع الطلب بعناية بالاضافة الى الاستشارة في كل خطوة من الخطوات».
مؤكدا «ان الاختيار السليم للتخصص الجامعي يبنى على عاملين متداخلين متفاعلين الأول « الرؤية الواضحة» والتي تمثل النتيجة النهائية التي يسعى اليها الطالب وأسرته وتمثل أهداف الطالب والأسرة والوطن (مستقبل يلبي حاجاتي كطالب وميولي ويخدم أسرتي ووطني دون سمعة ورياء ولقب خادع ويؤمن لي حياة مناسبة). والثاني «الرسالة: خطوات لتحقيق الرؤية» والتي تمثل القدرة الفعلية / العقلية والجسدية والميول والرغبات والأهمية والغاية والشخصية والعوامل المؤثرة :سوق العمل، المستوى الاقتصادي للأسرة، والمستوى الاجتماعي أيضاً لها، والحالة النفسية ومكان الدراسة».
وأكدت المرشدة «رنا البكري» على: «ان الميول والرغبات تعد من الضروريات التي يجب الاخذ بها بعين الاعتبار بالاضافة الى مراعاة درجة الذكاء التي يتمتع بها الشخص ليصبح ناجحاً بداخل السنوات الدراسية الجامعية وما يليها، أما اذا انصاع لرغبات الاهل فقط دون الاهتمام بالرغبات سيترك أثراً عكسياً على الابداع». وما يخص احتياج سوق العمل للتخصصات وضحت: «بأنه من الضروري مراعاته بشكل كبير وما يحتاجه وينقصه، فسوق العمل الأردني تحديداً قد اكتظ بالهندسة والطب وتعد فرص العمل بهذه المجالات نادرة. ومن التخصصات المرغوبة في الوقت الحالي تخصص التسويق عبر الانترنت كما أن التخصصات التي تندرج تحت تخصص ادارة الاعمال لا زالت مرغوبة وخاصة بخارج الاردن».
«أما عن توارث المهنة من الاب الى الابن بغض النظر عن القدرات العلمية للطالب وعن معدله فهي غيرمحبذه وخاصة حينما يكون معدله منخفض ويجبروه أهله على دراسة الطب أو المحاماة أو ... للمحافظة على مهنة الوالد».
وأكدت بشدة على أن تكون الدراسة والشهادة الجامعية مأخوذة من جامعة معترف بها بالأردن وخارجه
المفضلات