كتب - د. صلاح العبّادي - كعادتهم دائماً.. الشأن الاردني ليس اولوية بالنسبة للسواد الأعظم من تيار صقور جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، وهو ما ثبت من خلال حملات لجمع التبرعات تقوم بها جماعة الاخوان المسلمين في الاردن، لنظيرتها في مصر!
هذه المعلومة كشف عنها ضمن سيل من المعلومات التي وضعها المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين امام نحو الخمسين شخصية من قيادات الاخوان المسلمين، الذين اجتمعوا الاسبوع الماضي بدعوة من المكتب التنفيذي لجماعة الاخوان؛ لمناقشة وضع الجماعة في الاردني ومصر.
منذ سنوات والشأن الاردني غائب عن الاهتمام الاخواني، فقيادات من تيار الصقور ترى بالاردن مسرحاً لها، لاقامة المسيرات والفعاليات المتتالية، الامر الذي من شأنه أن يرهق الاجهزة الامنية الدرع الساهر على امن الوطن، عدا عن محافظ العاصمة سمير المبيضين الذي داوم ما يزيد عن 150 جمعة جراء الاعتصامات والمسيرات المتتالية، دون كلل او ملل.
صقور الاخوان واجنداتهم الداعمة الى نظرائهم في مصر بحماسة غير معهودة، واستغلال المناخ السياسي الذي ينعم به الاردني من حرية الرأي والتعبير واحترام للرأي الآخر، دون وجود قيود تحد من ممارسة العمل السياسي، امور باتت واضحة للعيان ولمتابع واقع الجماعة التي تغيب عن هموم الشأن الوطني، وتركض وراء قضايا تبتعد عن هموم المواطن الاردني واولوياته.
اعترافات قدمها قيادات اخوانية في ذلك الاجتماع الذي دعا اليه المكتب التنفيذي، اضافة الى النقد الساخن الذي قدمه عقلاء الاخوان المسلمين للمتهورين في الجماعة، خصوصاً بما يتعلق باستمرار التصريحات المستفزة التي تصدر عن المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين همام سعيد ونائبه.
ترشيد الخطاب الاعلامي الاخواني، والالتزام بالهدوء، دون استفزاز المجتمع بكافة اطيافه السياسيه .. دعوة جاءت من عقلاء الاخوان الذين نفتقد صوتهم في «الليلة الظلماء» التي يسود فيها الخطاب المتشدد غير المتزن، لأنهم يتعرضون لحالة من الاقصاء على يد الصقور.
ومن غير المنطق أن يستبعد المراقب للجماعة همام سعيد أن تتخذ الحكومة اي اجراءات بحق الاخوان في الاردن جراء التجاوزات التي تصدر عنهم، فهو يراهن على وجهة نظر خاسرة مفادها « حاجة الحكومة للاخوان المسلمين». رغم أن قيادات اخوانية اكدت - حسب مصادر مطلعة اسرت ل»الرأي» - إن «الحكومة مش عاجزة عن اتخاذ اي اجراءات قانونية بحق من يستقوي عليها وانها تنتظر الفرصة المناسبة».
قيادات اخوانية هي الأخرى دعت الى اعادة النظر بخطاب الجماعة، لافتين إلى «تراجع عدد المشاركين في فعالياتهم من آلاف إلى اعداد متواضعة، اضافة الى «انقلاب القوميين واليساريين على الاخوان»، وانحسار التعاطف الشعبي معهم.
وحمّل عدد من الشخصيات الاخوانية المسؤولية للقيادات الحالية في الجماعة، مشددين على ضرورة اعادة النظر في توطيد العلاقة مع وسائل الاعلام على نحو يخدم مصلحة جماعة الاخوان المسلمين.
وامام سيل المعلومات الذي تدفق حول مجريات الاجتماع، وما دار به، فإنه من غير المستغرب أن يكشف سعيد أن «الجماعة» في الاردن على اتصال دائم مع نظيرتها هناك، وأن قناة اليرموك التابعة لها وظفت خلال الفترة الماضية لنصرة «الاخوان في مصر» اثناء بثها، قبل أن ينقل بثها من قمر الى آخر.
سعيد قال في الاجتماع إن الجماعة قدمت وتقدم الدعم والاسناد لنظيرتها في مصر، لافتا إلى أن حملات لجمع التبرعات المادية تقوم بها الجماعة في الاردن لصالح الجماعة والشعب المصري.
واكد أن الاخوان في مصر ماضيين في اعتصاماتهم وأنها ستكون سلمية، وانهم لن يلجأوا الى استخدام العنف حتى لا يكون اي مبرر لمواجهتهم بالعنف.
لا احد يستغرب هذه المعلومات والحقائق التي جاءت في الاجتماع، لأن تحركات صقور الجماعة مكشوفة، والوطن ليس اولوية بالنسبة لهم، فهم يجمعون التبرعات المالية لاخوان مصر، في وقت تتنصل الجماعة من مسؤولياتها على صعيد العمل الخيري الاجتماعي، الذي يفترض أن يكون هو نهجها في ظل وجود حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يفترض أن يكون هو الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين، بعيدا عن حالة الصراع بين الجماعة والحزب، جراء الاحقية في ممارسة العمل السياسي!
المفضلات