استيقظت أم سيف على أم أيمن وهي تمسك بقميص وتشمه ثم تمرغ به وجهها ثم تضمه إلى صدرها ثم تبكي ثم تعاود الكرة وتمسك القميص مرة أخرى وتستنشق رائحته وكأنه معطر ثم تضمه بلهفة و تقول : سامحتك يا حبيبي سامحتك والله يشهد.
هذا المشهد يحدث يوميا مع أم أيمن التي تقيم في دار للمسنين في إحدى الدول العربية.
فتقول أم سيف والتي تعيش في نفس الدار التي تعيش فيها أم أيمن :
أن هذا المشهد من أكثر المشاهد ألما فقد استمر الحال طويلا لمدة عام تقريبا وكلما سألتها عن السبب رفضت الكلام ولكنها تكلمت بعد مرور عام وفهمت منها أن القميص يعود لابنها أيمن الذي ترك والدته في هذه الدار إرضاء لزوجته وابنه الأكبر ، حيث أخبرها أنه مضطر للذهاب بها إلى دار المسنين وقال لها أن تطلب ما تشاء، فأبلغته أنها لا تريد منه شيئا إلا أن يخلع قميصه الذي يلبسه ، ومن يومها وهي تحتفظ بقميص ابنها وتشهد الله في كل صباح أنها قد سامحته على عقوقه «.
قصة مؤلمة للغاية عن بر الأم بابنها وعقوقه هو لها ، تعلم الأبناء أن الأم غالية ، أغلى من كنوز الأرض ومن عليها ، لسان حالها يسامح دوما .
فإلى كل من نسي أمه أو أباه وأغلق عنه باب البر
إليك يا من وضعت أمك أو أباك في أي دار للمسنين كان مكانها أيستحق القلب الذي يدعو لك بالتوفيق دوما أن تهجره وتبعده عنك ؟
تذكر أن العقوق كبيرة من الكبائر وأنا متأكدة أنك لو فهمت معنى الكبائر جيدا ومدى عقوبتها لما أحزنت التي حملتك في بطنها تسعة شهور ولما جعلت رجلا في السبعين يذرف دمعا على سوء معاملتك معه .
تذكر قول الله تعالى الذي يزلزل الأرض وما عليها
(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًاوَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غفورا « سورة الاسراء)
وتذكر الحديث الصحيح المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك.
المفضلات