الحقيقة الدولية – عمان
"سأواجه شهرا عصيبا، شهر رمضان بقي نصفه ولم تنته التزاماته بعد، والعيد يليه، والمدارس على الأبواب"، ذلك ما يقوله الموظف ياسر السامي عن ثلاثية الالتزامات الذي تترقب راتب شهر تموز (يوليو) الحالي والذي لا يتجاوز 500 دينار.
ويتزامن استلام رواتب شهر تموز (يوليو) للموظفين كافة في مختلف القطاعات مع دخول النصف الثاني من الشهر المبارك، والذي يليه عيد الفطر المبارك ثم تدخل فترة المدارس لتكون عبئا إضافيا على الموظفين.
وقال السامي/ وفق "الغد" إن آخر الشهر سيكون عبئا لم نعهده من قبل نظرا لتزامن دخول الالتزامات المكلفة والتي تحتاج الى تحضيرات.
وأكد السامي أن على الموظف والمواطن بشكل عام أن يحرص على الراتب ويوزعه ضمن برنامج دقيق حتى يستطيع أن يواصل حتى نهاية الشهر المقبل بعد خروجه من أزماته الثلاث المتتالية التي ستثقل كاهله حيث تبدأ بالشهر المبارك وعيد الفطر لتنتهي بنهاية موسم الدراسة الذي سيبدأ منتصف الشهر المقبل.
ولا يختلف حال خالد المحمد عن السامي، الذي لا يخفي قلقه على ما ينتظره هذا الشهر من التزامات جراء "ثلاثية رمضان والعيد، بالإضافة إلى المدارس" التي تتطلب منه الكثير من الالتزامات المادية.
ويعمل المحمد في إحدى الدوائر الحكومية براتب شهري لا يتجاوز 450 دينارا من بينها 120 دينارا إيجار بيت ونحو 40 دينارا فواتير كهرباء وماء وغيرها من الاحتياجات اليومية لشهر رمضان.
ولدى المحمد طفلان أحدهما في المدرسة ويحتاج إلى مصاريف شهرية لا تقل عن 100 دينار.
وقال الخبير الاقتصادي، حسام عايش، إن المصاريف والنفقات تتضاعف في شهر رمضان أكثر من الأشهر العادية، وبالتالي ترتفع الأسعار ويزداد الطلب على مختلف أصناف المواد الغذائية والسلع الرمضانية، ما سيزيد من أعباء المواطن.
وأكد عايش أن المواطن يجب أن يبحث عن خريطة طريق للتقليل من الإنفاق وعليه توجيه الدخل الى الطرق الثلاث الرئيسية القادمة اليه وهي "نصف رمضان والعيد بالإضافة الى المدارس".
وبين عايش أن على المواطن أن يقلل ويحدد من استهلاك المواد الغذائية والسلع الرمضانية في النصف الثاني من شهر رمضان، وأن لا يزيد من المصاريف في هذا الشهر استعدادا لاستقبال العيد ومن ثم مواجهة المصاريف المدرسية التي تأتي مباشرة بعد عيد الفطر، ما سيزيد من الالتزامات والأزمات المالية التي سيمر بها المواطن وتثقل كاهله.
وأشار عايش الى ضرورة قيام المواطنين بشراء احتياجاتهم قبيل أيام العيد وحتى لا ترتفع الأسعار، وبالتالي يتكبد المواطن أعباء مالية إضافية، لافتا الى أن المواطن يجب أن يقدم على شراء مستلزمات المدارس من راتب الشهر الحالي ويقتطع جزءا منه لتلبية تلك الحاجة وقبل قرب بدء الدوام في المدارس الذي يعد فترة من المحتمل أن ترتفع فيها أسعار مستلزمات المدرسة من حقائب وقرطاسية بمختلف أشكالها بالإضافة الى الأزياء المدرسية.
وطالب عايش الحكومة بالسماح للموظف بأخذ سلفة من راتبه ضمن موازنتها السنوية والتسديد من خلال دفعات شهرية؛ فهي بهذه الخطوة تقف مع المواطن في أزمته التي ستواجهه جراء تهافت "ثلاثية رمضان والعيد والمدارس"، وبالتالي تحفظ الحكومة الحصول على حقها في التسديد عبر الأقساط المقتطعة من راتب الموظف.
المفضلات